الطريق السريع المائي: مشروع ضخم لإنقاذ 12 مليون مغربي من أزمة النقص في المياه
وصلت قبل أيام الأمتار المكعبة الأولى من مياه حوض سبو إلى حوض أبي رقراق في الرباط، كجزء من مشروع ضخم للربط المائي البيني بين الأحواض المائية في المغرب. يهدف هذا المشروع إلى تخفيف أزمة المياه في المدن المغربية الكبرى، بما في ذلك الدار البيضاء والرباط
الطريق السريع المائي: مشروع ضخم لإنقاذ 12 مليون مغربي من أزمة النقص في المياه.
وأوضحت وزارة التجهيز والماء في بيان أن المشروع يستهدف تحويل فائض مياه حوض سبو، الذي كان يصب في المحيط الأطلسي، إلى حوض أبي رقراق لضمان تزويد نحو 12 مليون نسمة في محور الرباط-الدار البيضاء بمياه صالحة للشرب. كما يهدف المشروع إلى تخفيف الضغط على سد المسيرة، الذي يزود الدار البيضاء بمياهها.
بدأ تنفيذ المشروع، المعروف بـ”الطريق السيار المائي”، في ديسمبر 2022، وتم تشغيله تدريجياً ابتداءً من أغسطس 2023 لإجراء التجارب وتحويل المياه بتدفق أولي يبلغ 3 أمتار مكعبة في الثانية. سيتم زيادة تدفق المياه تدريجياً لتصل إلى 15 متراً مكعباً في الثانية، مما سيسمح بتحويل ما يصل إلى 400 مليون متر مكعب من مياه حوض سبو سنوياً.
يبلغ تكلفة المشروع حوالي 6 مليارات درهم (نحو 600 مليون دولار)، ويتضمن منشأة لأخذ المياه من سد المنع في إقليم القنيطرة وقنوات فولاذية بقطر 3200 مليمتر، ومحطات ضخ، وحوض لنقل المياه إلى بحيرة سد سيدي محمد بن عبد الله بالرباط.
تم تنفيذ المشروع بسرعة وترأس الملك محمد السادس جلسات عمل لتتبع برنامج توفير المياه والإشراف على مشاريع مياه طارئة أخرى.
تأتي هذه المبادرة في ظل تزايد أزمة المياه في المدن المغربية الرئيسية، وقد أشار وزير التجهيز والماء إلى الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع الوضع.
إن مشروع الربط المائي بين الأحواض المائية يعتبر جزءًا من استراتيجية شاملة لمواجهة أزمة ندرة المياه في المغرب. يتضمن هذا المشروع الابتكار في التعامل مع توزيع الموارد المائية بشكل متوازن من خلال نقل المياه من المناطق ذات الفائض إلى مناطق النقص.
وتشير الخبراء إلى أهمية اعتماد حلول مبتكرة مثل تحلية مياه البحر وربط الأحواض المائية لمعالجة تحدي نقص المياه. تحتاج المغرب إلى سياسات استباقية للتعامل مع هذه الأزمة والاستثمار في مجال إدارة الموارد المائية.