حافظ الدولار على مكاسبه الكبيرة، يوم الجمعة، بعد أن قلّلت البيانات الأميركية المتفائلة من توقعات مزيد من التيسير النقدي من قِبَل «الاحتياطي الفيدرالي» هذا العام.
الدولار يحافظ على مكاسبه بعد بيانات تقلص توقعات التيسير النقدي
ويتجه مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل العملات الرئيسية، لتحقيق أكبر ارتفاع أسبوعي له منذ شهرين، مدعوماً بأرقام النمو الاقتصادي القوي، وانخفاض طلبات إعانة البطالة، وزيادة السلع المعمرة ومخزونات الجملة التي تجاوزت التوقعات يوم الخميس، وفق «رويترز».
وتراجع الين إلى أدنى مستوى له في 8 أسابيع عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية، بينما يتركز الاهتمام الآن على صدور بيانات إنفاق المستهلك الأميركي لاحقاً اليوم، لتحديد الحاجة المحتملة إلى مزيد من التحفيز من قِبَل «الاحتياطي الفيدرالي».
وصرَّح جافين فريند، كبير استراتيجيي الأسواق في «بنك أستراليا الوطني»: «تستوعب الأسواق هذه الأرقام، ويمكن ملاحظة انخفاض طفيف في توقعات أسعار الفائدة. الأرقام القوية تجعل السوق تتساءل: أين المشكلة؟».
وانخفض مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.1 في المائة إلى 98.37، مقلصاً مكاسبه السابقة البالغة 0.6 في المائة، وهو في طريقه لتحقيق ارتفاع أسبوعي بنسبة 0.8 في المائة، الأكبر منذ الأسبوع المنتهي في الأول من أغسطس (آب). وارتفع الدولار مقابل الين إلى 149.68 ين بعد أن اقترب من حاجز 150 يناً لأول مرة منذ أغسطس، كما صعد اليورو إلى 1.1680 دولار أميركي.
وتراجعت توقعات خفض أسعار الفائدة من قِبَل «الاحتياطي الفيدرالي»، حيث تُقدّر الأسواق احتمالية خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بحلول ديسمبر (كانون الأول) بنحو 60 في المائة، مقارنة بـ82 في المائة قبل أسبوع، وفق أداة «فيدووتش».
وأفادت وزارة التجارة الأميركية بأن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة 3.8 في المائة في الرُّبع الثاني، بعد تعديل بالزيادة، وهو أعلى من النسبة الأولية البالغة 3.3 في المائة، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين.
ومن المتوقع أن يُظهر مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، المقياس المُفضَّل للتضخم لدى «الاحتياطي الفيدرالي»، ارتفاعاً بنسبة 0.3 في المائة شهرياً، و2.7 في المائة سنوياً في أغسطس، وفق استطلاع أجرته «رويترز».
وقالت بانسي مادهافاني، كبيرة الاقتصاديين في بنك «إيه إن زد»: «مع استمرار الضغوط التضخمية، من المتوقع أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي تخفيف سياساته النقدية تدريجياً بزيادات قدرها 25 نقطة أساس».
وفي طوكيو، أظهرت البيانات أن التضخم الأساسي في سبتمبر (أيلول) لا يزال أعلى بكثير من هدف «بنك اليابان» البالغ 2 في المائة، ما يعزِّز توقعات رفع أسعار الفائدة على المدى القريب.
وفي إطار الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، أعلن ترمب فرض ضرائب تصل إلى 100 في المائة على الأدوية ذات العلامات التجارية، و25 في المائة على الشاحنات الثقيلة، و50 في المائة على خزائن المطبخ، بعد تهدئة المخاوف الناجمة عن اتفاقات التجارة الثنائية.