قال وزير التجارة الهندي بيوش غويال، يوم الجمعة، إن الهند لن تقبل بفرض قيود على خياراتها التجارية، أو التسرع في توقيع اتفاقيات، حتى في الوقت الذي صرح فيه مسؤول حكومي كبير بأن اتفاقاً تجارياً ثنائياً مع واشنطن «قريب جداً».
الهند تقترب من اتفاق التجارة مع أميركا رغم التروي المدروس
وقال غويال خلال كلمة ألقاها في «منتدى برلين العالمي»: «لن توقع الهند أي اتفاقية تجارية على عجل»، في إشارة إلى مخاوف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن استمرار مشتريات الهند من النفط الروسي.
وإلى جانب مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الجارية مع الاتحاد الأوروبي، تُجري الهند محادثات تجارية مع الولايات المتحدة، التي فرضت رسوماً جمركية بنسبة 50 في المائة على الصادرات الهندية. وصرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا الأسبوع بأنه تحدث مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بشكل رئيسي حول التجارة، وأن مودي أكد له أن الهند ستحد من مشترياتها النفطية من روسيا.
وأكد غويال أن نيودلهي ستتخذ نهجاً مدروساً. لكن مسؤولاً مطلعاً على محادثات التجارة الجارية مع الولايات المتحدة قال للصحافيين في نيودلهي بالتزامن إن البلدين يعملان على صياغة اتفاقهما، مؤكداً: «نحن قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق»، ومضيفاً أن البلدين «يتفقان في معظم القضايا».
وتقاوم نيودلهي المطالب الأميركية بالسماح بوصول الحبوب ومنتجات الألبان الأميركية إلى أسواقها، مُشيرةً إلى ضرورة حماية سبل عيش صغار المزارعين. لكن مصادر تجارية وصناعية أفادت بأن الهند قد تدرس السماح باستيراد بعض الذرة وعلف الصويا. وبعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على كبار منتجي النفط الروسي، يوم الأربعاء، أعلنت مصافي التكرير الهندية، وهي من أكبر المشترين للنفط الروسي الرخيص، أنها ستخفض وارداتها بشكل حاد، مما قد يُزيل عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والهند.
وانخفضت صادرات السلع إلى الولايات المتحدة إلى 5.43 مليار دولار من 6.87 مليار دولار في أغسطس (آب)، حيث أثرت الرسوم الجمركية على شحنات سلع مثل المنسوجات والروبيان والأحجار الكريمة والمجوهرات، وفقاً لبيانات صادرة عن وزارة التجارة.
ويضغط الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة على نيودلهي لتقليص وارداتها من النفط الخام الروسي المخفض السعر، الذي تزعم الدول الغربية أنه يُساعد في تمويل المجهود الحربي لموسكو في أوكرانيا.
ولطالما دافعت الهند عن مشترياتها من الطاقة باعتبارها ضرورية لضمان إمدادات بأسعار معقولة وأمن الطاقة، لكن مصافي التكرير الهند مستعدة الآن لخفض وارداتها من النفط الروسي بشكل حاد امتثالاً للعقوبات الأميركية الجديدة على منتجين روسيين رئيسيين.