انخفض عدد الوظائف الشاغرة في المملكة المتحدة إلى أقل من مليون، ليصل بذلك إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عامين، في ظل دلائل أوسع على أن الشركات مترددة في تعيين موظفين بدوام كامل، بينما لا تزال التوقعات الاقتصادية غير مؤكدة.
ونقلت وكالة “بلومبيرج” للأنباء عن مكتب الإحصاء الوطني القول أمس، إن الوظائف الشاغرة انخفضت بواقع 43 ألف وظيفة، لتصل إلى 988 ألف وظيفة خلال الفترة من يوليو حتى سبتمبر، وهي الفترة الـ15 على التوالي التي ينخفض فيها العدد.
وكان الرقم قد صل إلى ذروته بواقع 1.3 مليون وظيفة، خلال الفترة من مارس حتى مايو من العام الماضي، عندما كانت الشركات تكافح من أجل شغل الوظائف بسبب نقص العمالة. ويشير انخفاض الوظائف الشاغرة إلى تراجع سوق العمل.
وأظهرت مكتب الإحصاء الوطني تجاوز الأجور في بريطانيا التضخم لأول مرة منذ نحو عامين.
وذكرت وكالة بي أيه ميديا البريطانية أن البيانات أظهرت ارتفاع الأجور بنسبة قياسية بلغت 7.8 في المائة خلال ثلاثة أشهر حتى أغسطس الماضي، وبنسبة 0.7 في المائة مقارنة بمؤشر أسعار المستهلكين بعد أخذ التضخم في الحسبان.
وأظهرت الأرقام المعدلة من مكتب الإحصاء أن نسبة النمو السنوية في الأجور الاعتيادية باستثناء الحوافز تجاوزت مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1 في المائة خلال ثلاثة أشهر حتى يوليو الماضي. هذا يعني أن الأجور ترتفع الآن بوتيرة أسرع من الأسعار لأول مرة منذ أكتوبر 2021. وقال جيرمي هانت وزير الخزانة، “إنها أنباء سعيدة أن نرى معدل التضخم يتراجع والأجور الحقيقية ترتفع، ليكون لدى المواطنين مزيد من الأموال في جيوبهم”. وأضاف” لكي نحافظ على هذا التقدم، علينا أن نلتزم بخطتنا لخفض التضخم”.
إلى ذلك، خسر مطار هيثرو في لندن وثلاث من شركات الطيران الكبرى، الجزء الأكبر من الطعن الذي تقدموا به على أمر صادر عن هيئة تنظيم الطيران في البلاد، بشأن خفض رسوم شركات الطيران بنحو 20 في المائة لكل راكب في العام المقبل.
وقالت هيئة المنافسة والأسواق، المعنية بمكافحة الاحتكار في بريطانيا، في بيان أمس، إن قرار هيئة الطيران المدني بتخفيض الرسوم المفروضة على شركات الطيران التي تستخدم المطار، “ليس خطأ فيما يتعلق بمعظم المسائل”.
ومع ذلك، طلبت هيئة المنافسة والأسواق من هيئة الطيران المدني، إعادة النظر في ثلاثة أجزاء من قرار التسعير الخاص بها، دون تحديد ماهيتها.
من جانبها، قالت كريستين بيكر، المديرة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، في البيان “لقد حققت مراقبة هيئة الطيران المدني للأسعار في مطار هيثرو، التوازن الصحيح على نطاق واسع، بين ضمان أن الأسعار الخاصة بالمسافرين ليست مرتفعة للغاية، وتشجيع المستثمرين على صيانة المطار وتحسينه مع مرور الوقت”.
من جهة أخرى، تعتزم مجموعة “رولز رويس” الصناعية البريطانية المختصة في محركات الطائرات، إلغاء ما يصل إلى 2500 وظيفة في مختلف أنحاء العالم لخفض تكاليفها، في إطار خطة إعادة تنظيم يقودها رئيسها الجديد.
وأفادت “رولز رويس” بأن “إلغاء ما يراوح بين 2000 و2500 وظيفة، أو ما يصل إلى 6 في المائة من القوى العاملة العالمية البالغة 42 ألف شخص، يشكل المرحلة التالية من خطة إعادة تنظيم تمتد على أعوام عدة”.
وقال توفان إرجينبيلجيتش المدير العام في بيان أمس: “نحن نبني رولز رويس لتكون جاهزة للمستقبل، ما يعني الوصول إلى شركة أصغر حجما وأكثر كفاءة”.
وظايف شاغرة في بريطانيا
وكانت المجموعة قد خفضت عدد موظفيها بشكل كبير مع إلغائها تسعة آلاف وظيفة خلال الجائحة، عندما أصيب قطاع الطيران بشلل تام.
وعاودت “رولز رويس” تحقيق الأرباح عام 2021 بعدما منيت بخسائر كبيرة في العام السابق حين تأثرت بصورة كبيرة بجائحة كوفيد – 19، ثم سقطت المجموعة مرة جديدة في المنطقة الحمراء عام 2022.
وفي أغسطس 2023، نشرت الشركة المصنعة للمحركات حصة صافية من أرباحها قدرها 1.2 مليار جنيه استرليني للنصف الأول من العام، مقارنة بخسارة قيمتها 1.6 مليار جنيه استرليني خلال الفترة نفسها من العام السابق، وهو ما تم تفسيره تحديدا بانخفاض كبير في العقود الآجلة مع ارتفاع الدولار، إضافة إلى تضخم الأسعار ومشكلات في سلسلة التوريد.
وكان إرجينبيلجيتش، وهو أحد كبار المسؤولين التنفيذيين السابقين في شركة “بريتيش بتروليوم” قبل توليه رئاسة “رولز رويس” في مطلع 2023، تطرق في بداية العام بالتفاصيل إلى خطة تحول طموحة ترمي تحديدا إلى إعطاء الأولوية للاستثمارات في “المشاريع التي تدر أرباحا أكبر”.
وسلط الضوء على “الحاجة الملحة للتفكير بشكل مختلف”، وأثار مسألة إلغاء وظائف.
وإضافة إلى محركات الطائرات، تعمل المجموعة أيضا للدخول في مجالات جديدة على غرار برنامجها لابتكار مفاعلات لمحطات الطاقة النووية الصغيرة في المملكة المتحدة. والثلاثاء، ارتفعت أسهم “رولز رويس” بنسبة 1.87 في المائة في بورصة لندن.
وقال مايكل هيوسن المحلل في شركة سي إم سي ماركتس: إن “أداء أسهم رولز رويس كان من بين الأفضل هذا العام، إذ ارتفع سعرها إلى أكثر من الضعف في أعقاب خطة التحول التي أطلقها وارن إيست الرئيس التنفيذي السابق ويقودها توفان إرجينبيلجيتش الرئيس التنفيذي الحالي”. وأشار إلى أن الشركة “عدلت في أغسطس توقعات أرباحها الأساسية، إذ رفعتها من نطاق 800 مليون إلى مليار جنيه استرليني، إلى ما بين 1.2 و1.4 مليار جنيه استرليني”.