قرأتي حول “الوضع في السودان “
قرأتي حول “الوضع في السودان “..
بقلم :
د يسري الشرقاوي
رئيس مجلس ادارة إتش أوه سي نيوز الاقتصادية
◾️ربما ما حدث اليوم في السودان يُعد مفاجأة مدويّة لغير المتابعين او المهتمين او القريبين من الشأن السياسي السوداني ،، لكن في حقيقة الأمر أن هذا أمر متوقع .. سياسياً وجغرافيا لاسباب عديدة أهمها ، ان “حميدات “والميليشيات او ما أُطلق عليها ” قوات التدخل السريع ” هي ذراع عسكري أسسه الارهابي الاخواني عمر البشير لدعمه امام اي حركات تهدد فترة حكمه للسودان ،، وحرصاً منه علي السيطرة علي هذا الذراع كانت تبعية هذا الذراع لقيادة الاستخبارات السودانية مباشرة طوال فترة حكم البشير وحرصاً منه ايضا علي السيطرة علي السموم والثعابين علي نفسه اولاً، وعلي حكمه ،،وبعد الاحداث السياسية الأخيرة و ما حدث من فوضي وظهور ما تحت الرماد، انتقلت تبعية هذه القوات الي شخص احد تُجّار الجمال السودانية وقائد الجناح العسكري المدعو -حميدات ليقود القوات حتي انشق صباح اليوم في انقلاب دموي متوقع ضد القوات المسلحة والجيش الوطني السوداني ،، كما اننا لانغفل ايضا السبب الاخر هو خبرة الانقلابات التي اصبحت سمة الدولة السودانية في نصف قرن.
◾️◾️لا يوجد خوف أمني علي الأطلاق علي القطر المصري لان القوات المسلحة المصرية في تصوري لديها دراسات جيدة جداً وتقديراً للموقف باجراءات استباقية وهنا اود ان الفت نظر المتابعين في مصر اننا بدأنا مرحلة جديدة مع حروب السوشيال ميديا التي اعتدناها وباستمرار ..في كل ازمة موجهة وليس لها هدف رئيسي سواء محاولات شحن الشعب سلبياً ضد قيادته و قواته المسلحة و محاولة ايجاد حالة ضغط لدفع مصر الي الانجرار الي حرب سواء في الحدود الليبية او الاسرائيلية او الاثيوبية او..او واخيراً السودانية … لكن .. ثقتنا كبيرة للغاية في ان القائمين علي الامر في مصر لديهم من القدرة والحكمة والقوة علي فك كل هذه الشفرات وحماية حدود مصر وحماية ابناء مصر علي ارضها وخارجها والحديث عن اي مكروه تتعرض له القوات المسلحة المصريه علي ارض السودان هذا حديث الوهم ، وهذه تسريبات ستتناولها الجزيرة واخواتها والقنوات الداعمة للميليشيات المنشقة المنقلبه لخدمة انقلابهم في محاولات مستميته لاحداث اي نوع من الاهتزاز لدي الشارع المصري الذي يغار علي وطنه وشعبه وجيشه وابناءه
◾️◾️ملف اسرائيل والتطبيع والتواجد علي الاراضي السودانية بشكل سياسي غير ايجابي بالقطع وليس بشكل سلمي كما يتصور البعض ، ايضا ملف سد النهضة الاثيوبي ،، وكذا ملف انتهاء مشاكل الحويثين باليمن مع الاطراف الخليجية والعربية ، كلها ملفات مرتبطة و وثيقة الارتباط بدفع اوراق التنظيم القديمة لاحداث محاولات جديدة من الفوضي والعبث والدمار الاقتصادي في وقت الملف الاقتصادي العالمي يعاني من اعنف الازمات والمنطقة ومصر ليست بمعزل عن هذا الملف فاختيار التوقيت لهذه الفقاقيع امر مدروس بعناية ، لذا ما زال الرهان علي مربع الوعي واليات ضبط النفس والتريث كلها ادوات ستساعد الشعب المصري في الوقوف خلف قيادته في مواجهة كافة التحديات والمخاطر.
◾️◾️الفيديوهات المذاعة للقوات المصرية اليوم والتي كانت تشارك قي تدريبات مشتركة في السودان ، لها شق ايجابي ، وهذا يؤكد ان مصر رسميا وفي العلن ولا تُخفي كانت تعيد بناء ما افسده الدهر في السودان ، في كل المؤسسات بما فيها القوات المسلحة السودانية لحماية ارض وشعب ومقدرات السودان الشقيق وحرصا علي وحدة صفوفه ، والتجربة اكدت ان الهدف في السنوات العشر الاخيرة هو هدم الجيوش العربية – العراقي – السوري – اليمني – والسوداني … والجيش المصري الوحيد المصنف عالمياً هو الصامد الراسخ الثابت صاحب العقيدة وهذه حربهم الاولي والاخيرة ،، وهنا استطيع ان اجزم انه لاخوف علي الاطلاق علي الجنود والضباط في السودان ومصر قادرة علي خروجهم بسلام اذا اقتضي الامر او استمرار ودعم وتحديد وقت التدخل بالشكل الذي تتطلبه المصلحة العامه او تفرضه الظروف والمستجدات.
◾️◾️بكل المقاييس والمعايير والاساليب ان ما حدث سيأخذ السودان الي مزيداً من المشاكل وزيادة بؤر الفوضي والدخول في قنوات ظلام اقتصادي وسياسي واجتماعي و نسب ومعدلات فقر وبطاله وتفكيك وتوسع في دخول الاجندات الدولية للعبث بالاراضي السودانية الامر الذي سيشكل عبئا جديداً علي عاتق دول الجوار وعلي مصر الغالية البيت الكبير ، ورغم كل التحديات فان مصر قادرة وقدرها التحمل واتصور ان المملكة العربية السعودية التي لم تتاخر اطلاقا عن دعم كل الاشقاء والتي تضررت اليوم بالاعتداء علي احد طائراتها المدتيه ،، والتي سوف تضع يدها مع مصر ومعهم الامارات لموقف عربي قوي مجتمعا فيه عناصر القوة والردع والصد امام هذا التخلف والسرطان الارهابي لبقايا ميلشيات البشير وكلنا ثقة علي ان الشعبين الشقيقين قادران علي التصدي لكل ما يهدد حوض النيل ويعبث بمقدراته،، وهذا قدر اوطاننا.