أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون أن منصة التواصل الاجتماعي “تويتر” ستلتزم بالتصدي للمحتوى الإرهابي والمتطرف على الإنترنت.
وقال ماكرون أمس الأول في تغريدة له على “تويتر” إنه التقى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، المالك الجديد لـ”تويتر”، في زيارة إلى الولايات المتحدة وأجرى “مناقشة واضحة وصادقة”.
وعبر ماكرون وماسك عن ارتياحهما بعدما أجريا محادثات تتعلق بضبط المحتوى على “تويتر”، بينما اتخذ رجل الأعمال حتى الآن قرارات تتعارض إلى حد كبير مع طلبات الرئيس الفرنسي وقادة أوروبيين آخرين.
وجرى اللقاء بين الرجلين في نيو أورلينز واستغرق ساعة واحدة ،و لم يعلنه الإليزيه مسبقا وعقد بعيدا عن وسائل الإعلام.
وكتب ماكرون في سلسلة تغريدات: “شروط شفافة للاستخدام وتعزيز كبير لضبط المحتوى وحماية حرية التعبير: يجب على “تويتر” بذل جهد للامتثال للتشريعات الأوروبية”.
وقال أيضا إنه ناقش مع ماسك الشريك المؤسس لشركة تسلا “مشاريع صناعية خضراء مستقبلية مثل إنتاج سيارات كهربائية وبطاريات”.
ورد إيلون ماسك “تشرفت برؤيتك مرة أخرى”، مؤكدا أنه ينتظر “بفارغ الصبر” بشأن “المشاريع المثيرة للحماس في فرنسا”.
وكان تياري بريتون المفوض الأوروبي للسوق الداخلية أبلغ إيلون ماسك في اتصال هاتفي الأربعاء أن “تويتر” سيتعين عليها “تعزيز الإشراف على المحتوى بشكل كبير ومعالجة المعلومات المضللة بحزم”.
وكتب إيلون ماسك على “تويتر” ردا على مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوضح بالتفصيل النتائج التي توصلت إليها المنظمات أنها “كاذبة تماما”. وقال إن عدد مشاهدات المستخدمين للتغريدات التي تحتوي على خطاب كراهية “يستمر في الانخفاض”.
وأوضح رجل الأعمال أخيرا حدوده الشخصية لحرية التعبير فقد تم تعليق حساب مغني الراب الأمريكي كانييه ويست بتهمة “التحريض على العنف”.
ويعارض إيلون ماسك عودة أليكس جونز اليميني المتطرف الذي يؤمن بنظرية المؤامرة الذي أدين بعدما شكك في حادث إطلاق نار، عادا أنه مجرد عرض تم تنظيمه من قبل معارضي حيازة الأسلحة.
وبعد أن خبر ألم وفاة ابنه الأول، أوضح الملياردير أنه “لا يرحم أي شخص يستخدم موت الأطفال لتحقيق مكاسب مالية أو سياسية أو شهرة”.
أما ماكرون فختم سلسلة تغريداته بالقول “سنعمل مع تويتر لتحسين حماية الأطفال عبر الإنترنت، أكد لي إيلون ماسك ذلك، دعونا نحمي أطفالنا بشكل أفضل على الإنترنت!”.
وفي سياق متصل، هددت “المفوضية الأوروبية” بفرض غرامات مالية على منصة تويتر، وإجراءات أخرى ما لم تلتزم المنصة بقوانين الاتحاد الأوروبي.
وقال تيري بريتون مسؤول شؤون السوق الداخلية في المفوضية: “الأمر واضح للغاية إذا لم تلتزم تويتر بهذه القواعد، بإمكاننا أن نفرض غرامات، وإذا تواصل انتهاك القواعد فسيتم غلق المنصة في أوروبا”.
وأضاف بريتون في تصريحات صحافية أمس: “لا ينبغي لأحد أن يخدع نفسه، فنحن سنفعل هذا متى كان ضروريا وهذه رغبة أنظمتنا الديمقراطية الكبيرة”.
وتابع المسؤول الأوروبي: “نتابع عن كثب ما يحدث على تويتر منذ استحواذ إيلون ماسك عليها” معلنا أنه سيعقد لقاء آخر مع ماسك قبل نهاية العام.
منطقة اليورو
ورأى بريتون أن القوانين المتعلقة بالأسواق الرقمية والخدمات الرقمية توفر “وسائل فعالة للحد من نشر الأكاذيب والكراهية، ويتعين على تويتر أن تفي بهذه المعايير إذا أرادت أن تعمل في السوق الأوروبية”.
كان ماسك أكد بشكل دائم اعتزامه إزالة ما عده قيودا قوية على حرية الرأي في المنصة، وفي المقابل، يتخوف المنتقدون من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تشجيع خطابات الكراهية والتحريض على تويتر.
وقام ماسك بتسريح آلاف العاملين في تويتر منذ استحوذ علي المنصة، كما أعاد مستخدمي تويتر الذين كانوا قد تعرضوا للحظر في السابق مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.
وأوقف العمل ببعض الخوارزميات في تويتر، منها آليات منع المعلومات المضللة بخصوص فيروس كورونا. وتهدف قوانين الخدمات الرقمية من بين أمور أخرى إلى ضمان إزالة المنصات للمحتويات غير القانونية من صفحاتها بشكل أسرع.
وتسري هذه التعليمات اعتبارا من منتصف فبراير 2024 في كل أنحاء الاتحاد الأوروبي وستسري في وقت سابق على هذا الموعد خصوصا بالنسبة للمنصات الكبرى.
وسيقوم موظفو المفوضية بإجراء اختبار ضغوط في مقر تويتر في أوائل 2023.
من جهة أخرى أعلنت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني في شيكاغو، سحب تصنيفها لمنصة تويتر الإلكترونية المملوكة لإيلون ماسك بسبب “قلة المعلومات الكافية للحفاظ على التصنيف”.
وفي الأول من نوفمبر، خفضت ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني لتويتر بواقع خمس نقاط إلى “بي سالب ” بسبب هذه الأعباء.
إضافة إلى ذلك، أخضعت جهات الرقابة على الائتمان التصنيف لتدقيق وثيق.
والآن، لا ترى ستاندرد آند بورز أي احتمال لتصنيف تويتر، جراء قلة الحصول على معلومات بشأن الوضع المالي.