أكد فالديس دومبروفسكيس مفوض شؤون التجارة في الاتحاد الأوروبي، أمس، في بكين أن “الشركات الأوروبية تشعر بقلق إزاء الاتجاه الذي تسلكه الصين”.
يزور المسؤول الأوروبي بكين في إطار الحوار الاقتصادي والتجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وقد التقى دومبروفسكيس، صباح أمس، طلابا في جامعة تسينجهوا العريقة.
وقال المفوض الأوروبي “إن الشركات الأوروبية تشعر بقلق إزاء الاتجاه الذي تسلكه الصين.. كثير منها يتساءل عن وضعه في هذا البلد، وسط بيئة تجارية يزداد تسييسها”.
وأضاف “تجلى ذلك عبر تراجع الشفافية وانعدام المساواة في الوصول إلى العقود الحكومية والتمييز على صعيد المعايير والمتطلبات في المجال الأمني، إضافة إلى المتطلبات في مجال توطين البيانات ونقلها”.
وحذر فالديس دومبروفسكيس، الصين، من أن التكتل سيكون أكثر قوة في دعم المنافسة العادلة والدفاع عن مصالحه. وقال “إن الافتقار إلى المعاملة بالمثل وتكافؤ الفرص من جانب الصين، إلى جانب التحولات الجيوسياسية الأوسع، كلها أجبرت الاتحاد الأوروبي على أن يصير أكثر حزما”.
وأضاف أن “الاتحاد الأوروبي يرحب بالمنافسة. فهو يجعل شركاتنا أقوى وأكثر ابتكارا. إلا أن المنافسة يجب أن تكون عادلة، وسنكون أكثر حزما في التعامل مع الظلم”.
وتطرق المفوض الأوروبي إلى قوانين الأمن القومي التي أقرتها الصين في الآونة الأخيرة.
وقال “إن قانون العلاقات الخارجية الجديد والنسخة الجديدة من قانون مكافحة التجسس يثيران قلقا كبيرا في أوساط الأعمال لدينا، لأن غموضهما يترك مجالا كبيرا للتأويل”، بحسب “الفرنسية”.
خلص التقرير السنوي الأخير لغرفة التجارة في الاتحاد الأوروبي كذلك إلى استنتاجات مثيرة للقلق، بحيث لفت إلى أن الشركات الأوروبية في الصين تواجه مناخ أعمال “غامضا على نحو متزايد” بحيث يعرضها غموض القواعد التنظيمية لمزيد من المخاطر.
ودفعت هذه الأجواء 11 في المائة من الشركات الأوروبية -استطلع رأيها- إلى نقل استثماراتها الحالية إلى خارج الصين، وفق غرفة التجارة في الاتحاد الأوروبي.
في أثناء زيارة أجرتها لبكين الأسبوع الماضي، طالبت فيرا جوروفا نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية بمزيد من الوضوح في صياغة القوانين الصينية.
ويأتي تكثيف الاتصالات بين بروكسل وبكين في وقت يبدو فيه أن الاتحاد الأوروبي يرفع صوته بشأن الممارسات التجارية الصينية التي أدانتها أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، ووصفتها بأنها “غير منصفة”.
وفي 13 سبتمبر، أعلنت فون دير لاين في كلمة ألقتها أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج فتح تحقيق في الدعم الصيني للسيارات الكهربائية.
ولم تتأخر الصين في الرد، معتبرة الإجراء “ليس أكثر من مجرد تدبير حمائي” سيكون له “تأثير سلبي في العلاقات الاقتصادية”.
أمس، أكد المفوض دومبروفسكيس، أن الصين لا تزال جذابة لاستثمارات الشركات الأوروبية.
وقال “استفاد كل من الاتحاد الأوروبي والصين إلى حد كبير من انفتاحهما على العالم.. لذلك سأستمر في الدفاع عن الانفتاح باعتباره استراتيجية رابحة على المدى الطويل”.
وأضاف “لكن الشركات تتساءل عما إذا كان ما اعتبره كثيرون علاقة مربحة للجانبين في العقود الأخيرة يمكن أن يصبح ديناميكية يخسر فيها الجانبان في الأعوام المقبلة”.
الشركات الأوروبية في الصين
لدى سؤاله عن الموضوع خلال إحاطة صحافية، أكد وانج ونبين، الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، أمس، أن بكين ستستمر في “حماية الحقوق والمصالح المشروعة للأفراد والمنظمات”.
وأضاف “سنستمر في توفير بيئة أعمال موجهة نحو السوق ومتوافقة مع القانون ودولية لكل شركات العالم التي تعمل بشكل قانوني في الصين”.
وتابع “لا تشكل الصين مصدرا للمخاطر على هذه الشركات، بل قوة حازمة لمنعها ونزع فتيلها”.
وقال المفوض أمس “ثمة خطر فيما يتعلق بسمعة الصين”، معتبرا موقفها من الحرب في أوكرانيا “يضر بصورة البلاد ليس لدى المستهلكين الأوروبيين فحسب لكن أيضا لدى الشركات”.
وأضاف “لطالما كانت وحدة الأراضي مبدأ أساسيا بالنسبة إلى الصين في الدبلوماسية الدولية” و”الصين دعت دائما إلى ضرورة أن تكون كل دولة حرة في اختيار مسار التنمية الخاص بها”.
من جهته، قال خه لي فنج نائب رئيس الوزراء الصيني، خلال حوار اقتصادي وتجاري رفيع المستوى في بكين، أمس، “إن الصين تأمل أن يرفع الاتحاد الأوروبي القيود المفروضة على تصدير المنتجات فائقة التقنية إلى البلاد”.
وأضاف لدى اجتماعه مع فالديس دومبروفسكيس، مفوض شؤون التجارة في الاتحاد الأوروبي، أن “الجانبين اتفقا على العمل معا من أجل استقرار سلاسل التوريد والتصدي لفك الارتباط بينهما”.