حقوق الإنسان في المجال الرياضي
المستشار/ خالد السيد يكتب …
للرياضة قدرة فريدة على جذب الناس وإلهامهم، ولكن الأحداث الرياضية الضخمة قد تنعكس سلبًا على المجتمعات والأفراد وتولد مخاطر تهدد حقوق الإنسان، فعلى سبيل المثال: يمكن أن يؤدي بناء ملعب جديد إلى عمليات إخلاء قسرية، أو شروط عمل غير آمنة عند بناء المرفق، أو إلى مضايقات وإساءات على أساس النوع الاجتماعي أو الدين أو العرق.
لا يعتمد قطاع الرياضة على النجوم من الرياضيين فحسب الذين يتمتعون بحقوق شأنهم شأن الجميع، بل أيضًا على عمل الملايين الذين يبنون المجمعات والملاعب الرياضية، ويصنعون مجموعة واسعة من السلع الرياضية ويؤمنون الخدمات ما يجعل الأحداث الرياضية الضخمة ممكنة.
تم انشأ مركز الرياضة وحقوق الإنسان الذي يقع في جنيف عام 2018م، من أجل التطوير والتعاون مع كافة الأطراف المعنيين بالرياضة وحقوق الإنسان, رؤية مركز الرياضة وحقوق الإنسان المشتركة هي عالم من الرياضة يحترم حقوق الإنسان بالكامل ويعتبر المركز من مراكز المنفعة العامة، ويعمل مع الهيئات الرياضية والبلدان المستضيفة للنشاطات الرياضية المختلفة، والمجموعات المتضررة وغيرهم من الأطراف بهدف تبادل المعلومات، وبناء القدرات وتعزيزها، ومن أهم واجبات مركز الرياضة وحقوق الإنسان هي أن تضمن أن حرية الرياضة ليست مبنية على حرمان الآخرين من حريتهم.
تعتبر الرياضة أرض محايدة لا تمنح أي أهمية لعرق الرياضي أو دينه، أو جنسيته، بل لأدائه حصرًا، وأن الرياضة تعزز الصداقات، والعلاقات الإنسانية، والتسامح، والروح الرياضية, كما تنمي المواقف الإيجابية تجاه البشر، والرياضة تعني التميز، والتفوق، والعمل الفردي، والجماعي؛ لتحقيق هدف مشترك والتحدي القائم هو إظهار كيف يمكن لعالم الرياضة أن يحقق هذه الأهداف والفوائد مع سعيه في الوقت نفسه إلى منع الضرر عن الناس على المستويات كافة.
ولطالما قام مكتب الأمم المتحدة المعني بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام بالتقريب بين البشر عن طريق الرياضة، ودعم مبادرات تسخير الرياضة لأغراض السلام بدءًا من المناسبات الرياضية الضخمة إلى الأنشطة الشعبية, وهذه المبادرات تساعد الرياضة على تحقيق إمكاناتها على أكمل وجه فيما يتعلق ببلوغ الأهداف.