الارتفاع القوي في المدفوعات غير النقدية يجسد قوة الاقتصاد الصيني
في الربع الثالث من عام 2023، تبين أن المدفوعات غير النقدية التي تمت عبر البنوك الصينية شهدت نمواً مستداماً، وفقًا لبيانات صادرة عن بنك الشعب الصيني، الذي يعد البنك المركزي في الصين
الارتفاع القوي في المدفوعات غير النقدية يجسد قوة الاقتصاد الصيني
وبحسب التقرير الذي أصدره البنك المركزي، بلغ إجمالي المدفوعات غير النقدية، التي تمت عبر البطاقات المصرفية، ووسائط الدفع الإلكتروني، والأوراق التجارية، والتحويلات الائتمانية، والتسويات الأخرى، 1326.19 تريليون يوان (186.91 تريليون دولار) خلال هذا الربع، مسجلة زيادة بنسبة 3.92٪ على أساس سنوي.
وكانت المدفوعات الإلكترونية هي الأكثر استحواذاً على حصة السوق، حيث بلغ إجمالي قيمة المعاملات 858.34 تريليون يوان، وفقًا لوكالة الأنباء الصينية “شينخوا”.
وفحص للبيانات المتعلقة بوسائط الدفع الإلكتروني أظهر أن المدفوعات عبر الهاتف المحمول اتسعت بنسبة 10.1٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتبلغ 137.71 تريليون يوان.
شهد الربع الثالث من العام ارتفاعًا في معاملات البطاقات المصرفية بنسبة بلغت 1.74٪ على أساس سنوي، حيث وصلت إلى 260.77 تريليون يوان، وفقًا للبيانات الصادرة.
وفي سياق آخر، سجل بنك مينشنج الصيني زيادة في إجمالي القروض التي قدمها للشركات الصغيرة، حيث وصلت إلى أكثر من 700 مليار يوان (98.59 مليار دولار) في نهاية سبتمبر الماضي. يعود تاريخ انطلاق التركيز على الخدمات المالية للشركات الصغيرة في بنك مينشنج إلى عام 2008، حيث قدم البنك قروضًا تجاوزت 6.7 تريليون يوان لهذه الشركات الناشئة.
رئيس البنك، تشنج وان تشيون، أكد أن البنك سيواصل تحسين الآليات طويلة الأجل لتقديم خدمات مالية متميزة للشركات الصغيرة، وسيسعى جاهدًا لتحسين جودة وفعالية هذه الخدمات المالية. يُذكر أن البنك تأسس رسمياً في بكين عام 1996، ويُعتبر أول بنك تجاري وطني مساهم في الصين، حيث تم إطلاقه وتأسيسه بشكل رئيسي من قبل شركات غير مملوكة للدولة.
وفي نهاية عام 2022، وصل إجمالي أصول البنك إلى 7.26 تريليون يوان، في حين بلغت صافي أصوله نحو 600 مليار يوان، وفقًا للبيانات الرسمية.
في سياق آخر، سجلت الشركات المملوكة للدولة في الصين تقدمًا ملحوظًا في مجال التنمية الخضراء والانخراط في مشاريع منخفضة الكربون خلال عام 2022. يأتي ذلك في إطار التوجه الوطني لتحقيق ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والسعي نحو تحقيق الحياد الكربوني.
ووفقًا لكتاب أزرق الذي صدر حديثًا حول أداء المسؤولية الاجتماعية للشركات المملوكة للدولة والتي تدير مركزياً، فقد شهدت هذه الشركات تحسينًا ملحوظًا في أدائها البيئي. في عام 2022، انخفض استهلاك الطاقة لكل عشرة آلاف يوان (1409 دولار أمريكي) من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.09٪ مقارنة بنهاية خطة الخمس سنوات السابقة (2016-2020).
تظهر البيانات أيضًا أن حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل عشرة آلاف يوان من الناتج المحلي الإجمالي انخفض بنسبة 11.5٪ في عام 2022، مقارنة بالفترة السابقة لخطة الخمس سنوات (2016-2020).
وكشف الكتاب الأزرق الأخير عن تقدم ملحوظ في مجال التنمية الخضراء لدى الشركات المملوكة للدولة في الصين خلال عام 2022، وهي إحدى التسعة المجالات التي تم تسليط الضوء عليها وفقًا للوثيقة. تضمنت الوثيقة أيضًا إنجازات الشركات في تعزيز النهوض بالمناطق الريفية، وتنفيذ عمليات الإنقاذ في حالات الطوارئ، والمشاركة الفعّالة في الإغاثة خلال الكوارث، فضلاً عن تقديم مساهمات قيمة في تحسين معيشة الشعب.
وبشكل متصل، أفادت بيانات رسمية من الهيئة الوطنية للإحصاء أن معظم السلع الإنتاجية في الصين سجلت زيادة في الأسعار في منتصف ديسمبر مقارنة ببداية الشهر ذاته. وفي إطار الرصد الحكومي لخمسين سلعة رئيسية تشمل أنابيب الصلب غير الملحومة والبنزين والفحم والأسمدة والمواد الكيميائية، سجلت 29 سلعة زيادة في الأسعار، بينما شهدت 19 سلعة انخفاضًا، وظلت سلعتان دون تغيير.
تستند هذه الأرقام، التي يتم نشرها كل عشرة أيام، على مسح يشمل ما يقرب من 2000 تاجر جملة وموزع في 31 منطقة على مستوى المقاطعات في جميع أنحاء الصين.
وكشف تقرير صادر عن شركة البيانات الدولية، الرائدة في أبحاث السوق العالمية، عن ارتفاع شحنات الأجهزة القابلة للارتداء في الصين بنسبة 7.5٪ على أساس سنوي، حيث وصلت إلى 34.7 مليون وحدة في الربع الثالث من عام 2023.
وفي الفترة من يوليو إلى سبتمبر الماضيين، سجلت الصين شحن 19.24 مليون وحدة من الأجهزة القابلة للارتداء على الأذن، بارتفاع نسبته 9.8٪ على أساس سنوي. وشهدت شحنات الساعات الذكية ارتفاعًا بنسبة 5.5٪ على أساس سنوي لتصل إلى 11.4 مليون وحدة، في حين ارتفعت شحنات أساور المعصم بنسبة 2.2٪ على أساس سنوي لتصل إلى 3.98 مليون وحدة. وأكدت الشركة أن سوق الأجهزة القابلة للارتداء في الصين شهدت انتعاشًا مستدامًا بشكل عام.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات رسمية صادرة عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أن صناعة الاتصالات في الصين سجلت نموًا مستقرًا على مدى 11 شهرًا من العام الحالي، داعمة بشكل خاص قطاع الأعمال الناشئة. وقد بلغت الإيرادات الإجمالية للشركات في هذا القطاع 1.55 تريليون يوان (نحو 218 مليار دولار) في الفترة من يناير إلى نوفمبر، مسجلة زيادة بنسبة 6.9٪ على أساس سنوي.
وخلال الفترة الحالية، استمرت القطاعات الناشئة مثل البيانات الضخمة والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء في تحقيق أداء متميز. وشهدت الشركات العملاقة للاتصالات في الصين، وهي تشاينا تيليكوم وتشاينا موبايل وتشاينا يونيكوم، قفزة في إيراداتها من الأعمال الناشئة بنسبة 20.1٪ على أساس سنوي، وصولًا إلى 332.6 مليار يوان. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع إجمالي إيرادات قطاع الاتصالات بنسبة 3.8 نقطة مئوية.
تحديدًا، شهدت الإيرادات من الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة زيادة بنسبة 39.7٪ و43.3٪ على التوالي، مقارنة بالفترة نفسها في العام السابق. وحققت خدمات الإنترنت عريض النطاق إيرادات بلغت 240.4 مليار يوان لشركات الاتصالات الصينية الثلاثة العملاقة المشار إليها خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر، بزيادة قدرها 8.5٪ على أساس سنوي، وفقًا للبيانات.