مزارعون ألمان يرفضون الانحياز في مواجهة مع حكومة شولتس

0

أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، في كلمة ألقاها خلال مظاهرة كبيرة للمزارعين أمس في برلين، أن اليمين المتطرف هو الذي يؤجج غضبهم “بطريقة مستهدفة”

مزارعون ألمان يرفضون الانحياز في مواجهة مع حكومة شولتس

ويبدي المزارعون المضربون في ألمانيا منذ أسبوع رغبتهم في النأي بالنفس عن جماعات متطرفة تحاول الانخراط في تحركاتهم الكبيرة.
وبحسب “الفرنسية”، قال شولتس “يتم تأجيج الغضب بطريقة مستهدفة.. المتطرفون، بما في ذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، يحتقرون كل الحلول الوسط ويسممون كل النقاش الديمقراطي”.
وخلال مظاهرة في دريسدن شرق البلاد، فصل طوق من عناصر الشرطة بين تحرك المزارعين الرئيس وعشرات من الأشخاص كانوا يلوحون بالإعلام الملكية.
وكانت المجموعة الصغيرة تقول إنها جزء من حركة “فراي زاكسن” (ساكسونيا حرة) المتطرفة المحلية، فيما رفع عناصرها صورا مركبة لزعماء سياسيين ألمان يظهرون وهم يرتدون بزات سجناء.
وتقول السلطات الألمانية إنها تخشى أن تندس جماعات متطرفة في تحركات المزارعين التي بدأت في ديسمبر الفائت بسبب إلغاء الإعفاءات الضريبية والدعم.
وعززت حركة “ساكسونيا حرة” رسائل دعمها للمزارعين عبر منصات التواصل، داعية إلى “أسبوع مقاومة” بشكل متواز مع تحركهم.
ودعت مجموعات أخرى إلى “إضرابات عامة” و”أعمال شغب تخريبية”، بحسب وزارة الداخلية.
وتتهم هذه المجموعات بارتكاب أعمال تلقى انتقادات، على غرار تركيب مشانق رمزية على طول الطرق السريعة، أو عرقلة عبارة كان يستقلها روبرت هابيك وزير الاقتصاد البيئي.
وقال شولتس إن “تعليق المشانق ليس تعبيرا عن رأي، والمعارضون السياسيون ليسوا أغبياء”، منددا “بالدعوات إلى العنف والتهديدات الشخصية”.
ودعا شولتس إلى التزام “الاعتدال والوسطية” وذلك في إشارة إلى احتجاجات المزارعين، محذرا مما وصفه بـ”مزيج سام”.
وقال “عندما تتحول الاحتجاجات المشروعة بحد ذاتها، بشكل عام، إلى غضب أو استهانة بالعمليات الديمقراطية والمؤسسات، عندئذ سنخسر جميعا، والمستفيدون فقط سيكونون هم أولئك الذين يحتقرون ديمقراطيتنا”.
وأضاف المستشار أن الدعوات إلى العنف والتهديدات الشخصية ليس لها مكان في الديمقراطية “فالمشانق ليست حججا، والخصوم السياسيون ليسوا حمقى. والواجب ولاسيما في هذه الأوقات المضطربة والمقلقة كتلك الموجودة اليوم هو التزام الاعتدال والوسطية، ينبغي أن يكون هذا هو الشغل الشاغل لكل الديمقراطيين”.
ومن المنتظر تجمع آلاف المزارعين في العاصمة الألمانية برلين غدا الإثنين في ذروة الأسبوع الاحتجاجي للمزارعين للتنديد باعتزام الحكومة خفض الإعانات المخصصة لهم، حيث تسعى الحكومة إلى إلغاء الإعفاء الضريبي على الديزل الزراعي بشكل تدريجي.
وكان اتحاد المزارعين قد أعلن أن اعتزام الحكومة التراجع عن جزء من خطط خفض الإعانات، ليس كافيا.
ودافع المستشار الألماني عن قرار الحكومة، مشيرا إلى أن الديمقراطية تقوم على الحلول الوسطى، وقال إن ألمانيا مقبلة على “اختبار لإثبات الذات”، وحذر من تعمد إثارة الغضب. وقال، ” باستخدام نطاقات واسعة الانتشار، يقوم المتطرفون، حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بتحقير أي تسوية وتسميم أي نقاش ديمقراطي. هذا مزيج سام يجب أن يثير قلقنا، وهو أمر يقلقني للغاية”.
ولا يزال يتعين موافقة البرلمان على الموازنة الاتحادية لعام 2024 وكذلك على الخفض المخطط للإعفاء الضريبي للديزل الزراعي. ودعا رؤساء كتل الأحزاب الثلاثة في الائتلاف الحاكم – الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر – قادة اتحادات الزراعة إلى الاجتماع غدا الإثنين لمناقشة الموضوع.
وقال يوأخيم روكفيد رئيس المزارعين “نتوقع أن يكونوا على وعي بحساسية الموضوع، وأننا سنتلقى اقتراحات جدية بهذا الخصوص” مشيرا إلى أن من الممكن أن يقتصر النقاش مبدئيا على موضوع الديزل الزراعي. وصرح روكفيد بأنه يعول على طرح رؤساء كتل الأحزاب الثلاثة حلا لهذه المسألة.
وفيما يتعلق بالتراجع الجزئي عن التخفيضات حيث تعتزم الحكومة التراجع عن إلغاء الإعفاء الضريبي على المركبات بالنسبة للقطاع الزراعي، قال شولتس إن الحكومة أخذت بعين الاعتبار حجج الفلاحين “بكل جدية”.
وأضاف “إضافة إلى ذلك، يتعلق الأمر بما يمكننا القيام به أيضا لضمان مستقبل جيد للزراعة. نتحدث أيضا عن هذا الموضوع، كما نبحث معا عن حلول له. إنه يتعلق أيضا بالأسعار العادلة، وسلطة تجارة المواد الغذائية، والمضاربة في الأراضي، وآثار تغير المناخ”. وتابع، “إذا بقي كل دعم مالي إلى الأبد، إذا أصر كل منا على موقفه بنسبة 100 في المائة، إذا قمنا بكل شيء كما نقوم به دائما – فإننا لن نتقدم أيضا”.
وتابع شولتس “هل تتعلق كل هذه الاحتجاجات الحالية حقا فقط بالديزل الزراعي أو بتقليص الدعم المالي؟ أعتقد أن الأزمات والنزاعات بشكل عام تسبب القلق. هناك كثيرون يسألون عن ماذا سيأتي بعد ذلك – وماذا يحمل المستقبل بالنسبة لي؟ كل هذا يجعل بعض الناس يعبرون عن ذلك بصوت عال”.
وأعرب شولتس عن شكره لرئيس المزارعين روكفيد لأنه نأى بنفسه بوضوح “عن المتطرفين وبعض المستغلين للأحداث الذين ينفخون في بوق التمرد ويهذون بالإطاحة بالنظام. هذا ليس مجرد هراء بل إنه خطير”.
على صعيد آخر دعت كريستين بينر، الرئيسة الجديدة لنقابة عمال المعادن العمالية “آ.جي.ميتال”، إلى استثمار الدولة بمئات المليارات من اليوروهات لإعادة التنظيم البيئي للصناعة.
ووفقا لـ”الألمانية” قالت بينر لمجموعة “فونكه” الإعلامية الألمانية في تصريحات، تم نشرها أمس، إن صندوقا خاصا، بقيمة تراوح ما بين 500 مليار يورو(547 مليار دولار) و600 مليار يورو، يمكن تأسيسه لهذا الغرض، بحلول 2030.
وأضافت أن هذا المبلغ سيكون ضروريا لضمان نجاح التوسع في الطاقات المتجددة وتطوير بنية تحتية للهيدروجين.
وتابعت بينر، العضو في النقابة، أن “الصناعة تمر بالمرحلة الأكثر أهمية، منذ تأسيس ألمانيا الاتحادية”. وتابعت أنه ما زال لدى ألمانيا أقل معدلات بطالة، بين الدول الصناعية.
وأضافت “لكن نحتاج بشكل عاجل لاتخاذ خطوات رئيسة واتخاذ القرارات الصحيحة، إذا أردنا منع انفلات الأمور”.
وطالبت بينر بأهمية أن يتم إرساء الصندوق الخاص للصناعة “بشكل محكم”، في القانون الدستوري. وتابعت أن “تلك الاستثمارات تصب في المصلحة الوطنية. ونطالب جميع الأحزاب الديمقراطية بدعمها”.

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x