“كأس العالم “
بين ( الشكل) و ( البُعد) عن الموضوع..!!
بقلم :
د يسري الشرقاري
مستشار الإستثمار الدولي
و
رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين الأفارقة
لم تكن بطولة كأس العالم يوما ما علي مدار اكثر من ٥٠ عام المنقضية بطولة كروية فقط وإنما كانت صوراً متعددة لمظاهر الانتظار والتشويق والتسويق والاحتفال ، وكانت محط انظار وانتظار للإطفال والشباب والكبار – جمهور الكرة العالمي وحتي الغير منشغلين بعالم كرة القدم كانت البطولات وتوقيتها وتنظيمها وتصويرها ونقلها ومعلقينها واستعداداها كلها عوامل قادرة علي ان تجعل هذا الاحتفال كل اربع سنوات شئ ينتظره الجميع فوق اديم الكرة الأرضية ..،، وبعيداً عن اي تنافسية او صراعات سياسبة بالايجاب او بالسلب بين مصر واي دولة سواء خليجية او عربية او شرق أوسطية وانا هنا أكتب عن وجهة نظري ورؤيتي حول هذه النسخه بمنظور عام وبشكل اجسد فيه ما اراه بحيادية تامة ..فمما لاشك فيه وبات من الواضح تماما أننا مقبلون علي نسخه ضعيفه جداً جداً تحمل الاسم الكبير معناً معنوياً وخاليه من المضمون وبعيدة عن الموضوع او اذا صح التعبير عن الموضوعات والنقاط التي ذكرتها في مقدمة هذا المقال ،، ولعلني أُلخص ما ارصده في انني اتابع جداً ونحن علي بُعد ساعات من إفتتاح وانطلاق هذه النسخه ولا أجد اي محط أنظار او مظاهر جذب انتباه او لهفة او متابعات او تحضيرات لجداول للمتابعة الجماهيرية الشعبية ، الاّ ما رحم ربي من كم خبر والاعلان عن كم شاشة وميدان واجازات مواطني دولة لا يتعدوا مليون نسمه شباب واطفال ونساء وشيوخ لحضور ومتابعة المباريات !! وفي تصوري ان بعض البطولات القارية او بطولات الكلاسيكو العتيد داخل بعض الدول تأخذ هذا الحجم المتواضع من الاهتمام الذي لا يجب ان تكون عليه نسخه عالمية بل يجب ان نري شئ مختلف.
في تصوري المتواضع أن إقامة نسخه عالمية مثل هذه النسخه في تغيير موعد انطلاقها المعتاد ليكون في نوفمبر بدلاً من الاستمرار كما بدأت عليه وحتي مؤخرا وعلي مدار ٥٠ عام في شهري يونيو ويوليو الذي يكون فيه ٨٥٪ من سكان الارض يقضون الاجازات السنوية لهم وهذه دوما نقطة تميز كانت تضفي علي النسخ متعة المتابعات بالزخم الشعبي العالمي لمتابعي الساحرة المستديرة الاكثر شعبية حول العالم ، الأمر الذي صبغ هذه النسخة بصبغة “خريفية “علي ابواب شتاء يحمل بياتاً شتوياً ممزوجاً بركود إقتصادي عالمي لم يشهده العالم قبل قرن من الزمان مما عمّق الخلو من المضمون لإنشغال العالم بإثره حكومات وشعوب ، وحتي الطبقات “البرجوازية”..كلها لايوجد همّ يهتمون به اكثر من الحياة الاقتصادية وشبح الإفلاس وكوابيس نقص السلع والخدمات .. (اجواء اقتصادية قاسية”.
ولعل ازمة روسيا واكروانيا ومؤشرات التذمّر السياسي العالمي سواء بالتحرشات العسكرية التي تأتي كل ساعة بين الفعل والنفي هنا وهناك والاخبار المسرّبة كلها تدفع الي توتر عام في الحالة المزاجية لسكان الارض مما أفقدهم بالطبيعة شهوة الانتقال الي مربع متابعة هذه النسخة التي تبدو ضعيفه مشكوكا في ظهورها منذ الاعلان عنها وحتي انطلاقها ..بالشكل الذي كانت وعُرفت عليه هذه البطولة شكلاً وموضوعاً.
وهنا أود أن أؤكد أن إعترافات “جوزيف بلاتر “..وكذا خبراء كرة القدم في العالم وجمهور العديد من الدول الاوروبية المجنون والمحب لكرة القدم بان اختيار الدولة المنظمة والتوقيت كان خطأ جسيماً في حق البطولة واللعبة وكل مشجعيها يُعد اعترافاً جريئاً معلنين جميعاً وبصوت واضح انه نسخه فاترة للغاية تحمل الشكل وتخلو من الموضوع ولعل الاتحاد الدولي لكرة القدم يتدارك هذه الاخطاء البشعة في النسخ القادمة لكي يمحي عار القرارات الخاطئة التي ربما تطفوا في بعض الاحيان علي السطح قادمة من رياح تحمل روائح الفساد المالي الكريهة.
وأخيراً ، سوف أختم مقالي بما وصل الي مسمعي بان احد المطربين الشعبيين اذا جاز عليه تعبير “مطرب”وان كنت اشك .، وكونيته ” شاكوش” هو من سيكون مغنياً في فقرة من فقرات الإفتتاح ، وهنا أود أن أعرب عن شكري وتقديري للجنة المنظمة علي استكمال مراحل السوء في الاعداد وبهذا يكون هذا الاختيار هو “الشاكوش الذي دقّ أخر مسماراً في نعش البطولة” التي نودعها الي مقبرة التاريخ للأسف قبل إنطلاقها.