شهدت الأسواق الصينية تراجعاً حاداً، يوم الخميس، حيث هبط مؤشر «سي إس آي 300» القيادي بنسبة 2.1 في المائة، مُسجِّلاً أكبر خسارة يومية له منذ أوائل أبريل (نيسان)، بينما فقد مؤشر «شنغهاي» المركب 1.3 في المائة، وانخفض مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بأكثر من 1 في المائة.
الأسهم الصينية تنزلق لقاع 5 أشهر وسط ضغوط تنظيمية
ويأتي هذا التراجع على خلفية تقارير عن قيود تنظيمية محتملة للحد من المضاربات، إلى جانب انتهاء العرض العسكري الضخم في بكين، وهو حدث سياسي كان يُنظر إليه على أنه داعم للاستقرار المؤقت في السوق.
وذكرت وكالة «بلومبرغ نيوز» أن الجهات التنظيمية المالية في الصين تدرس مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى تهدئة الأسواق، من بينها إلغاء بعض قيود البيع على المكشوف. وأثار التقرير موجة بيع واسعة، بعد أن ارتفع مؤشر السوق الصينية بنسبة 10 في المائة خلال أغسطس (آب) الماضي، مدعوماً بتداولات قياسية عبر التمويل بالهامش، مما زاد المخاوف من تكوين فقاعة سعرية.
وقال تشاو جيان، رئيس معهد «أتلانتس للأبحاث المالية»: «من الناحية الفنية، كانت هناك حاجة إلى جني الأرباح، وقد سرَّع تقرير بلومبرغ من وتيرة خروج المستثمرين». وأضاف: «من منظور الاستقرار المالي، لا ترغب الجهات التنظيمية في صعود حاد ومفاجئ قد يهدد توازن السوق».
كما أسهم انتهاء العرض العسكري الأكبر في بكين، يوم الأربعاء، في زيادة عمليات البيع، إذ كان يُتوقع أن تحافظ السلطات على استقرار السوق حتى موعد الحدث.
وعلق كيني نغ، خبير الأوراق المالية في «تشاينا إيفربرايت سيكيوريتيز»: «تم تسعير قدر كبير من التفاؤل المرتبط بالعرض العسكري، ومع انتهائه بدأت الأسهم المرتبطة بالتراجع، مما أضاف مزيداً من الضغوط الهبوطية».
- موجة بيع في أسهم التكنولوجيا
وقاد قطاع التكنولوجيا الانخفاضات الحادة، حيث هبط سهم «كامبريكون»، عملاق رقائق الذكاء الاصطناعي، بنسبة 15 في المائة في أكبر خسارة يومية له منذ يناير (كانون الثاني). وكانت أسعار أسهم الشركة قد تضاعفت في أغسطس، ما رفع وزنها في مؤشر «ستار 50» إلى 15 في المائة، متجاوزةً السقف المسموح به البالغ 10 في المائة.
وقال دوان شيوها، المدير العام لشركة «شنغهاي تشانجر» للاستشارات الاستثمارية: «المؤشر صُمم ليعكس السوق بشكل متوازن، ولا يمكن السماح لأي سهم بأن يأخذ وزناً مفرطاً. وعندما يُخفض وزن سهم ما، تُجبر الصناديق السلبية التي تتبّع المؤشر على بيع جزء من حصصها».
وتابع: «هذا التعديل المقرر في 12 سبتمبر (أيلول) الحالي أثار مخاوف من تدفقات استثمارية خارجة، ما زاد الضغوط على السهم، وأدى إلى تراجع قطاع التكنولوجيا كله».
وانخفض مؤشر «ستار ماركت»، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة 6 في المائة، بينما هبط مؤشر «هانغ سنغ» للتكنولوجيا في هونغ كونغ بنحو 2 في المائة. كما سجَّلت أسهم الدفاع، التي ارتفعت قبيل العرض العسكري، خسائر واضحة مع انتهاء الحدث.
ويرى محللون أن الانتعاش القوي في أغسطس قد بلغ ذروته مؤقتاً، وأن السوق تحتاج إلى محفزات جديدة أو سياسات داعمة لاستمرار الصعود، بينما يزداد الحذر بين المستثمرين في ظل الحديث عن إجراءات تنظيمية، وتشديد محتمل من قبل السلطات المالية.