أنيميا الوعي الاستثماري
بقلم
د يسري الشرقاوي
– مستشار الاستثمارات الدولية
– رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين الافارقة.
– رئيس مجموعة اتش اوه سي الاقتصادية.
تحدثت كثيرا وكتبت وقولت وأكرر ان عمليات البيع والشراء ودخول الصناديق السيادية والمستثمرين الخليجيين والاجانب في المشروعات والشركات القائمة والناجحه هذه ظاهرة صحيّة وسليمة وكل ما هنالك اننا لدينا ضعف في ثقافة العامة في الاستثمار البيني والدولي ولا يوجد لدينا اعلام قوي وهناك هجوم من بعض رواد القطاع الخاص المصري ويوظفون السوشيال ميديا لتلعب في مساحة ضيقة من الجهل ويعبثون في رؤس العامة من الناس.
دعوني أؤكد لكم اننا ندخل هذه المجالات وبهذا التوسع ونحن متأخرون جدا عن العالم في هذا الشأن وهذا الصدد وهذه القطاعات الهامة ، بل كل الحكومات والانظمة السابقة والقطاع الخاص حتي عام ٢٠١٤ شركاء في هذا الجُرم في حق البلاد ،، فقبلنا بالاستدانة وعززنا كل وسائل التمويل لسد العجز عبر الاقتراض وبيع السندات والاذون والصكوك فقط دونما ان ندخل العالمية في تنوع وجذب الاستثمار الاجنبي المباشر في شكل شراكات حقيقية.
نسمع كل يوم عن عمليات شراء واستحواذ للصناديق السيادية والاستثمارية العالمية حول العالم ، الصندوق السيادي السعودي قبل شهور استحوذ علي نادي نيوكاسل الانجليزي بالكامل ولم يقوم ويجلس الشارع الانجليزي لا ف السوشيال ولا خارج السوشيال ، نفس الصندوق يزيد حصته قبل شهور في اكبر شركات الالعاب الالكترونية في امريكا ويصل حجم حصته الي ١٣.٣٪ ولم تقوم قيامة الشارع الامريكي ولم يتهم احداً الحكومة الامريكية بانها تبيع البلد للسعودية ،،
هناك ٦ صناديق استثمارية وسيادية عالمية يتقدمهم في المركز الاول صندوق التقاعد النيرويجي وياتي بعده صندوق صيني ثم صندوق ابوظبي ثم صندوق الكويت ثم صندوق سنغافورة واخيرا صندوق الاستثمارات العامة السعودي… وتعالوا نتحدث بمنتهي الصدق والمصداقية مع النفس في ظل حالة الغليان الاقتصادي العالمي وفي ظل حالة التوتر الحادث حول العالم وفي ظل التراجعات المتتالية ،، كيف ترفض مصر فرصة لدخول وجذب اي استثمار اجنبي مباشر ومثل هذه الصناديق لديها حسابات تحوّط ودراسات حساسية وتعلم كيف تُحرّك استثماراتها واين تدخل ؟ ومتي تدخل ؟ وكيف تخرج ومتي ستخرج وباي حصص ونسب تدخل ؟ وقائمة طويلة عريضة من التحليلات والقياسات والدراسات تسبق اي عملية شراء وبيع فالامر ليس بالسهولة كما تتخيلون او يتخيل البعض .
بعيدا عن العاطفة وعن البطء وعن كل البيروقراطية والمناخ الغير جيّد للاستثمار المباشر في المشاريع الصناعية ، والتي مازلنا لم نمسك الطريق الصحيح ونتلمس الخطي في تحسين مناخ الاستثمار للمستثمر المحلي قبل الاجنبي في مشاريع الانتاج الزراعي والصناعي فنحمد الله ونكون شاكرين ومشجعين ومرحبين بالشراكات ودخول الصناديق التي قُلنا وكررنا انها لا ترمي اموالها ولا تنفق بلا حساب ولا تعرف كيف تدير وتتابع وتراقب استثماراتها ، ونحن في امس الحاجه الي شريك ورقيب اجنبي يضيف لنا مزيداً من الاساليب الادارية والرقابية العالمية ويؤكد لنا علي العمل وطرق العمل المثلي وفق منظومة الادارة العالمية ونتطلع معه باستثمارات مشتركة ولاعبين في قطاعات الاستثمار الدولي يؤهلونا للعب الاستثماري النظيف والجاد والمُربح في الملاعب العالمية وفق اقتصاد متنوع واليات حديثة ومساطر جديدة للحوكمة ونظم ونسق الربحية.