النظرة التشاؤمية تسيطر على آفاق الأعمال الألمانية في العام الجديد

0

كشفت نتائج استطلاع حديث عن تفاؤل ضئيل في صفوف عدة قطاعات رئيسية في البيئة الاقتصادية الألمانية تجاه العام الجديد. وفقًا لما ذكره ميشائيل هوتر، مدير معهد الاقتصاد الألماني “آي دبليو”، “نشهد ندرة في الديناميات للعام الثاني على التوالي، حيث يأتي عام آخر بعد عام شهد توقعات سلبية.”

النظرة التشاؤمية تسيطر على آفاق الأعمال الألمانية في العام الجديد

تأثرت التوقعات المستقبلية لعام 2024 بسبب تدهور الاقتصاد العالمي، ارتفاع أسعار الفائدة، وعدم الوضوح حول وضع الموازنة. وفي هذا السياق، أشار هوتر إلى أن هذه العوامل ستلقي بظلالها على سوق العمل أيضًا. وكانت أزمة الطاقة قد أثرت سلبًا على مزاج قطاع الأعمال الألماني خلال العام الماضي.

وكشفت نتائج الاستطلاع السنوي لمعهد “آي دبليو” أن 23 اتحادًا من إجمالي 47 اتحادًا شملها الاستطلاع يتوقع تراجعًا في إنتاج وأعمال شركاتهم في 2024، في حين تتوقع 15 اتحادًا استمرار النشاط الاقتصادي عند مستوى العام الماضي. وتوقعت تسعة اتحادات فقط ارتفاع مستوى الإنتاج في العام المقبل.

يُشار إلى أن نتائج الاستطلاع لنوفمبر وديسمبر تكشف أيضًا عن توقع 22 اتحادًا بتراجع الاستثمارات في العام الجديد

وأعلن ميشائيل هوتر، مدير معهد الاقتصاد الألماني “آي دبليو”، عن قلقه إزاء توقعات قطاعات الأعمال الكبرى في ألمانيا للعام الجديد، حيث أشار إلى أن عدد الاتحادات التي تتوقع تراجعًا في الإنتاج والأعمال لم يكن بهذا القدر منخفضًا إلا في أزمة الأزمة المالية.

وأكد هوتر على أن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم قدرة الشركات على التخطيط، مشيرًا إلى أن إنهاء الدعم الحكومي المفاجئ لشراء السيارات الكهربائية كانت أحدث الأمثلة على ذلك. وأضاف: “لم نعد نتمتع بالثقة في توفير ظروف مواتية لعمل الشركات، ولا يتوفر أي رؤية مستقبلية لتوفير ظروف إطارية موثوقة للتحولات الهامة المتعلقة بالمناخ والتحول الديموغرافي بحلول نهاية العقد.”

وفي سياق آخر، أشارت توقعات المعهد إلى احتمال طفيف لارتفاع معدل البطالة إلى 6% في المتوسط في العام المقبل. وقال هوتر: “بالنسبة لعام 2024، لم يعد من الممكن رؤية الاستقرار الذي استمر لفترة طويلة في سوق العمل الألماني.” وأضاف: “لن نشهد زيادة أخرى في التوظيف، بسبب نقص الكوادر الفنية المختصة، الذي يقلل بشكل متزايد من عروض العمل.”

ووفقًا للاستطلاع، تتوقع خمسة اتحادات فقط زيادة في التوظيف في العام المقبل، في حين تتوقع قطاعات المصارف والمصارف الادخارية والبناء تراجعًا في حركة التوظيف

وتتزايد مخاطر الفيضانات في عدة مناطق ألمانية نتيجة لارتفاع مستوى المياه في الأنهار بسبب هطول أمطار غزيرة، وفقًا لتقرير من الهيئة الألمانية للكوارث. في ولاية ساكسونيا السفلى، تم إجلاء سكان حي في منطقة رينتلن، ولا سيما في “نيدرزاكسن”، شمال ألمانيا، بسبب التهديد المتزايد من فيضان نهر فيزير، الذي وُصِفَ بأنه “كبير جدًا”.

وفي وقت سابق من الأيام، اضطر نحو 500 شخص في مناطق هيرينغن وفينديهاوزن على ضفاف نهر هيلمي في ولاية تورينجن شرق ألمانيا إلى مغادرة منازلهم بسبب ارتفاع مستوى المياه الذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي.

وكتب بودو راميلو، رئيس الحكومة المحلية في تورينجن، على حسابه في تويتر: “فينديهاوزن غمرتها المياه”. وفي دائرة لير في ولاية ساكسونيا السفلى، انخرطت المئات من فرق الإسعاف في تثبيت حواجز الفيضانات، التي أظهرت “رخاوة كبيرة” في بعض المناطق، حيث تم استخدام أكياس التراب لتعزيزها، وفقًا لدومينيك يانسين، المتحدث باسم خدمة الإسعاف المحلية.

وتشهد غرب ألمانيا وجنوبها تزايدًا في خطر الفيضانات، حيث تقترب مستويات المياه في المجاري المائية من الأرقام القياسية في بعض المناطق. يُرجى ذلك نتيجة للهطولات الغزيرة في بداية العام وذوبان الثلوج بفعل درجات حرارة تعتبر مرتفعة لهذا الوقت من السنة.

وقد دعت السلطات سكان تلك المناطق إلى تجنب الاقتراب من مجاري المياه والمصدات الفيضانية. في الغرب والجنوب، تشهد بعض المناطق ارتفاعات قياسية في مستويات المياه، مما يزيد من التحديات التي تواجه السكان والسلطات المحلية.

وفي تطور آخر، أعلن مسؤول محلي ألماني حظر دخول منطقة فيندهاوزن في شمال ولاية تورينجن بعد أن غمرتها مياه الفيضان وتم إجلاؤها على نطاق واسع. صرّح ماتياس ماركفارت، عمدة مدينة هرينجن التي تتبع لها منطقة فيندهاوزن، بأن هذه الخطوة تهدف إلى تيسير وصول قوات الإنقاذ بسبب الطرق المحدودة. وأوضح ماركفارت أن الوضع حالياً يظل حرجًا ولكنه مستقر، وستقرر لجنة إدارة الأزمة متى يُسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم.

كان قد تم إجلاء منطقة فيندهاوزن بشكل طوعي، وأوضح العمدة أنه لم يتبق من سكان المنطقة البالغ عددهم حوالي 500 نسمة سوى نحو 100 شخص في فيندهاوزن. وقد تأثرت المنطقة بشدة بالفيضانات، حيث تفاقمت الحالة الفيضانية بما يكفي لاستدعاء إجلاء شبه كامل لسكان المنطقة في بداية العام.

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x