تونس – في نهاية أكتوبر المقبل، ستشهد تونس انطلاق موسم جني الزيتون، وهو الموسم الذي يعتبره العديد من التونسيين مصدر أمل لدعم اقتصاد البلاد وزيادة رصيدها من العملة الصعبة. على الرغم من التحديات المناخية، يبدو أن التونسيين متفائلين بموسم الزيتون هذا العام نظرًا لأهمية تونس كواحدة من أشهر الدول في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط في زراعة الزيتون
تونس وزيت الزيتون: الركيزة الاقتصادية الناشئة
تونس تحتل مكانة متقدمة في مجال زراعة الزيتون، حيث تخصص أكثر من 30% من أراضيها الزراعية لزراعة أشجار الزيتون. ويمتلك البلد حوالي 88 مليون شجرة زيتون على مساحة تقدر بـ 1.8 مليون هكتار، ويستمر موسم جني الزيتون حتى بداية شهر مارس.
تعتبر تونس واحدة من أكبر مستهلكي زيت الزيتون في العالم، حيث يصل معدل الاستهلاك حاليًا إلى حوالي 8 لترات للفرد الواحد سنويًا، مقارنة بـ 9 لترات في عام 2000.
في الموسم الماضي، ارتفعت إيرادات صادرات زيت الزيتون إلى أكثر من 1.1 مليار دينار تونسي، وذلك رغم الظروف المناخية الصعبة وتراجع الاستثمار في القطاع الزراعي.
ووفقًا لتوقعات وزارة الزراعة التونسية، من المتوقع أن يصل محصول الزيتون إلى مليون طن، مما يمكن من إنتاج 200 ألف طن من زيت الزيتون بفضل التساقطات المطرية في يونيو الماضي.
زيت الزيتون يشكل نحو 50% من صادرات الزراعة التونسية ويعتبر مصدرًا هامًا للنقد الأجنبي إلى جانب الفوسفات والسياحة وتحويلات التونسيين في الخارج.
درصاف بن أحمد، الممثلة عن الإدارة العامة للإنتاج الزراعي بوزارة الزراعة التونسية، أشارت إلى أن تونس تستهدف إنتاج مليون طن من الزيتون هذا الموسم، بزيادة تقدر بنحو 11% مقارنة بالموسم الماضي. وأعربت عن أملها في توفير التمويلات اللازمة لدعم نجاح الموسم.
باعتبار تنامي الطلب على زيت الزيتون في الأسواق العالمية ونقص الإنتاج العالمي، يُتوقع أن يكون موسم التصدير واعدًا لتونس هذا العام.
تونس تسعى أيضًا إلى تحسين جودة زيت الزيتون وتوجيه جهودها نحو توسيع أسواق التصدير إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي مثل اليابان والصين والهند والدول الأفريقية. إلى جانب ذلك، تهدف تونس إلى تعزيز الاستثمار في صناعة زيت الزيتون وتطوير القطاع من خلال الابتكار وتحسين جودة المنتجات.
يبدو أن تونس ملتزمة بالاستفادة القصوى من موسم جني الزيتون لتحقيق تعافي اقتصادي وزيادة إيرادات الصادرات، وسط آمال مرتفعة في نجاح هذا الموسم الواعد.