“مستمرون” في معركة “الوعي”
“وما النصر الاّ من عند الله” ..
بقلم د يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة ومستشار الاستثمار الدولي
◾️◾️بداية ، عيد سعيد علي مصر والانسانية ، لكن لا يمكن ان تنعم بالسعادة وانت تسمع عن مأساة جديدة يعيشها الاهل والابرياء العُزّل في السودان الشقيقة وتلحق السودان بمسلسل الدمار الشامل المخطط المختلف الاشكال والالوان والاوجه والذي أغرق ودمّر ليبيا ، وسوريا و العراق و اليمن ولبنان وأخيراً السودان !! القلوب تعتصر حزناً علي هذا الوطن وعلي العقول ان تبدأ لتستمع بكل تركيز لكي نحافظ علي ما تبقي من هذا الوطن سالماً،، وليعلم القاصي والداني ان كافة المخططات المستهدف الرئيسي والاول فيها هو مصر قلب الأمة العربية ومحور الارتكاز والساري الحامل لغطاء الخيمة العربية من عهد أدم لقيام الساعه والحروب الدائرة والنزاعات القريبة والبعيدة جعلت منها كنقطة محورية هامه في مركز الارض ، هدف امام كل الغزاة والطامعين.
◾️◾️مشروع الحرب السودانية والانشقاق الكبير في وحدة الصف السوداني هو مشروع ليس بسيط اطلاقاً واعداد حميدتي ومعه ١٤٠ الف مقاتل لتكوين ميليشيات مسلحة ليس مشروعاً بسيطاً بل تم إعداده بحبكه كبيرة وبصياغه محكمة و بديل اساسي للحرس الثوري والميليشيات المرتزقة وصورة من صور القدرة الفائقة علي القتل والتخريب والدمار وتم استحداث في تشكيله وتكوينه في السنوات العشر الاخيرة كل نظم الدعم وكل الاموال استخدمت بما فيها كبري شركات العلاقات العامة في احدي العواصم الخليجية لتحسين صورة زعيم الميليشيات ” حميدتي ” السياسية لتصدير صورة مختلفة عن واقعه الارهابي في اجراءات استيباقية بالتنسيق مع الاله الاعلامية العالمية ، لترسيخ فكرة انه علي حق وقتما يحتاجون اليها.. اردت فقط هنا في هذا الجزء من المقال ان اركز معكم علي الحقيقة المرة الدائرة والمستقيل الذي سيواجه السودان ودول الجوار وفي مقدمتها مصر المستهدفه دون تهويل او تقزيم للمشهد العابث ولن يتبقي الرهان الا علي الوعي الجمعي المصري والفهم الدقيق لهذه الملفات الحساسة للغاية.
◾️◾️اكتب هنا وكلماتي لابد ان تصل الي تلك الدولة العربية الخليجية التي اشدنا بها كثيرا وبمواقفها وبتطورها وبنهضتها ، وكذا ما قدموه منذ المؤسس لها كدعم لمصر في مواقفها وفي عثراتها ، الامر الذي اعتبرته ايضا انه عرفاناً منهم بالجميل لمصر التي اعطتهم اضعاف ما قدموه في شتي المواقف ولو دفع الخليج كله عشرات الاضعاف مما قدموه لمصر في محنتها ، لن يوفوا واحداً علي الف من مواقف مصر ولعل احداث الغزو الكويتي وما تلاها من تدخل في الشأن الخليجي لولا وقفة مصر في هذه الحقبة ما كان هناك خليجاً بمدنه الان ،، إذا في النخوة والشهامة والعروبه والوقفة متكافئين ولا فضل ولا منّة من أحد علي أحد ناهيك عن دور مصر ورجالها في كل البناء وفي مكونات عناصر النهضة الخليجية ببصمات واضحه للان وفي علاقة جيدة من طرفي المعادله قدموا المصريين مالديهم بأجر واتصور ان الجانب المعتدل والقاسم المشترك الاعظم من الشارع الخليجي ثمّن ذلك وشكر مصر بحكمة ….. إلاّ ان المرحلة الاخيرة جعلتني اقف انا وجموع الشارع المصري امام هذه الشقيقة الخليجية التي يشار اليها الان باصابع الاتهام في الدعم المالي لاثيوبيا وفق اجندة مصالح مشتركة ،وكذا ما يتردد الان حول دورها في تاسيس ودعم مادي لميليشيات السودان التي تسعي الان في الارض فساداً،، في تصوري المتواضع ان الحكمة تقتضي ضرورة مراجعة الموقف تماما من هذه الدولة او تلك ، ويعلموا جيداً ان الماسونية العالمية والصهيونية استخدمتهم دولة تلو الاخري في لعب دوراً غير مرغوب في مسلسل هدم وتشويه ودمار بعض المناطق العربية الشقيقة ،، واتصور انه علي حكماء وحكام هذه الشقيقة الخليجية مراجعة امرهم داخلياً واعادة تقييم الموقف ومعرفة ان ما افسد شيئا فعليه اصلاحه وان استمرارهم في هذا التوجه لن يحقق لهم مصالحهم واهدافهم الاقتصادية كما كانت بدايتهم الا ان الانحراف الحالي والاندماج في اللعبة السياسية القدرة وشكلهم الفج بعد التطبيع مع الكيان اليهودي سوف يعود عليهم بالعواقب الوخيمة وقد يكونوا وضعوا نقطة النهاية لطريق الذهاب والبداية لطريق العودة ،،وخسارة “الشارع المصري” وغضبه ليس بالامر الهين ،وعلي من يريد ان يستوعب ويتدبر ويعي يقرأ التاريخ.
◾️◾️قبل ان انهي كلامي اعود لأؤكد مجدداً،، ان مصر هذه الفترة تمر بظروف صعبة للغاية في مشاكل اقتصادية عارمة معظم اسبابها قادمة من الخارج ، و مشكلات ادارية في الداخل تحتاج مراجعات ،، و حصار وتهديدات في دول الجوار ،، هناك الف ومائةً كيلو متر في الحدود الغربيه تحتاج يقظه وتكاليف حراسه من الارهاب المبثور في كافة الاراضي المصرية موجها لمصر الصامدة ودخل عليهم الان الف ومائةً واربعون كيلو متر حدود جنوبية مع الشقيقة السودان يتم تنفيذ فيها مخطط فوضي وارهاب متجدد مسلح موجه لمصر ايضا وعلي مصر ايضا رفع درجة استعداد قصوي وتكاليف امنية باهظه للغاية ،، وهنا اليقظة والوعي لابد ان يتضاعف لدي الشارع المصري مهما كانت التحديات والظروف ،، ان نحافظ علي الوطن هذا امر ليس فيه اختياراً وانما امراًحتمياً ولابد ان نقف فيه وقفة قوية لا تقبل الاهتزاز..
◾️◾️كل عام وانتم بخير … حفظ الله مصر وشعبها ومقدراتها ورزق قيادتها وباطنتها ،، الرشد والحكمة وحسن القرار ورزق هذا الشعب الابي العظيم علي مر التاريخ القدرة والتحمل والصبر لكي نعبر من هذا النفق المظلم باذن الله.