الاستثمارات تغادر ألمانيا بحثًا عن بيئات أكثر جاذبية

حذرت غرفة الصناعة والتجارة الألمانية من تصاعد نقل مرافق الإنتاج إلى خارج البلاد، حيث أكد بيتر أدريان، رئيس الغرفة، في تصريحات لـ”الألمانية” أن “ألمانيا كمقر اقتصادي تفقد الجاذبية، وتعتبر الظروف الإطارية في الولايات المتحدة ودول آسيوية أفضل بشكل أساس”. وقد أشار أدريان إلى أن هذا الانتقال ينطبق على مجالات متنوعة مثل إمدادات الطاقة والضرائب والرسوم، إلى جانب حرية تنظيم المشروعات

الاستثمارات تغادر ألمانيا بحثًا عن بيئات أكثر جاذبية.

طالب أدريان ألمانيا والاتحاد الأوروبي بالتصدي لهذا التحدي، مشيرًا إلى ضرورة التفوق، خاصة فيما يتعلق بالبيروقراطية والعوامل الأخرى المؤثرة، قائلاً: “إذا كانت تكاليف الطاقة والعمل لدينا أعلى، فيجب علينا أن نكون أفضل”.

وأكد أدريان على أن التحديات تعتبر ضخمة في قارة أوروبا، وحث على عدم السماح لألمانيا بالعودة مجددًا لتكون “رجل أوروبا المريض”، وهو مصطلح استُخدم سابقًا لوصف الوضع الاقتصادي الألماني في بداية الألفية.

وأعرب بيتر أدريان، رئيس غرفة الصناعة والتجارة الألمانية، عن اعتقاده بأنه يجب تحديد وضع المسارات التمهيدية للعقود المقبلة حاليًا، مشددًا على أن النجاح في مواجهة التحديات يعتمد بشكل كبير على اقتصاد قوي. وأشار إلى ضرورة تحقيق السرعة والمرونة والتخلص من البيروقراطية الزائدة، مؤكدًا أن التحول الرقمي أمر ضروري إذا أرادت ألمانيا مواكبة التطورات.

وطالب أدريان السياسيين بدعم هذا التحول، حذرًا في حال عدم التزامهم، فإن ألمانيا كمركز اقتصادي ستظل عرضة للخطر على المدى البعيد.

من جهة أخرى، دعت مونيكا شنيتسر، رئيس مجلس “حكماء الاقتصاد” الألماني، إلى إصلاح نظام كبح الديون في البلاد. وأكدت أن كل حكومة ستواجه تحدياً كبيراً في المستقبل بشأن القرار الأخير للمحكمة الدستورية.

يُشار إلى أن مجلس “حكماء الاقتصاد” هو هيئة استشارية تابعة لمجلس الوزراء الألماني، وتضم خبراء اقتصاديين بارعين. وقد أكدت شنيتسر أهمية احترام القوانين، خاصة بعد قرار المحكمة الدستورية ببطلان إعادة تخصيص 60 مليار يورو في ميزانية 2021، والذي كان يهدف لاستخدامها في مكافحة جائحة كورونا وتحديث الاقتصاد في المستقبل.

وفي سياق ذي صلة، أوضحت مونيكا شنيتسر، رئيسة مجلس “حكماء الاقتصاد” الألماني، أن المجلس كان قد اقترح في عام 2020 عدم الالتزام بتقييدات كبح الديون بعد فترة الطوارئ، مشيرة إلى أن الديون الجديدة في ألمانيا محدودة للغاية حتى في الفترات الاعتيادية.

تنص نظام كبح الديون على توفير تسوية لميزانيات الحكومة الاتحادية والحكومات الولايات دون اللجوء إلى تمويل من الديون، ويسمح القانون الأساسي بتعليق هذا النظام في حالات الكوارث الطبيعية أو الأزمات الاستثنائية التي تؤثر بشدة على الوضع المالي للدولة. وقد تم تعليق نظام كبح الديون هذا العام للمرة الرابعة على التوالي.

وقد حذرت شنيتسر من تأثير تقليص الإنفاق بموجب الحل التوافقي الذي تم التوصل إليه بشأن الموازنة، مشيرة إلى أن إلغاء النفقات الحكومية وتراجع مناخ الأعمال قد يؤديان إلى تكبد النمو خسائر تتراوح بين 0.5 و 1 في المائة، مع التنبيه إلى أن المجلس لم يصدر بعد توقعات رسمية بهذا الخصوص.

وفي سياق متصل، كشفت نتائج استطلاع للرأي في ألمانيا، نُشرت يوم أمس، عن أن أكثر من ثلثي المواطنين في البلاد لا يثقون في قدرة الحكومة الائتلافية على إيجاد حلول للتحديات المتعلقة بملف الهجرة.

أظهرت نتائج الاستطلاع، الذي أجراه معهد “يوجوف” لقياس الرأي بالتعاون مع صحيفة “فيلت آم زونتاج” الألمانية، أن نحو 69 في المائة من المشاركين قالوا إنهم لا يثقون “على الإطلاق” أو “إلى حد ما” في قدرة الحكومة على إيجاد حلول لمشكلات الهجرة. في المقابل، أعرب 23 في المائة عن ثقتهم “إلى حد ما” أو “بشكل كامل وتام” في الحكومة في هذا السياق، بينما أعلن حوالي 9 في المائة من المشاركين في الاستطلاع عدم علمهم بشأن القضية.

أُجري الاستطلاع في الفترة من 15 إلى 19 ديسمبر الحالي وشمل أكثر من 2000 شخص. ويُشار إلى أن عدد طالبي اللجوء إلى ألمانيا في الفترة بين يناير ونوفمبر الماضيين بلغ حوالي 305 ألف شخص، بارتفاع نسبته حوالي 60 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وخلال قمة لجوء جرت الشهر الماضي، توصل المستشار الألماني، أولاف شولتز، ورؤساء حكومات الولايات الألمانية إلى اتفاق يهدف إلى توزيع تكاليف استقبال اللاجئين واتخاذ إجراءات لتقليص الهجرة غير النظامية إلى ألمانيا.

كما أعلنت الحكومة الألمانية عن نيتها دراسة إمكانية تنفيذ إجراءات اللجوء في دول آمنة خارج أوروبا.

وفي سياق متصل، قدم هندريك فوست، رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا – أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان – اقتراحًا مؤخرًا لعقد اجتماع قمة آخر في أوائل عام 2024 لمناقشة قضايا الهجرة.

من جهة أخرى، أظهرت نتائج استطلاع للرأي استمرار تسجيل حالات تفجير لماكينات الصرف الآلي على نطاق واسع. في حين أفادت بعض مكاتب مكافحة الجريمة بتراجع طفيف في أعداد هذه الحوادث، أعلنت ولايات أخرى عن ارتفاع في الحالات ذاتها.

وحتى الآن، لا تزال بيانات عام 2023 غير متاحة، ويُذكر أن عدد حالات التفجير لماكينات الصرف الآلي تجاوز 470 هجومًا. ونظرًا لتواريخ إعداد التقارير المتباينة التي يقوم بها المحققون في الولايات، يصعب تحديد ما إذا كانت حالات التفجير قد بلغت نفس مستوى العام الماضي في العام الحالي.

وفقًا لتقارير الشرطة الألمانية، سُجِلَ رقمٌ قياسي جديد في حالات تفجير ماكينات الصرف الآلي في ألمانيا خلال عام 2022، حيث وصلت إلى 496 حالة.

على الجانب الآخر، أعلنت جهات التحقيق في ولاية سكسونيا السفلى عن انخفاض ملحوظ في عدد حالات التفجير هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة. وأشارت إلى تسجيل 36 هجومًا حتى مطلع ديسمبر الحالي، مقارنة بـ 68 جريمة تم توثيقها في نفس الفترة من العام الماضي.

وسجَّل مكتب مكافحة الجريمة في ولاية بافاريا 21 حالة تفجير لماكينات الصرف حتى وقت قصير قبل نهاية العام الحالي، وهو رقم يتناقص مقارنة بالعام الماضي الذي شهد 37 حالة. وأعلنت جهات مكافحة الجريمة في ولاية سكسونيا وولاية شمال الراين-ويستفاليا أيضًا عن تراجع طفيف في هذه الحالات، بينما سُجِلَ ارتفاع طفيف في ولاية شلزفيج-هولشتاين. وأفادت ولاية مكلنبورج-فوربومرن بتسجيل خمس حالات حتى الخامس من الشهر الحالي، بينما لم يُسجل أي جريمة من هذا النوع في 2022 وتم تسجيل خمس حالات في 2021. وأشارت ولاية بادن-فورتمبرج إلى أن عدد حالات التفجير وصل إلى 40 حالة مقارنة بـ 34 حالة في 2022، في حين سُجِلَ رقم قياسي في ولاية هيسن بـ 60 جريمة.

ووفقًا للرابطة العامة لشركات التأمين الألمانية، بلغ حجم الضرر المادي الناجم عن هذه الجرائم أكثر من 110 مليون يورو، حيث يُشير التقرير إلى أن الضرر المادي الذي يلحق بالماكينات والمباني عادةً يكون أكثر خطورة من الضرر الناجم عن سرقة الأموال.

تُقدَّر عدد ماكينات الصرف الآلي في ألمانيا بنحو 55 ألف ماكينة.

ألمانياالاستثماراتالاقتصاد الألمانيالحكومة الألمانية
Comments (0)
Add Comment