رحلة أوروبا في تأمين مخزون الغاز خلال أيام الصقيع

كشفت منصة إلكترونية متخصصة في مخزونات الغاز في أوروبا، يوم الثلاثاء، أن احتياطيات الغاز الحيوية للتدفئة خلال فصل الشتاء لا تزال تحتفظ بقوتها، حيث وصلت إلى نسبة تعبئة تقدر بنسبة 82.4% في دول الاتحاد الأوروبي. وتأتي هذه الإحصائيات في سياق تسجيل موجة صقيع تؤثر على القارة الأوروبية

رحلة أوروبا في تأمين مخزون الغاز خلال أيام الصقيع.

وأفادت المنصة الأوروبية المعنية، والتي تعرف باسم “أغريغيتد غاز ستوريج انفتوري” (Agregated Gas Storage Inventory)، أن المخزونات الوطنية تبلغ حوالي 82.4% من سعتها القصوى، وذلك وفقًا للبيانات المسجلة حتى يوم الأحد.

وسجلت منصة إلكترونية متخصصة في مخزونات الغاز في أوروبا نسبة تعبئة تبلغ حوالي 82.4%، وهو معدل يتطابق تقريبًا مع النسبة التي سُجلت في نفس الفترة من العام الماضي، حيث وصلت إلى 83%.

تتفاوت هذه النسبة في الدول الأوروبية، حيث تصل إلى 99.5% في البرتغال وتتراوح بين 72.1% في كرواتيا. وفيما يتعلق بالدول الرئيسية، بلغت 79.7% في فرنسا، و78.6% في إيطاليا، و81.8% في بلجيكا، و92.2% في النمسا، و89.7% في ألمانيا.

من ناحية أخرى، بلغت نسبة التعبئة خارج الاتحاد الأوروبي 98% في بريطانيا، بينما لا تتجاوز 26% في أوكرانيا.

يُشار إلى أن إمدادات الغاز في أوروبا تواجه تحديات كبيرة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، حيث قلص الاتحاد الأوروبي مشترياته من الغاز الروسي وزاد اعتماده على الغاز المسال من الولايات المتحدة وروسيا عبر شركة “توتال إنيرجيز” وبنيتها التحتية في سيبيريا.

واستعدادًا لتدني درجات الحرارة في فصل الشتاء، أعلن الاتحاد الأوروبي تحقيق هدف التخزين بنسبة 90% منذ أغسطس الماضي. وفي ظل هذا الإنجاز، أوضح لوران نيري، مدير تحليلات السوق في شركة “إنجي”، أن أسواق الغاز والكهرباء في أوروبا لا تزال “مرتاحة” إلى حد ما، ولم تشهد أي تقلبات كبيرة.

وشدد نيري على أن وضعية قطاع الغاز تعتمد على مستوى المخزونات، ولكنه أشار أيضًا إلى تغير في سلوك المستهلكين وتحسين الكفاءة، خاصة في مجال البنية التحتية للمباني، مُضيفًا أنه في حالة حدوث موجة صقيع مماثلة لتلك التي حدثت قبل خمس سنوات، كان من الممكن أن يرتفع الطلب على الغاز بنسبة 10 إلى 15% لأغراض التدفئة.

وفي الوقت نفسه، قامت الصناعات المختلفة، مثل صناعة الأسمدة والصلب والزجاج وغيرها، بتقليل الاعتماد على الغاز نتيجة لتباطؤ الاقتصاد. وأوضح نيري أن الخبراء الجويين يحذرون من موجات برد جديدة نهاية يناير، إلا أنهم غير قلقين بسبب الاحتياطيات الكبيرة من الغاز. وفيما يتعلق بالأسعار، أكد أن سعر الطاقة حاليًا يبلغ حوالي 30 يورو لكل ميغاوات في الساعة، وهو بعيدًا جدًا عن الذروة التي سجلت في 2022 والتي بلغت أكثر من 100 أو حتى 300 يورو لكل ميغاوات في الساعة.

وتسود حالة من الهدوء في قطاع الكهرباء، ويرى لوران نيري، مدير تحليلات السوق في شركة “إنجي”، أن الوضع ليس مثل عواصف الثلوج في القطب الشمالي، حيث قد تكون توربينات الرياح تنتج بمعدل أقل بقليل، ولكنها تظل قوية، مشيرًا إلى الترابط القوي بين دول أوروبا.

وأكد نيري أن في حالة تقليل إمدادات الطاقة بشكل أكبر نتيجة لموجة جديدة من البرد، فإن هناك “هوامش مع محطات توليد الطاقة بالغاز، ولدينا أيضًا مخزون هيدروليكي جيد”.

ومع ذلك، شدد على أن هناك إمكانية لتسجيل ذروة جديدة في أسعار السوق في حالة حدوث درجات حرارة قصوى، كما حدث في فنلندا في بداية الأسبوع.

أسواق الغازأوروبااقتصاد أوروباالغاز الأوروبي
Comments (0)
Add Comment