النقل والرعاية الصحية يتصارعان في ساحة بريطانيا
تتوقع مستمرة التأخيرات في حركة النقل في بريطانيا بعد عودة خدمات القطارات، وذلك نتيجة هطول أمطار غزيرة وهبوب رياح قوية جراء تأثير عاصفة “هينك” على أجزاء واسعة من البلاد. أفادت وكالة “بي أيه ميديا” البريطانية بأن أكثر من 300 تحذير من فيضانات تم إصدارها في جميع أنحاء إنجلترا وويلز صباح الأربعاء، مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن نحو عشرة آلاف منزل
النقل والرعاية الصحية يتصارعان في ساحة بريطانيا.
شهدت شبكة السكك الحديدية في المملكة المتحدة فيضانات وانقطاعاً في التيار الكهربائي بعد ظهر الثلاثاء، مما أدى إلى مشاكل استمرت في الرحلات الصباحية وأبلغ عدة مشغلين عن تأثيرات سلبية على الخدمات.
وأعلنت شركة “جريتر أنجليا”، المشغلة للقطارات، عن استمرار “فوضى شديدة” في خدماتها، مع إصدار تحذيرات “لا تسافر” لعدة طرق. في الوقت نفسه، أوضحت شركة “ساوث ويسترن ريل وايز” للسكك الحديدية أنه من المتوقع أن تستمر الاضطرابات المرتبطة بالعاصفة على مدار اليوم.
تم إطلاق تحذير بشأن خطر حدوث فيضانات كبيرة، خاصة في نهر نين في نورثهامتون، حيث يشير التحذير إلى وجود خطر على حياة الأفراد نتيجة لتدفق مياه عميقة وسريعة في متنزه “بيلينج أكوادروم” لقضاء العطلات، وفي المجمعات التجارية القريبة، وفقًا لما أفادت به وسائل إعلام “الفرنسية”.
من ناحية أخرى، انطلق أطباء المستشفيات في إنجلترا في أطول إضراب متواصل لهم منذ سبعة عقود، احتجاجًا على الأجور وفقًا لما ذكرته الهيئة الوطنية للخدمات الصحية البريطانية. يستمر الإضراب الذي بدأه الأطباء المبتدئون، الذين يشملون الفئة التي تقل عن المستوى الاستشاري، لمدة ستة أيام، في تصعيد للخلاف الطويل بينهم وبين الحكومة البريطانية بشأن مسألة الأجور.
وتأتي هذه الخطوة في فترة تُعَدُّ من بين أكثر فترات العام ازدحامًا للهيئة الصحية الممولة من الدولة، حيث تواجه ضغوطًا متزايدة نتيجة انتشار الأمراض التنفسية خلال فصل الشتاء. يأتي ذلك بشكل فوري بعد إضراب استمر لثلاثة أيام نفذه الأطباء.
أكدت الهيئة أن الإضراب الأخير، الذي قد يشارك فيه ما يصل إلى نصف العاملين في قطاع الصحة، سيؤثر بشكل كبير تقريبًا في جميع جوانب الرعاية الصحية الروتينية. وفي هذا السياق، صرح ستيفن بويس، مدير الهيئة للصحة الوطنية، بأن يناير الحالي قد يشهد بداية لعام صعب يواجهه لأول مرة الهيئة الوطنية للخدمات الصحية على الإطلاق.
من المقرر أن ينتهي الإضراب يوم الثلاثاء في السابعة صباحًا بتوقيت جرينتش. أعلنت “الرابطة الطبية البريطانية” عن الإضراب في ديسمبر بعد فشل المحادثات مع الحكومة. وأكدت النقابة أنه تم عرض زيادة في أجور الأطباء المبتدئين نسبتها 3%، بالإضافة إلى الزيادة البالغة 8.8% التي حصلوا عليها في وقت سابق هذا العام.
ورغم العرض الحكومي الذي قدمته لهم، قرر الأطباء المبتدئون رفضه نظرًا لأن المبلغ المقترح سيتم توزيعه بشكل غير عادل بين الأطباء ذوي المستويات المختلفة، وسيمثل “خفضًا للأجور بالنسبة إلى عديد من الأطباء”. وتشير الحكومة إلى أن “الطبيب المبتدئ” يتقاضى حوالي 32 ألف جنيه استرليني (37 ألف يورو) خلال العام الأول من ممارسته المهنة.
نفذ الأطباء المبتدئون إضرابات سبع مرات على الأقل منذ مارس، في تحرك نال انتقادًا من رئيس الوزراء ريشي سوناك وكبار مسؤولي المستشفيات. وقال روبرت لورنسون وفيفيك تريفيدي من لجنة الأطباء المبتدئين في النقابة: “قضينا فترة الأعياد على أمل الحصول على عرض نهائي وعدتنا به وزيرة الصحة العام الماضي. مع الأسف لم يحدث ذلك”.
من جهتها، أفادت الحكومة البريطانية عبر ناطق باسمها بأنهم “على استعداد لإجراء مزيد من المحادثات، لكن يجب قبل كل شيء إنهاء هذا الإضراب”.
وتُعد السياسات الصحية من بين المسائل التي تُدار بشكل لا مركزي في المملكة المتحدة، حيث تترك لندن القرارات المتعلقة بها للسلطات المعنية في اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، بينما تشرف حكومة المملكة المتحدة على القرارات في إنجلترا.
من المقرر أن ينفذ الأطباء المبتدئون إضرابًا في ويلز يستمر لمدة 72 ساعة ابتداءً من 15 يناير. في أيرلندا الشمالية، صوت الأطباء المبتدئين لصالح الإضراب، في حين أبرم نظراؤهم في اسكتلندا اتفاقًا مع الحكومة في إدنبرة.
تشهد هيئة الخدمات الصحية البريطانية عادةً ازديادًا في عدد الأشخاص الذين يُدخلون المستشفى بعد رأس العام بسبب تأجيل بعضهم للعلاج من أجل قضاء فترة الأعياد مع أحبائهم. وتواجه الهيئة تحديات إضافية في فترات الانتظار للحصول على مواعيد وإجراء عمليات جراحية، حيث يُلقَى اللوم على جائحة كوفيد-19 من جهة وعلى نقص التمويل على مدى السنوات العديدة الماضية من جهة أخرى.
وقال الرئيس التنفيذي لمقدمي خدمات الهيئة، الذي يمثل مجموعات المستشفيات في إنجلترا، جوليان هارتلي، إن تأثير الإضرابات على المرضى سيكون “كبيرا”. وأوضح لشبكة “بي بي سي” أنه سيتعين إلغاء أغلب العمليات الجراحية والمواعيد المقررة.
من المتوقع أن يعمل المستشارون بدلاً من الأطباء المبتدئين، ولن يتأثر عمل خدمات الطوارئ والرعاية الطارئة، مثل أقسام الولادة والعناية المركزة. ورغم ذلك، تتسارع المخاوف من تأثيرات محتملة لفايروس كوفيد-19 والإنفلونزا وغيرها من الأمراض الموسمية على عدد الموظفين.
وأعرب هارتلي عن “قلق بالغ” حيال التأثيرات المحتملة في الأيام المقبلة.