“سباق العشرينات… هل نحن متأخرون؟”

0

أنا وسلمى

سباق العشرينات… هل نحن متأخرون؟

سلمى: “أخاف أن يفنى بنا العمر دون تحقيق الأحلام.” دائمًا ما أقرأ هذه الجملة، وتعلق في ذهني. يُراودني شعور كأنني أركض بلا توقف… وكأن

العالم بأسره سبقني وأنا وحدي أحاول اللحاق بالركب. كل يوم يمر أشعر أنني في سباق لا ينتهي…. سباق مع الزمن، مع الآخرين، وحتى مع نفسي..

 طبيعي جدًا أن تشعري بهذا في هذه الأيام، نحن نعيش في عصر لا يترك لنا فرصة للتوقف، وكأن الجميع في سباق لإثبات أنفسهم. لكن هل فكرتِ يومًا أن هذا السباق قد يكون وهميًا؟ أن الأهم ليس السرعة، بل الخطوات التي نأخذها؟ أحيانًا، التقدم الحقيقي لا يكون في اللحاق بالآخرين، بل في اكتشاف طريقنا الخاص، حتى وإن كان أبطأ

سلمى: طريقي الخاص… نعم، هذه هي النقطة. ولكن كيف لي أن أعرف إذا كنت على المسار الصحيح؟ كيف يمكنني التأكد أنني لا أضيع وقتي وأمضي في طريق ليس طريقي؟ أحيانًا، أشعر بالضياع وسط كل الخيارات والفرص، هل هذه هي الخيارات التي يجب أن أختارها حقًا؟ أم أنني أعيش وفقًا لمعايير وأحلام الآخرين؟ أعيش كما يفرض عليّ المجتمع لأحظى بالتقدير، أركض وراء ما يراه الناس إنجازًا، حتى لو لم يكن يعكس طموحاتي الحقيقية. كيف أُميز بين ما هو مناسب لي وما هو مجرد ضغط خارجي؟ كيف أعرف أنني أعيش حياتي كما يجب، وليس كما يُفترض بي أن أعيشها

 أدرك تمامًا ما تعنيه.. الحياة مليئة بالاختيارات والفرص التي قد تجعلنا نعيش في دوامة من التساؤلات. لكن دعينا نتقبل فكرة أن لا يوجد قرار مثالي، ولا بداية كاملة. الطريق الصحيح ليس دائمًا واضحًا من أول خطوة، وأحيانًا يبدأ الطريق الحقيقي بخطوات غير مكتملة. لكن مع الوقت، نتعلم ونكتشف أكثر عن أنفسنا. أنتِ لست مضطرة لأن تكوني في سباق مع ما يراه الناس إنجازًا، بل عليكِ أن تراقبي ما يتوافق مع قيمك وطموحاتك الحقيقية. كُلما فهمتِ أكثر عن نفسك، كلما أصبحتِ قادرة على التمييز ما يناسبك. الحياة ليست عن اللحاق بالركب، بل عن إيجاد طريقك الخاصة، حتى وإن كانت خطواتك غير مثالية في البداية

سلمى: أعتقد أنني بحاجة حقًا لأن أؤمن بأنه لا يوجد قرار مثالي، وأن النجاح لا يُقاس بمعيار واحد. نحن جيل يواجه تحديات عصر تتسارع فيه التكنولوجيا وتتشابك تأثيراتها مع تفاصيل حياتنا اليومية، مما يدفعنا أحيانًا لقياس خطواتنا بناءً على توقعات الآخرين. لكن ما نحتاجه فعليًا هو قياس خطواتنا بما يحقق لنا الرضا الداخلي، مع الإيمان بأنفسنا وقدراتنا

بنعيش كلنا في سباق، سباق يمكن يكون وهمي، لكنه موجود في حياتنا طول الوقت. إحساس إنك لازم تلحق، إنك متأخر أو إنك لازم تثبت نفسك قدام الزمن والناس وحتى قدام نفسك. بس الحقيقة؟ أننا المتحكمين في ده، نخليه دافع يخلينا نتحرك لقدام، بدل ما يبقى ضغط بيعطلنا. المهم نقتنع إن لكل واحد فينا طريقه الخاص، وإن نجاحنا مش لازم يكون نسخة من نجاح حد تاني

من الأسباب إللي بتزود الإحساس ده في العشرينات هو كمية القرارات الكبيرة اللي فجأة بتلاقي نفسك لازم تاخدها، وكمان تتحمل نتائجها. بس افتكر دايمًا إن الفشل جزء طبيعي من الرحلة، مش النهاية. فكر نفسك دايمًا: “أنا ماشي على طريق مليان احتمالات، مش مهم أغلط، المهم أتعلم. مش مهم أبطأ، المهم ما أوقفش

كمان السوشيال ميديا ليها دور كبير في الإحساس ده. الناس دايمًا بتشارك اللحظات المبهجة والنجاحات، بس مش دايمًا دي القصة الكاملة. كتير من الصور اللي بنشوفها مثالية أكتر من الحقيقة، لأن إحنا نفسنا بنختار نشوفها بالشكل ده. وده اللي بيخلي الواحد يحس إنه متأخر أو مش ناجح كفاية، لكن الحقيقة إننا كلنا في نفس السباق، وكل واحد لسه بيدور على طريقه 

لن يفنى بنا العمر طالما أننا نعيش كل يوم بخطوة جديدة، حتى لو كانت صغيرة، بتأنٍ وإيمان بأن الطريق هو جزء من الهدف

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x