ترى الأوساط الاقتصادية الألمانية إمكانات وفرصا كبيرة في توسيع نطاق التجارة مع إفريقيا، بحسب ما أعلنته الرابطة الألمانية لتجارة الجملة والتجارة الخارجية والخدمات أمس.
وقال ديرك ياندورا رئيس الرابطة “القارة الإفريقية هي قارة الفرص بالنسبة إلينا، تتطور في أجزاء بشكل أسرع وأكثر ديناميكية عن جميع مناطق العالم الأخرى، ولهذا السبب لديها قوة كبيرة”.
وأكد أهمية القارة بوصفها شريكا تجاريا للمدى الطويل ويمكن التعويل عليه بالنسبة إلى ألمانيا وأوروبا آخذة في التصاعد، وفقا لـ”الألمانية”.
وتوجه روبرت هابيك وزير الاقتصاد الألماني أمس، إلى ناميبيا وجنوب إفريقيا في زيارة تستمر عدة أيام، ويرافقه وفد اقتصادي.
وقال ياندورا “يتعين علينا تنويع سلاسل التوريد وفتح أسواق جديدة، نحن بحاجة إلى مزيد من الشركاء التجاريين على مستوى العالم. للدول الإفريقية عديد من الفرص هنا لترسيخ نفسها بوصفها شركاء، لكن من الضروري أن نحول تركيز التعاون من المساعدات التنموية إلى الدعم الاقتصادي المستدام للقارة كاملة”.
من جانبه قال فولكر تراير رئيس قطاع التجارة الخارجية في غرفة الصناعة والتجارة الألمانية، “إنه في ظل اختناقات التوريد ونقص المواد الخام والحمائية، فإنه من الضروري بالنسبة إلى كثير من الشركات البحث عن سلاسل توريد وفتح مواقع وإعداد أسواق”.
وقال تراير “إن الهيدروجين الأخضر يوفر قوة خاصة، من المقرر تعزيز مشاركة الجانب الألماني في مشروع تم إطلاقه بالفعل في ناميبيا”، وأكد قائلا “لكن يجب الإسراع بالمضي قدما في المشاريع من مثل هذه النوعية، ويجب ألا يتم إثقالها بكثير من البيروقراطية، لأنه في الوقت ذاته توسع الصين على سبيل المثال علاقاتها التجارية بإفريقيا من خلال عروض شراكة مغرية لشركاء أفارقة”.
إلى ذلك، قال روبرت هابيك وزير الاقتصاد الألماني “إن ألمانيا ستبرم ما يسمى بعقود حماية المناخ مع الشركات الصناعية العام المقبل لدعم الانتقال نحو الإنتاج الأنظف والتحول إلى الهيدروجين”.
ونقلت مجموعة “فانكي” الإعلامية عن هابيك قوله “الهدف هو تطوير صناعة خضراء بكفاءة إلى جانب سلاسل القيمة التي تصبح قابلة للتسويق”. ولم يذكر هابيك تفاصيل عما ستشمله مثل هذه الاتفاقات.
ويخطط هابيك لمنح الشركات العاملة في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة ومنها الكيماويات والصلب ترتيبات للحصول على دعم لمدة 15 عاما، وصفها بعقود حماية المناخ، مقابل تقليل انبعاثات الكربون في إنتاجها.
وفي السياق، كشفت نتائج استطلاع للرأي بين شركات تجارة التجزئة في ألمانيا أن الأسبوع الماضي والذي يسبق ثاني الآحاد الأربعة قبل العيد شهد بعض الارتفاع في المبيعات، لكن ليس بالقدر الذي تأمله هذه الشركات.
وأعلن اتحاد التجارة في ألمانيا أمس، أن الاستطلاع الذي أجراه أوضح أن نسبة الشركات غير الراضية عن تطور الإيرادات في الأسبوع الماضي وصلت إلى 40 في المائة مقابل 51 في المائة في الأسبوع قبل الماضي.
إفريقيا قارة الفرص
من جانبه، قال شتيفان جنت الرئيس التنفيذي لاتحاد شركات تجارة التجزئة في بيان “إن من الممكن ملاحظة حدوث زخم أكبر قليلا في الإيرادات”، لكنه أشار إلى أن عدد العملاء لا يزال أقل من توقعات الشركات.
ورأى جنت أن الأمور سارت بشكل جيد وبأعلى من المتوسط مقارنة ببقية قطاع التجارة ولا سيما الشركات التجارية الكبرى. وأضاف “بالنظر إلى الأسبوعين الماضيين، لا يزال من الممكن تحسين الوضع بالنسبة إلى الأعمال هذا العام”، وتابع أن “العملاء لا يزالون محجمين بشكل ملحوظ عن الذهاب إلى المحال، ولا يزال الوضع العام غير المستقر وما يصحبه من ارتفاع في أسعار الطاقة يؤثر في الحالة المزاجية بشكل كبير”.
وأوضحت نتائج الاستطلاع أن ثلثي شركات تجارة التجزئة أعلنت عن تراجع عدد عملائها مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأشار الاتحاد إلى أن شركة واحدة من كل خمس شركات راضية عن المبيعات حتى الآن. ويتوقع الاتحاد أن يصل إجمالي إيرادات قطاع تجارة التجزئة في ألمانيا في آخر شهرين من هذا العام إلى أكثر من 120 مليار يورو بتراجع حقيقي 4 في المائة مقارنة بإيرادات العام الماضي.
من جهة أخرى وجه ياروسلاف كاتشينسكي رئيس حزب “القانون والعدالة” الحاكم في بولندا اتهاما إلى ألمانيا، بالسعي إلى فرض هيمنتها على أوروبا.
وقال كاتشينسكي في مدينة ليجنيتسا غربي بولندا السبت “إن الألمان يريدون أن يحققوا اليوم بالوسائل السلمية ما كانوا يسعون إلى تحقيقه في السابق بالوسائل العسكرية”.
وأعرب زعيم الحزب القومي المحافظ عن اعتقاده بأن قوة أوروبا تكمن في تنوع الدول الأعضاء وسيادتها، أما وضع الهيمنة وهو الوضع الذي تحاول فيه إحدى الدول الأوروبية – وهي اليوم الأكبر إلى جانب روسيا – أن تحقق بالوسائل السلمية تلك الخطط التي كانت تريد أن تحققها سابقا بالوسائل العسكرية، فهو بمنزلة طريق يؤدي إلى الأزمة والكارثة.
وأشار إلى أن هذا الأمر سيؤثر في بولندا وأوروبا “وكذلك هذه الدولة نفسها، أعني ألمانيا”.
يذكر أن كاتشينسكي “73 عاما” لا يتولى منصبا في الحكومة، لكنه يعد من الشخصيات القوية في السياسة البولندية. وتوضح نتائج استطلاعات الرأي انخفاضا في شعبية حكومة حزب القانون والعدالة في بولندا في الوقت الراهن بسبب معدل التضخم المرتفع. ويحاول كاتشينسكي أثناء ظهوره في المقاطعات البولندية اكتساب ناخبين، عبر إصدار تصريحات مناوئة لألمانيا. وتشهد بولندا انتخاب برلمان جديد للبلاد في الخريف المقبل.