تأثير استقرار النفط وخفض الفائدة على التوازن الاقتصادي العالمي
شهدت أسواق النفط استقراراً يوم الثلاثاء، حيث لم تشهد الأسعار تغييرًا كبيرًا. يركز المستثمرون بشكل رئيسي على التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، في حين يظهر التفاؤل بقرب بدء مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي في خفض أسعار الفائدة، وهو ما يُتوقع أن يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي وزيادة الطلب على الوقود
تأثير استقرار النفط وخفض الفائدة على التوازن الاقتصادي العالمي.
وفي تعليقه على الوضع الراهن، قال ليون لي، المحلل في “سي.إم.سي ماركت”، إن الآمال المتزايدة بخفض أسعار الفائدة، جنبًا إلى جنب مع التوترات في البحر الأحمر، ساهمت في ارتفاع أسعار النفط. ومع ذلك، ألقى إعلان “ميرسك” عن استئناف خدمات الشحن عبر الممر المائي بعض الضوء على المخاوف المتعلقة بتوفر الإمدادات، مما أدى إلى تخفيف هذه المخاوف إلى حد ما.
وشهدت الأسواق العالمية حجمًا ضعيفًا للتعاملات، نظرًا لإغلاق بعض الأسواق احتفالاً بعيد الميلاد. ورغم ذلك، سجلت كل من أسعار النفط الخام ارتفاعًا بنسبة حوالي ثلاثة في المائة خلال الأسبوع الماضي.
جاءت هذه المكاسب نتيجة لتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، بعد هجمات الحوثيين في اليمن على السفن، ما أدى إلى تعطيل الشحن والتجارة العالمية. تفاقمت هذه التوترات بفعل استمرار الصراع بين إسرائيل وغزة.
وكانت شركات الشحن قد قررت إيقاف مرور السفن عبر البحر الأحمر المتجه إلى قناة السويس، المسار الذي يشكل حوالي 12 في المئة من حركة التجارة العالمية. كما فرضت تكاليف إضافية على تغيير مسار السفن.
في سياق ذلك، أعلنت شركة “ميرسك” الدنمركية أنها تعتزم استئناف عمليات الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن. وأشارت الشركة إلى بدء عملية عسكرية بقيادة الولايات المتحدة، تهدف إلى ضمان سلامة التجارة في المنطقة.
وأعلنت شركة “هاباغ لويد” الألمانية يوم الثلاثاء أنها ستقرر يوم غد الأربعاء كيف ستتعامل مع مسارات الشحن في البحر الأحمر، بعد تعليق العمليات هناك رداً على مخاوف تتعلق بالسلامة. وأكد المتحدث باسم الشركة هذا التأكيد في تصريحه.
وفي سياق آخر، نفت إيران يوم الاثنين ما قالته الولايات المتحدة حول استهداف طائرة مسيرة أقلعت من أراضيها لصالح ناقلة تحمل مواد كيميائية في المحيط الهندي.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أن الهجوم استهدف السفينة على بعد 200 ميلاً بحريًا (370 كيلومترًا) قبالة سواحل الهند.
كما حصلت أسعار النفط على دعم إضافي من توقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة العام المقبل. جاء ذلك بعد أن أظهرت البيانات الأمريكية الصادرة الجمعة، من خلال بعض المؤشرات الرئيسية، أن معدل التضخم حالياً عند أو أقل من هدف البنك المركزي البالغ اثنين في المئة. ويُتوقع أن يسهم خفض أسعار الفائدة في تخفيض تكاليف الاقتراض، مما يعزز النمو الاقتصادي والطلب على النفط.
تحركات الأسعار
سجلت عقود الآجل لخام برنت ارتفاعًا بلغت 7 سنتات، أي ما يعادل 0.08٪، لتصل إلى 78.75 دولار للبرميل، وذلك عند الساعة 10:50 بتوقيت غرينتش. في الوقت نفسه، شهد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي انخفاضًا بقيمة 15 سنتًا، أو ما يُعادل 0.2٪، ليبلغ 73.41 دولار للبرميل.