بريطانيا تنطلق في مهمة لتحصيل ديون الشركات

قدمت إدارة الإيرادات والجمارك في بريطانيا طلبات لإغلاق 2391 شركة خلال العام الحالي حتى السابع من ديسمبر، نتيجة عدم تسديد هذه الشركات لديونها الضريبية. وفقًا لتقرير وكالة “بلومبيرج” للأنباء، يُظهر هذا الرقم ارتفاعًا حادًا إذ يُشكل ثلاثة أضعاف عدد الطلبات التي تم تقديمها في العام الماضي، وفقًا للبيانات التي قامت شركة المحاسبة يو.إتش.واي. هاكر يانج بجمعها.

صرح بيتر كوبيك، الشريك في إحدى شركات المحاسبة، أن “الزيادة الكبيرة في الطلبات التي أصدرتها إدارة الإيرادات والجمارك البريطانية تشير بوضوح إلى أن هيئة الضرائب تتبع بشكل شرس الديون الضريبية غير المسددة”.

وأشارت “بلومبيرج” إلى أن صلاحية إدارة الإيرادات والجمارك البريطانية في تحريك طلبات الإغلاق قد تم تقييدها حتى نهاية مارس 2022، نتيجة لتدابير وضعت لحماية الشركات خلال فترة إغلاقات الأعمال بسبب جائحة كورونا.

تتحرك الإدارة بطلبات الإغلاق لمتابعة الديون الضريبية غير المسددة، ويمكن حل الأمور من خلال تسديد هذه الديون. انكمش اقتصاد المملكة المتحدة في الفترة من يوليو حتى سبتمبر الماضي، مما يزيد من خطر الانزلاق في فخ الركود، وفقًا للبيانات الرسمية.

وتراجعت توقعات “بنك إنجلترا” بشأن خفض معدل الفائدة في فصل الربيع، وذلك بعد أن أفاد مكتب الإحصاء الوطني بانخفاض الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة 0.1٪ بعد المراجعة، مقارنةً بالتقديرات الأولية التي أشارت إلى نمو صفري. وسجل النمو نسبة صفرية أيضًا في الربع الثاني من العام، بعد أن كانت التقديرات تشير إلى نمو بنسبة 0.2٪، مما يرسم صورة قاتمة للاقتصاد.

أظهرت صناعات مختلفة، بما في ذلك إنتاج الأفلام والهندسة والتصميم والاتصالات، أداءًا أبطأ خلال الربع الثالث مقارنةً بتقديرات مكتب الإحصاء الوطني. وفقًا لوكالة “بلومبيرج” للأنباء، انخفض معدل الإنتاج في أكتوبر بنسبة 0.3٪ على أساس شهري، مما يضع الاقتصاد على مسار الانكماش في الربع الأخير، ما لم تتخذ إجراءات لمعالجة الأزمة في نوفمبر وديسمبر.

قالت آشلي ويب، خبيرة الاقتصاد لدى شركة كابيتال إيكونوميكس للأبحاث: “ربما بدأت معدلات الركود في الربع الثالث. وبالنظر إلى المستقبل، تشير أحدث استطلاعات النشاط إلى نمو طفيف للناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير أيضًا”.

آشلي ويب، خبيرة الاقتصاد لدى شركة كابيتال إيكونوميكس للأبحاث، أشارت إلى أن “ربما بدأت معدلات الركود في الربع الثالث، وتشير التوقعات الأخيرة إلى نمو طفيف في الناتج المحلي الإجمالي أيضًا في الربع الأخير”.

وأفاد دارين مورجان، مدير الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاء الوطني، بأن “أحدث بيانات استطلاع الأعمال التجارية الشهري الدوري وعائدات ضريبة القيمة المضافة تكشف عن أداء اقتصادي أقل من توقعاتنا الأولية في الفصلين الأخيرين”. وأضاف أنه على الرغم من ذلك، فإن “الصورة الأكثر شمولاً تظهر تغييرًا طفيفًا في الاقتصاد على مدار العام الماضي”.

تعتبر هذه الانخفاضات خبرًا غير محبب لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خاصةً في ظل استعداده للانتخابات المقررة في العام المقبل. يأتي هذا في الوقت الذي يشير فيه استطلاع الرأي إلى تقدم حزب العمال المعارض بنحو 20٪ على حزب المحافظين الحاكم.