هل نحن فعلاً .. جاهزون ؟ – بقلم د/ يسري الشرقاوي

0

هل نحن فعلاً .. جاهزون ؟

د يسري الشرقاوي
رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين الافارقة EABA

🟡🟣أتابع الحالة التي يعيشها العالم بين حالة توتر و قلق واندفاع مع سرعة الاحداث وتردد في الهرولة في مسارات الازمات .. ومضات نور تأتي متقطعة في النظر للمستقبل الاقتصادي البعيد.. و ظلام دامس يظهر في بعض الاوقات في النظرات المستقبلية القصيرة .. نلقي نظرات كل ساعة علي الانباء هناك حيث عالم الصناعة والمال والاعمال والقوي العظمي و ننظر ونقيّم شعوب هذه الدول وثقافتها وطرق تعليمها واداءها الاقتصادي والعملي في التعاطي العام وفي تعاطي الازمات الطارئة والمستدامة .. تشعر بما لايدع مجالاً للشك وبشئ بسيط لايحتاج منك ثواني معدودة ان هناك فارقاً كبيراً تصنعه الشعوب وليس الحكومات فقط.

🟡🟣أود أن الا نستغرق اوقات طويلة وأساليب متعددة ومتنوعة كل صباح في انتقاد الحكومات .. وتوجيه اللوم صباحاً ومساءً وصب جامة الغضب اشكالاً والواناً متفننين ومتفانيين في إرسال رسائل سلبية و موجات إحباط غير متفائلة تجعلنا نغرق ونزداد غرقاً في بحر الازمات الامر الغير مطلوب علي الاطلاق في هذه الاوقات العصيبة وهذه المرحلة الحرجة للغاية .. فهناك موجات كثيرة مازالت قادمة من التضخم والقسوة ستواجه طبقات كثيرة في الانفاق الاسري .. وفي نواحي متعددة ومازلنا ننتظر كل يوم احداث صعبه ستنال من الجميع والمواجهات والنجاة ستكون بقدر ما استعد به كل مجتمع لهذا الامتحان الصعب والاجباري والذي لايقبل اي اختيارات ولا يقبل الاعادة لان عنصر الزمن في سباق التنافسية والتحالفات ليس في صالح أحد.

🟡🔵إذاً هل نحن جاهزون ؟ هل استعدينا كشعوب للعمل وايجاد الحلول فيما بيننا ، في أوقات كثيرة الشعوب تصنع المعجزات ذاتياً و احيانا اخري ينجح اللاعبون لتصحيح خطة المدير الفني الذي يعشقونه اثناء سير المباراة حتي يخرجوا بنتيجة مرضية للجماهير ويحافظون علي الاستقرار.. وهنا دعوني أسأل ؟ هل نحن جاهزون بثقافاتنا في كل النواحي .. مثلاً مستويات الكذب لدي العمال والموظفين والمسئولين لدينا اذا قسناه منخفض ام في زيادة رهيبة ! هل مستوي الاخلاص لمكان العمل موجود ذاتياً ام ان ٨٠٪؜ من موظفوا مصر حكومة وقطاع خاص غير مؤهلين وغير راضيين وناقدين لبعضهم البعض وبينهم حالة عدم رضاء مستمرة وحالة سلبية عميقة تؤثر علي انجاز وتسهيل الاعمال بشكل يُسرّع وتيرة الانتاج لبناء اقتصاد قوي ؟؟هل ثقافة العمل والعطاء والجودة متوفرة اعلي من ثقافة الحقد واللامبالاة والانتماء ؟ هذه كلها هي معايير وادوات ومؤشرات قياس الجاهزية وفي تصوري الشخصي البسيط اننا مازلنا غير جاهزون كشعب باكمله لبناء اقتصاد وان جاهزيتنا لا تتعدي ٥٪؜ مما يتواجد داخل الشعوب التي تنعم برخاء اقتصادي.

🟡🔵القضية ليست قضية بنية تحتية وطاقة وموارد طبيعية فحسب ، نعم كل هذا مطلوب جداًلكن القضية الهامة ان يتكاتف الجميع شعب وحكومة لاعادة بناء الثقة والاستعانة بالكفاءات والخبرات ، والعمل علي توزيع التنمية وتواتجها بعدل ، وخلق قطاع خاص غير محتكر ويتنازل عن جشعه امام جهاز حكومي يتحلي بالشفافية والادارة الغير مجحفه والمتزنة ، وتطبيق مبادئ اتاحة الفرص في كافة المجالات ، امام شعب عليه ان يعلم ان ثقافة المرور في الشوارع جزء اصيل من تقليل الحوادث وهدر الارواح والمال العام وبناء اقتصادات ،، وشعب يعرف ثقافة القانون قبل ان يغرق في النصب والكذب والفوضي .. وقبل ان يبدأ في اعداد تشريع ملائم ومناسب لتصحيح اي مسار ،، يعرف ثقافة الاسرة وتكوينها ومتطلباتها قبل ان ينخرط ف الزواج سواء كانت القضية الصندوق للزواج من عدمه ،، الامر ابعد من ذلك بكثير .. ياسادة نحن فقراء أدب وعلم ونظام ونظافة واخلاص ونفوس .. نحن لسنا جاهزون كشعب من الداخل .. وغير قابلين للتجهيز والاعداد .. مع العلم باننا لدينا مخزون تاريخي وكوادر يعيشون بيننا قادرون علي تأهيل نصف شعوب الارض .. لكن نحن محنتنا ليست اقتصادية بحتة ، انما محنتنا اقوي بكثير لاننا لسنا جاهزون .

🟡🔵أخيرا ياسادة …كل واحد فينا بيخوض معارك يومية كتير .. وغيره لايعرف عنها شئ واحيانا لا يكون مطلوب يعرفها ولا هو المفروض يكون معنى بيها أصلا.
اصبحنا مجهدين جدا ومنهكين بتفاصيل حياتنا وشغلنا اليومية التي لم تعد بسيطة مثل زمان، وعمرها ما هترجع كدا !
والموضوع ليس اقتصادي فقط .. الحياة نفسها اصبحت معقدة ومليانة تفاصيل كتير .. ومصادر القلق والتوتر والخوف زادت جدا.
ياريت نعذر بعض ونفوت لبعض، ومانتقلش على بعض، وطبعا اللى يقدر يساعد ياريت ميتأخر

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x