عندما يتجول المرء في شوارع مراكش المزدحمة في هذه الأيام، يندفع للتفكير في سرعة عودة الحياة إلى طبيعتها في هذه المدينة القديمة بعد زلزال هز جبلًا في المغرب. مراكش، ثالث أكبر مدن المغرب، تحتضن الآن اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، على الرغم من الزلزال الذي أسفر عن خسائر جسيمة في أنحاء المملكة
مراكش تعود لتتحدث بلغة الحياة والإبداع.
تبعد مراكش 70 كيلومترًا عن موقع الزلزال، ورغم ذلك، شهدت بعض المباني انهيارات في المدينة القديمة المدرجة ضمن التراث العالمي. يتساءل الكثيرون عن سر هذه العودة السريعة للحياة في ظل الكوارث.
رئيس المركز المغربي للدراسات المستقبلية، محمد الشرقي، يشير إلى أن مراكش تمثل حالة فريدة في المغرب، فهي مدينة ذات تاريخ عريق يعود إلى عام 1071 ميلادية. تعتمد اقتصاد المدينة على السياحة والحرف اليدوية، ورغم التحديات، يظهر أهلها تفاؤلًا دائمًا.
بالرغم من الزلزال، قررت مراكش استضافة الاجتماعات السنوية، وذلك كإشارة إلى تمسك المغرب بالتقدم والتضامن. القطاع السياحي يسهم بنسبة 22٪ من إجمالي إيرادات الدولة، ورغم المحنة، يظهر التضامن الملحوظ من خلال التبرعات التي بلغت 1.17 مليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك، يرتفع نمو الاقتصاد المغربي، وتعكس تصريحات مسؤولي صندوق النقد والبنك الدوليين إشارات إلى قوة وتماسك المغرب. الأمل والإلهام يعلنان عن نهضة مراكش وقوة الإرادة لتجاوز التحديات.