كوريا تعزز مراقبة الأسواق للحد من تداعيات أزمة «إيفرجراند»

أعلنت كوريا الجنوبية أنها ستعزز مراقبة عوامل المخاطر الرئيسة للاقتصاد من خلال نظام المراقبة الحكومية على مدار 24 ساعة، وستتخذ تدابير سريعة لتحقيق الاستقرار في السوق بالتعاون مع المؤسسات ذات الصلة عند الحاجة.

وشكلت الوزارة فريقا خاصا لتكثيف مراقبتها للمخاوف المتعلقة بالاقتصاد الصيني، مع تفاقم أزمة العقارات في الصين وتعميقها مصاعبها الاقتصادية.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن تقدمت مجموعة “إيفرجراند” العقارية العملاقة في الصين بطلب لحمايتها من الإفلاس في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، مع وجود شركة رئيسة أخرى، وهي “كانتري جاردن”، تعاني مشكلات الديون، ما أثار المخاوف بشأن التداعيات المحتملة على الاقتصاد الكوري الجنوبي وسوقها المالية.
وذكرت وكالة “بلومبيرج” للأنباء أن وزارة المالية في كوريا أصدرت بيانا بشأن مراقبة المخاطر عقب اجتماع لكبار مسؤوليها الاقتصاديين.

وحضر الاجتماع تشو كيونج هو وزير المالية الكوري الجنوبي، وري تشانج يونج محافظ البنك المركزي، وكيم جو هيون رئيس لجنة الخدمات المالية، ولي بوهيون رئيس خدمات الرقابة المالية، وتشوي سانج موك مستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية.
وأجمع المشاركون على أن حالة عدم اليقين في السوق العالمية قد ارتفعت بسبب الصعوبات التي تواجه قطاع العقارات في الصين وزيادة التقلبات في سوق السندات الأمريكية.

كما أجمع المشاركون على أنه يتم النظر إلى التأثير المباشر للقضايا الصينية والأمريكية في كوريا الجنوبية  على أنه محدود في الوقت الحالي، لكن لا يمكن استبعاد تداعياته في المستقبل.
وقال مسؤول من وزارة المالية “نظرا لأن الاقتصاد الكوري الجنوبي أصبح أكثر حساسية تجاه القضايا المتعلقة بالصين، فإننا نعزز مراقبتنا للقضايا ذات الصلة”.

وأشار آخر من السلطات المالية إلى أن البنوك الكورية الجنوبية لا تتعرض مباشرا للأزمة الأخيرة التي تعانيها شركات العقارات الصينية.
ورغم ذلك، يزعم الخبراء أن الأزمة يمكن أن يكون لها تأثير غير مباشر في كوريا، وذلك إذا تسببت في توترات في السوق المالية العالمية، ما قد يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي عالمي.
وفي خطوة منفصلة، تبذل وزارة المالية أيضا جهودا للاستفادة من قرار بكين بالسماح بالجولات السياحية الجماعية إلى البلاد، وتخطط لإصدار تدابير مفصلة في أوائل سبتمبر.
وتشمل الإجراءات زيادة عدد الرحلات الجوية بين كوريا الجنوبية والصين، وفتح مراكز إضافية لتقديم طلبات التأشيرة في بكين وشنيانج.

وقالت سلطات السياحة الصينية في وقت سابق من هذا الشهر “إنها قررت رفع الحظر المفروض على الرحلات الجماعية إلى كوريا الجنوبية”، منهية بذلك تعليقها الذي استمر لمدة ستة أعوام بسبب توتر العلاقات في أعقاب نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في كوريا الجنوبية.
ظلت ثقة الشركات المصنعة في كوريا الجنوبية إيجابية لمدة خمسة أشهر متتالية حتى شهر سبتمبر، مدفوعة بالتوقعات المتفائلة بشأن صناعة الرقائق.

وقال المعهد الكوري للاقتصاد الصناعي والتجارة “إن مؤشر المسح المهني لظروف العمل في قطاع التصنيع سجل 109 نقاط لشهر سبتمبر، مقارنة بـ111 نقطة لهذا الشهر.
وتعني القراءة الأعلى من 100 نقطة أن عدد المتفائلين يفوق عدد المتشائمين. وقد تم إجراء الاستطلاع الأخير، الذى شمل 158 خبيرا فى الصناعات الرئيسة، في الفترة من 7 إلى 11 أغسطس.

أزمة إيفرجرانداقتصادكوريا الجنوبية
Comments (0)
Add Comment