أكد مسؤول كبير في شركة «ترانسنفت»، المشغّل الرئيسي لشبكة خطوط الأنابيب في روسيا، أن شركات النفط الروسية لم تُخفّض إمداداتها إلى شبكة الأنابيب التابعة للشركة، مشيراً إلى أن عمليات التسليم خلال عام 2025 تُقارب مستويات العام الماضي، رغم التحديات الاقتصادية والضغوط المرتبطة بالعقوبات الغربية وتراجع عائدات التصدير.
«ترانسنفت»: الشركات الروسية لم تُخفّض إمدادات النفط
وقال مكسيم غريشانين، النائب الأول لرئيس الشركة، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية، إن العجز النقدي لدى “ترانسنفت” آخذ في الارتفاع نتيجة زيادة العبء الضريبي الذي فرضته الحكومة الروسية على شركات الطاقة، مضيفاً أن ذلك أجبر الشركة على تأجيل بعض المشاريع الاستثمارية وتوجيه الموارد المالية المتاحة نحو دعم الأصول التشغيلية الأساسية.
وأوضح غريشانين أن الشركة تُركّز حالياً على ضمان استقرار عمليات النقل والإمداد في ظل الطلب المحلي والعالمي المستمر على النفط الروسي، مؤكداً أن “ترانسنفت” تواصل تنفيذ التزاماتها التصديرية عبر الموانئ وخطوط الأنابيب الدولية، بما في ذلك خط أنابيب “دروجبا” إلى أوروبا وخطوط التصدير إلى الصين ودول آسيا الوسطى.
وتُعد شركة «ترانسنفت» العمود الفقري لصناعة النفط الروسية، إذ تنقل أكثر من 80 في المائة من إجمالي النفط المُنتَج في البلاد عبر شبكتها الواسعة التي تمتد لآلاف الكيلومترات داخل روسيا وخارجها.
ويرى محللون أن تصريحات غريشانين تأتي في إطار محاولة طمأنة الأسواق بشأن استقرار تدفقات النفط الروسي، في وقت تواجه فيه موسكو قيوداً متزايدة على صادراتها بسبب العقوبات الغربية، إضافة إلى ضغوط مالية داخلية نتيجة تراجع الإيرادات الحكومية وارتفاع النفقات العسكرية.
ويشير خبراء الطاقة إلى أن استمرار مستويات الإمداد الحالية يعكس قدرة روسيا على إعادة توجيه صادراتها النفطية نحو الأسواق الآسيوية، خصوصاً الصين والهند، اللتين أصبحتا من أكبر مستوردي الخام الروسي في السنوات الأخيرة، رغم استمرار محاولات الغرب تقليص عوائد موسكو من مبيعات الطاقة.
كما يتوقّع مراقبون أن تواجه «ترانسنفت» خلال الفترة المقبلة تحديات تمويلية إضافية في ظل ارتفاع تكاليف الصيانة والتوسع، إلى جانب محدودية الوصول إلى التقنيات الغربية، ما قد يدفع الشركة إلى زيادة الاعتماد على الشركاء الآسيويين والتكنولوجيا المحلية للحفاظ على كفاءة الشبكة.