تراجع غير متوقع في حجم المشتريات الحكومية الصينية وأثرها على الاقتصاد

تسجل الصين انكماشًا في حجم المشتريات الحكومية خلال عام 2022، حيث انخفض بنسبة 3.9% على أساس سنوي، وفقًا لإعلان وزارة المالية الصينية أمس. وأكدت الوزارة أن قيمة المشتريات الحكومية الوطنية تقلصت إلى نحو 3.5 تريليون يوان (حوالي 492.96 مليار دولار) خلال العام الماضي

 تراجع غير متوقع في حجم المشتريات الحكومية الصينية وأثرها على الاقتصاد.

ويشكل هذا التراجع 9.4% من الإنفاق المالي على الصعيد الوطني، بالإضافة إلى أنه يُمثل 2.9% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لوكالة “شينخوا” للأنباء. وأفادت الوزارة بأن حجم المشتريات يشمل السلع والمشتريات الهندسية والخدمات، حيث بلغت نحو 902.75 مليار يوان و1.57 تريليون يوان و1.03 تريليون يوان على التوالي.

وتشير الأرقام إلى أن هذه الفئات تمثل 25.8% و44.8% و29.4% من إجمالي المشتريات الحكومية. في سياق متصل، قام البنك المركزي الصيني، البنك الشعب، بعمليات إعادة شراء عكسية بقيمة 381 مليار يوان (حوالي 53.65 مليار دولار)، وبسعر فائدة يبلغ 1.8%.

وأجرى البنك المركزي الصيني، البنك الشعب، عمليات إعادة شراء عكسية لأجل 14 يوماً بقيمة 90 مليار يوان، وبسعر فائدة يبلغ 1.95 في المائة. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود البنك للحفاظ على سيولة معقولة ووافرة في النظام المصرفي، وفقًا لبيان صادر عن البنك المركزي.

تستهدف عمليات إعادة الشراء العكسية دعم السيولة في النظام المصرفي من خلال شراء أوراق مالية من البنوك التجارية، مع التزام البنك بإعادة بيعها في وقت لاحق. في سياق آخر، أظهرت بيانات رسمية من بورصة شنغهاي للشحن البحري ارتفاعًا في مؤشر شحن حاويات التصدير في الصين خلال الأسبوع الماضي حتى 22 ديسمبر.

وبحسب البورصة، ارتفع متوسط مؤشر شحن الحاويات في الصين إلى 879.75، بنسبة زيادة قدرها 1.2 في المائة على أساس أسبوعي. وشهدت الخدمات اليابانية أكبر زيادة أسبوعية بنسبة 4.2 في المائة، بينما سجلت الخدمات في غرب – شرق إفريقيا أكبر انخفاض أسبوعي بنسبة 2.6 في المائة، متعكسةً اتجاهات متباينة في المناطق المشاركة في هذا السوق.

ويتتبع أسعار الشحن الفورية والتعاقدية من موانئ الحاويات الصينية لـ12 طريق شحن عالمي، بناءً على بيانات من 22 شركة شحن دولية، حيث تم تحديد المؤشر في ألف نقطة في يوم الأول من يناير عام 1998.

تأتي هذه المتابعة في ظل تراجع مؤشر أسعار الخدمات اللوجستية على الطرق في الصين خلال الفترة من 18 إلى 22 ديسمبر، حيث انخفض بنسبة طفيفة قدرها 0.02% عن الأسبوع السابق، وفقًا لبيانات صناعية.

بلغ المؤشر 1039.96 نقطة خلال هذه الفترة، وفقًا للاتحاد الصيني للوجستيات والمشتريات ومجموعة قوانجدونج لينآن للوجستيات. وشهد المؤشر الفرعي لأسعار الخدمات اللوجستية للشاحنات كاملة الحمولة، الذي يقيس نقل السلع السائبة والنقل الإقليمي، انخفاضًا بنسبة 0.05% على أساس أسبوعي إلى 1041.51 نقطة.

يرجع الانخفاض الطفيف في مؤشر الأسعار إلى تباطؤ نمو الطلب في القطاع وظروف العرض المستقرة عمومًا، حسبما أشار المسح. ومن المتوقع أن يشهد المؤشر ارتفاعًا طفيفًا في المرحلة التالية، وسط التقلبات في السوق.

وأظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن الهيئة الوطنية للإحصاء يوم أمس، أن حجم إنتاج القطن في الصين خلال العام الحالي وصل إلى 5.618 مليون طن، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 6.1 في المائة مقارنة بالعام 2022. يُرجى ملاحظة أن هذا الانخفاض جزئيًا يعود إلى الظروف الجوية غير المواتية التي شهدتها المناطق الرئيسية لإنتاج القطن.

وأوضحت الهيئة أن المساحة الإجمالية لحقول القطن انخفضت أيضًا بنسبة 7.1 في المائة لتصل إلى 2.7881 مليون هكتار. في السياق نفسه، ارتفع متوسط الإنتاج الوطني لكل هكتار بنسبة 1.1 في المائة.

وفي تعليقه على الأمر، أشار وانج قوي رونج، المسؤول في الهيئة، إلى أن منطقة شينجيانج، التي تُعتبر أكبر منطقة لزراعة القطن في الصين، شهدت ظروفًا جوية غير ملائمة، مثل انخفاض درجات الحرارة وزيادة هطول الأمطار في الربيع وموجات الحر الطويلة في الصيف. هذه الظروف أدت إلى تقليل المحاصيل في الحقول، مما نجم عنه انخفاض طفيف في الإنتاج لكل هكتار.

وتم تسجيل زيادة في حصاد منطقة حوض نهر اليانجتسي لكل هكتار، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ارتفاع درجات الحرارة المستمرة والجفاف الذي شهدته المنطقة في العام الماضي. في هذا السياق، ازداد إنتاج المناطق الممتدة على طول نهر الأصفر أيضًا لكل هكتار، وذلك بفضل التحسينات في الإدارة الزراعية.

على جانب آخر، كشفت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، أكبر مخطط اقتصادي في الصين، عن خطتين تهدفان إلى تعزيز التعاون والتنمية في منطقة خليج قوانجدونج – هونج كونج – ماكاو الكبرى.

وتتوقع الصين أن تلعب تشيانهاي في شنتشن دورًا رائدًا في تطوير منطقة الخليج الكبرى وتوسيع مساحة التنمية في هونج كونج، وفقًا لخطة منطقة تشيانهاي شنتشن – هونج كونج للتعاون في صناعة الخدمات الحديثة.

ووفقًا للوثيقة،

ومن المتوقع بحلول عام 2035 أن تكون المنطقة التي تغطي مساحة 120.56 كيلومتر مربع قد أنشأت نموذجًا للتنمية المدفوعة بالابتكار، مع التآزر الصناعي وربط السوق مع هونج كونج وماكاو. ستصبح المنطقة مركزًا تجاريًا دوليًا جديدًا، ومركزًا دوليًا لخدمات الشحن الراقية، ومحركًا للتنمية عالية الجودة.

في بيان منفصل، أصدرت اللجنة خطة لتعزيز التعاون المتعمق في منطقة قوانجدونج – ماكاو في هونجتشين بتشوهاي. وتتطلع هذه الخطة إلى جعل المنطقة، التي تبلغ مساحتها 106 كيلومتر مربع، محركًا قويًا للنمو في ممر قوانجتشو – تشوهاي – ماكاو للابتكار العلمي والتكنولوجي بحلول عام 2035. من المتوقع أن تساهم هذه المبادرة في تعزيز التنوع المناسب في اقتصاد ماكاو.

وفي نفس السياق، من المتوقع أن تصبح منطقة هنجتشين التعاونية بحلول ذلك الوقت مكانًا صالحًا للعيش يدعم التدفق الحر للعوامل بين هونجتشين وماكاو. وفقًا للخطة، يعمل في هذه المنطقة نحو 80 ألف شخص من سكان ماكاو، ويعيش فيها حوالي 120 ألف شخص.

الاقتصاد الصينيالبنك المركزي الصينيالحكومة الصينيةالمشتريات
Comments (0)
Add Comment