ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس، مواصلة المكاسب التي بدأتها في الجلسة السابقة. وجاءت هذه الزيادة بفضل انخفاض أسبوعي أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية، إلى جانب تراجع الدولار بعد تلميح مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أنه سيبدأ خفض تكاليف الاقتراض في 2024
النفط يحقق مكاسب ملحوظة مع انخفاض الدولار وتقلص مخزونات النفط الأميركية.
وفي هذا السياق، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.3 بالمئة إلى 75.26 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:00 بتوقيت غرينتش. كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 1.1 بالمئة إلى 70.27 دولار.
وقد علقت تينا تنغ، المحللة لدى سي.إم.سي ماركتس، على هذا الارتفاع بقولها في مذكرة للعملاء: “انتعشت أسعار النفط الخام قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وازدادت انتعاشا بعده”.
وانخفضت قيمة الدولار الأميركي اليوم إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر جديدة، وذلك على خلفية توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي التي أشارت إلى نهاية دورة رفع أسعار الفائدة. وجاء ذلك في تصريحات رئيس المجلس، جيروم باول، الذي أكد يوم الأربعاء أن التشديد غير المسبوق للسياسة النقدية انتهى على الأرجح.
تعزى هذه التطورات إلى توقعات بتخفيض تكاليف الاقتراض في 2024، مما أدى إلى تراجع الدولار وزيادة جاذبيته كعملة. تأثير ذلك لا يقتصر فقط على الأسواق المالية، بل يمتد إلى قطاعات أخرى، حيث قد يؤدي انخفاض الدولار إلى خفض تكاليف الاقتراض الاستهلاكي، مما يشجع على النمو الاقتصادي ويرفع الطلب على النفط.
يذكر أن ارتفاع الأسعار في الجلسة السابقة كان مدعومًا أيضًا بمخاوف بشأن أمان إمدادات النفط في الشرق الأوسط بعد الهجوم على ناقلة في البحر الأحمر.
ويعزز من مكاسب أسعار النفط، أكدت تقارير أن الأسعار تلقت دعمًا قويًا من تراجع مخزونات الخام الأميركية، حيث أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن شركات الطاقة قامت بسحب كمية أكبر من المتوقع تصل إلى 4.3 مليون برميل من النفط الخام من المخزونات خلال الأسبوع المنتهي في الثامن من ديسمبر. وجاء هذا الإعلان في ظل انخفاض الواردات، مما يُظهر تحسنًا في التوازن بين العرض والطلب.
تعكس هذه الأحداث إيجابية في سوق النفط، حيث تسعى أوبك+ إلى تحقيق استقرار أسعار النفط من خلال جولة جديدة من تخفيضات الإنتاج التي أعلنت عنها في 30 نوفمبر الماضي. وفي ظل هذه التحركات، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة عشرة بالمئة منذ ذلك الحين، وتعزز الآن بفضل التطورات الإيجابية في سوق الإمدادات والطلب.
