هيثم عمران المحلل السياسي في تصريح خاص
زيارة ملك إسبانيا لمصر أعادت التأكيد على مركزية دور القاهرة في التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة
كتبت نجوى رجب
أكد د هيثم عمران المحلل السياسي أن زيارة ملك إسبانيا لمصر في هذا التوقيت تحمل دلالات إستراتيجية واضحة ومتعددة ، منها الرسائل السياسية حيث أن إسبانيا أرادت أن تؤكد حضورها كفاعل أوروبي منفتح على العالم العربي ، خصوصًا بعد تصاعد التوترات في المنطقة إثر الضربة الإسرائيلية للدوحة واستمرار الحرب في غزة.
وأضاف عمران في تصريح خاص – أن الزيارة تحمل رسائل اقتصادية أيضا لافتا إلى أن التوقيت يعكس إدراك مدريد أن القاهرة لا تزال الطرف الأكثر تأثيرًا في ملفات التهدئة الإقليمية ، وأي تحرك أوروبي جاد تجاه غزة أو شرق المتوسط لا يمكن أن يتجاهل مصر.
وأشار أن الزيارة تأتي أيضًا في ظل سعى إسبانيا لقيادة تيار داخل الإتحاد الأوروبي أكثر توازنًا في التعامل مع الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي ، بما يميزها عن مواقف بعض الدول الأوروبية المنحازة لإسرائيل .
وفي سياق متصل أكد عمران أن الزيارة أعادت التأكيد على مركزية الدور المصري في التهدئة ووقف إطلاق النار، وأعطت دعمًا أوروبيًا واضحًا للموقف المصري الداعي إلى حل الدولتين ورفض التصعيد الإسرائيلي.
كما أوضح عمران . إنه خلال اللقاءات الثنائية بين الجانبين جرى بحث توسيع الاستثمارات الإسبانية في مجالات الطاقة المتجددة ، والنقل، والبنية التحتية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
وأشار . أن الزيارة أسهمت في تخفيف حدة العزلة الإقليمية التي تحاول إسرائيل فرضها على الموقف العربي ، وأظهرت أن هناك دولًا أوروبية منفتحة على الشراكة مع مصر في إدارة الأزمات.
أما عن الملفات الرئيسية التي طُرحت خلال الزيارة أكد عمران أن ملف غزة : كان العنوان الأبرز في الملفات المطروحة ، حيث جرى النقاش حول ضرورة وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، ومنع التهجير القسري.
وبين أن الملف الفلسطيني عمومًا كان على رأس الملفات والتأكيد على حل الدولتين كمسار وحيد لإنهاء الصراع.
وأضاف أن ملف الأمن الإقليمي ، والتنسيق بشأن تداعيات الضربة الإسرائيلية لقطر وانعكاسها على استقرار الخليج والمنطقة ككل كان أيضا مطروح للنقاش .
وبين أن الحوار تطرق إلى ملفات في غاية الأهمية بالنسبة للطرفين لتعزيز التعاون الاقتصادي وخاصة في ملف الطاقة، التعليم، والثقافة، كجزء من تعزيز العلاقات طويلة المدى.
وختم عمران حديثة حيث قال ، يمكن القول إن الزيارة حققت قدرًا من التقارب في المواقف: فمصر: متمسكة بوقف إطلاق النار ورفض التهجير والحلول المؤقتة ، أما اسبانيا: تبنّت خطابًا أكثر توازنًا داخل الإتحاد الأوروبي، وأبدت استعدادًا لدعم المبادرات المصرية ، والنتيجة: لم تصل إلى “اتفاقية ملزمة”، لكنها وضعت إطارًا للتنسيق المستقبلي قد يتحول إلى جبهة ضغط أوروبية–عربية مشتركة إذا أحسنت القاهرة ومدريد استثمارها .