تتساءل الأسواق عما إذا كان بنك إنجلترا (البنك المركزي الإنجليزي) ربما يتوقف عن رفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل بعد 14 ارتفاعا متتاليا.
لكن لا يزال من المتوقع أن يرفع البنك الأسعار قليلا قبل أن ينهي دورة ما يطلق عليه خبراء الاقتصاد التشديد النقدي، إلا أن البعض يفكر أنه ربما يوقف عمليات رفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل ثم يبدأ مجددا في الاجتماع التالي.
وستعلن لجنة السياسة النقدية في البنك قرارها يوم الخميس المقبل، ويتوقع كثيرون زيادة جديدة ليرتفع معدل الفائدة إلى 5.5 في المائة. ونقلت وكالة الأنباء البريطانية “بي. أيه. ميديا” عن جيمس سميث وجيمس نايتلي من بنك آي إن جي الهولندي القول “تدرس الأسواق مجددا فكرة توقف بنك إنجلترا عن رفع الفائدة الأسبوع المقبل”.
وأضافا “نحن بالتأكيد لا نستبعد ذلك، وتشير التعليقات الأخيرة إلى أن بنك إنجلترا يمهد الطريق لإنهاء دورة التشديد هذه. وربما يميل البنك المركزي إلى التوقف على غرار مجلس الاحتياطي الاتحادي هذا الشهر، مع تلميحات قوية بأنه قد يرفع أسعار الفائدة مجددا في نوفمبر”.
يذكر أنه قد مر 21 شهرا منذ أن بدأ البنك في جولة رفع أسعار الفائدة، ليرفع أسعار الفائدة من 0.1 في المائة في ديسمبر 2021 إلى 5.25 في المائة حاليا. ارتفاع أسعار الفائدة ألقى بظلاله على سوق الإسكان البريطانية.
كانت مجموعة بيركلي القابضة للتطوير العقاري قد كشفت عن تجميد استثماراتها في تنفيذ مشاريع جديدة في بريطانيا، في ظل تأثر السوق في البلاد بارتفاع الفائدة.
وقالت المجموعة العقارية في بيان أخيرا إنها قررت عدم شراء أي قطع أراض جديدة خلال الفترة من مايو حتى أغسطس، لأسباب تتعلق بمنظومة التخطيط لديها، فضلا عن زيادة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.
أسعار الفائدة
وذكرت المجموعة أنها سجلت تراجعا 35 في المائة في قيمة حجوزات الوحدات السكنية الجديدة خلال الفترة من مايو حتى أغسطس، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وعلى صعيد متصل، قالت شركة الإقراض العقاري هاليفاكس قبل أيام إن متوسط أسعار المنازل في المملكة المتحدة تراجع 4.6 في المائة خلال أغسطس، فيما يعد أكبر تراجع للأسعار على أساس سنوي منذ 2009. ونقلت وكالة الأنباء البريطانية “بي. أيه. ميديا” عن الشركة القول إن التراجع جاء بعد تسجيل أسعار مرتفعة قياسية في الصيف الماضي.
وبلغ متوسط سعر المنزل في المملكة المتحدة خلال أغسطس نحو 279.57 ألف جنيه استرليني (348.74 ألف دولار)، ما يمثل تراجعا بواقع 14 ألف جنيه استرليني، مقارنة بالعام الماضي.
وتراجعت قيمة العقارات 1.9 في المائة على أساس شهري في أغسطس، ما يمثل أكبر نسبة تراجع شهرية منذ نوفمبر 2022. يأتي ذلك في وقت تجاوزت فيه تكلفة إيجار غرفة في العاصمة البريطانية لندن ألف جنيه استرليني (1246 دولارا) شهريا للمرة الأولى على الإطلاق.
وكشفت بيانات الموقع الإلكتروني “سبير روم” للباحثين عن رفقاء السكن أن متوسط سعر إيجار غرفة واحدة في العاصمة البريطانية ارتفع في أغسطس 15 في المائة ليصل إلى 1013 جنيها استرلينيا، في زيادة بواقع مثلين عن معدل التضخم في البلاد وارتفاع نسبته 28 في المائة عن المتوسط الوطني لأسعار الإيجارات الذي يبلغ 794 جنيها استرلينيا.
