(إخوان تل أبيب)

(إخوان تل أبيب)

بقلم د يسري الشرقاوي مستشار الإستثمار الدولي ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة 

ليس بالغريب أن نسمع عن مظاهرات الجماعة الإرهابية – حسب تصنيف الدستور لها – أمام سفارتنا في تل أبيب، والمُتابِع لنا منذ ٢٠١١ يعلم جيدا أننا لم نترك الساحة الفكرية والحوار لحظةً، ولم نغفل عن أي موضوع في “مربع الوعي” !

نتصدي لهؤلاء في الحال، بكلماتنا التي جعلها الله سلاحنا في هذه المعركة الفكرية – المُوجّهة – ضد بلادنا، ولله الحمد، ساهمنا مع الوطنيين الذين سعوا إلى التنوير، في كشف وقراءة عشرات المواقف لتصرفات وفكر تلك الجماعة، ومَن خلفهم، ومَن يدعمهم من أجهزة معادية لبلدنا الحبيب !

ونجحنا في حواراتٍ كثيرةٍ لإنقاذ الكثير من عقول شبابنا، التائه في سفينة أفكارهم الشهيرة بـ “دسّ السُّم في العسل”وحرِصنا علي إضاءة المشهد والمسرح، والمباراة لم تنته بعد، إذ لازلنا نتلحّف، وبكل حب، تراب هذا الوطن .

نعلم أن الطريق ليس سهلًا، لكنها معركة وعي، ومعركة وجود، وقضية حروب أيدولوجية، وظّفوها ضدنا بالمال، والأدوات الخبيثة، وبكل أساليب الشر الممكنة، وأيضًا غير الممكنة ! فتلك جماعة لا تعرف الحلال والحرام طوال سعيها خلف أهدافها الخاصة، والتي تؤمن – في سبيل الحصول عليها – بمبدأ ” الغاية تُبرر الوسيلة” .

أخاطبكم، وأخاطب أولي الألباب، فهذا هو سبيلي إليكم، أجيبوني بالله عليكم، كم من المواقف العدائية شهدناها منذ عام ٢٠١١ حتى الآن ؟ .. منذ يناير ٢٠١١ وحتى يومنا هذا، كم مؤامرة شهدتها مصر، كانت ولا تزال تعمل على إسقاطها ؟

بكل أمانة، وبمنتهي الصدق والشفافية، وعبر الرصد الدقيق، قد لا يمر أسبوع واحد بدون هجمة عنيفة مُتغيرة ومتلونة، منها ما هو اقتصادي ومنها ما هو نفسي أو اجتماعي، أو ما يستهدف شخص الرئيس أو الحكومة متمثلة في الوزراء والمسئولين، وكلها تستهدف بث الفتنة، وتفرقة الشمل!

أكثر من ٦٤٣ موقف ومؤامرة وإشاعة خبيثة، وتصعيد وضغط هنا وهناك، من أجل إسقاط مصر من الداخل، وإغراقها في بحور الفتنة، وشتات الشعب، وصناعة الفجوة بينه وبين مؤسسات و رموز دولته، حتى تموت الثقة، ومن ثَمَّ، يغيب الولاء والانتماء!!

في كل مرة تكشف الدولة وجه – الجماعة – الخبيث، عندما يسقطون في كل مخطط يحيكونه لها، لأنهم مهما بلغوا من مكرٍ ودهاء، يظلون ضعفاء، يستخدمون البعض في تنفيذ عملياتهم الإجرامية، ومؤامراتهم الحاقدة على أمن واستقرار المصريين، فنجدهم يتظاهرون بالتضحية أمام مَن هم في الأصل ضحايا لهم، حين يقنعوهم بأنهم ضحّوا بالجنّة وآثروهم على أنفسهم عندما تركوا لهم مهمة التفجير، أو القتل، أو بث الفتنة، أو غيرها من المهام التي يدبّرونها ضد الأمن القومي المصري، لأتذكّر هُنا قول الله تعالى في سورة الجمعة ( كالحمار يحمل أسفارًا).

إن الذي قال عن بلدنا “أم الدنيا” لم يكن بالمُبالِغ أبدًا في وصفها، نعم هي أم الدنيا، بجيشها الصّلب، وقياداتها التي تُقدِّر – بما لا يقبل الشك – كل حبة تراب في أرضها، ولنا في قيادات دول كثيرة عبرةً عندما صعدوا إلى طائراتهم الخاصة ليهبطوا منها في أوطانٍ غير التي كانوا عليها “الحارس الأمين”!

كما أن مصر أم الدنيا أيضًا بشعبها الذي لم يُقهَر أبدًا، ولم ينجح عدو على مر التاريخ في توظيف هذا الشعب ضد بلده، إلا قلة قليلة قد تسقط في براثن “دس السُّم في العسل” وهذا غالبًا ما يكون بسبب ” انخفاض الوعي” الذي نحاول تعزيزه من خلال كتابتنا .

إن مصر الكبيرة لم يؤثر فيها حاقد ولا ناقم، وإنما تؤثر هي وشعبها في كل مُغرِض خبيث، حين فقط تجتمع بهذا الشعب العظيم، في حضرة الولاء والانتماء وصوت سيد درويش ” بلادي بلادي بلادي .. لكِ حُبّي و فؤادي”.

يسري الشرقاوي
Comments (0)
Add Comment