كشفت وزيرة السياحة الفنزويلية، ليتيسيا غوميز، عن «فرص استثنائية» لتعزيز التعاون السياحي مع السعودية، في إطار رؤية اقتصادية مشتركة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط، مشدّدة على أن المملكة تعد شريكاً استراتيجياً لبلادها، خصوصاً مع التوافق الكبير في أولويات الاستثمار والتطوير السياحي.
فنزويلا: «فرص استثنائية» لتعاون سياحي مع السعودية ضمن رؤية اقتصادية مشتركة
وأكدت الوزيرة أن قطاع السياحة في فنزويلا يشهد نمواً ملحوظاً بنسبة 71 في المائة سنوياً، مع توقعات بوصول عدد الزوار إلى نحو ثلاثة ملايين بنهاية العام، عادّةً السياحة المحرك الرئيسي لاقتصاد بلادها الجديد. وأضافت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش مشاركتها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة للسياحة في الرياض، أن فنزويلا منفتحة على التعاون مع السعودية ضمن «رؤية 2030»، خصوصاً في مجالات الابتكار وتسخير الذكاء الاصطناعي لدعم الاستدامة السياحية، وتحسين تجربة المسافر.
الذكاء الاصطناعي محور رئيسي في اجتماعات الرياض
وأوضحت أن موضوع «تأثير الذكاء الاصطناعي والابتكار على مستقبل السياحة» يُمثل أولوية لبلادها، مؤكدة التزام فنزويلا بتطوير خدماتها بما يتماشى مع خطة منظمة السياحة العالمية 2030. وبيّنت أن توظيف التكنولوجيا يهدف إلى رفع الكفاءة وتعزيز رضا المسافرين، مع الحفاظ على جوهر التجربة السياحية القائمة على التواصل الإنساني والثقافي.
السعي إلى ربط جوي مباشر
وأشارت إلى فرص كبيرة للاستثمار المباشر في مشاريع البنية التحتية السياحية وتطوير منتجات جديدة في وجهات بارزة مثل لوس روكيس وكانايما وميريدا. كما أكدت العمل على ترويج مشترك للبلدين بصفتهما وجهتين واعدتين، والسعي إلى فتح خطوط جوية مباشرة تُسهم في جذب السياح السعوديين المعروفين ببحثهم عن السلامة وجودة التجربة.
وأضافت أن التعاون يشمل تبادل الخبرات وتطوير الكفاءات في مجالات إدارة الفنادق وجودة الخدمة والتقنيات الحديثة. وأوضحت أن المؤشرات تؤكد نمواً متواصلاً في القطاع، مع توقع قفزة في عدد الزوار من 62 ألفاً عام 2019 إلى أكثر من ثلاثة ملايين في 2025، وهو ما يعكس الثقة الدولية بالاستقرار الذي تشهده البلاد. ولفتت إلى أن السياحة باتت عاملاً مؤثراً في مختلف القطاعات، لكونها تخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتدعم المجتمعات المحلية، وتعزز الهوية الوطنية.
تعزيز الثقة الدولية
وحول التحديات، أشارت الوزيرة إلى أهمية تجاوز الفجوة بين الصورة النمطية والواقع، مؤكدة أن المشاركة في المعارض الدولية وتنظيم الرحلات التعريفية أسهم في تقديم فنزويلا بصفتها وجهة آمنة ومضيافة تتجاوز السرديات السلبية السابقة.
وأضافت أن التحدي الأكبر يكمن في دمج الذكاء الاصطناعي دون المساس بالبعد الإنساني للتجربة السياحية، وهو ما تعمل فنزويلا على تحقيقه عبر حلول تقنية تضع رضا المسافر في المقدمة.
وختمت غوميز بالتأكيد على سعي فنزويلا إلى ترسيخ مكانتها بصفتها بوابة سياحية في المنطقة عبر تطوير باقات متعددة الوجهات، تتيح للزائر الجمع بين تنوع الطبيعة الفنزويلية، ووجهات أخرى في منطقة الكاريبي وأميركا اللاتينية.