لماذا حضرت مصر ؟
لماذا حضرت مصر ؟
بقلم د يسري الشرقاوي مستشار الإستثمار الدولي ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة

قد يتسائل البعض مستغرباً لماذا حضرت وشاركت مصر في هذه القمة العربية الطارئة التي دعت اليها قطر على إثر وخلفية الاعتداءات الاسرائيلية علي الدوحة قبل أقل من أسبوع ؟ والاجابة بمنتهى البساطة تتلخص في عدد من النقاط الأساسية !!
١- على الرغم من كافة الممارسات التي مارسها النظام القطري سياسيا واعلاميا وما اتخذه من اتجاهات عدائية منذ عام ٢٠١٠ ضد مصر وضد قضايا المنطقة والقضايا العربية بشكل عام إلاّ ان مصر الكبيرة تؤكد ان معاملة الكُبار ودور الكبير وقيادة المنطقة ليست امراً سهلاً وان من صَنّفهُ ووصفه التاريخ بالمرجعية والرُكن المهيب ورمانة الميزان عليه ألا يتخلى عن دوره مهما اساء وتطاول الصغير !!
٢- قد تغيب البوصلة وتسقط اللعبة السياسية احيانا ويلتزم الجميع الصمت امام تصرفات صغيرة ، الاّ ان الثوابت والاعراف والفضائل والمبادئ والاخلاق لا تتجزأ عند اصحاب الأصل والعراقة والتاريخ والجذور، فالدعوة التي تخرج من ضعيف معتدي عليه تشبه الاستغاثة من ضعيف اصابه مكروه ، وبشيم اهل الفضل والقبائل والعشائر، وبلغة ابناء الشرق لا يمكن ان تترك الصغير الضعيف يستغيث دون ان تغيثه فيكفيه ما هو فيه من مصاب جلل وخيبة أمل!!
٣- قد يظن البعض ان مصر نسيت او تناست المعتذرون عن المشاركة في قمم سابقة في اوضاع اكثر حلكة من الآن ، او تناست او نست منْ هم الزعماء دائمي الانسحاب من القمم ، لكننا نؤكد ان التاريخ لا ينسى فهو يسجل على كل هؤلاء جميع مواقفهم ، وسيظل التاريخ واقفاً امام مصر واسمها وموقفها مسجلاً صفحات ناصعة وحروف من نور وشهادات حق كُتبت باسم مصر وابنائها وابطالها شهداء واحياء ولم ولن تتخلى مصر ابداً عن موقفها الأممي والاقليمي والدولي والوطني ، فالايفاء بالعهد والالتزام لا يأتي إلاّ من رجال.
٤- حضرت مصر وسماء الدوحة مؤمنة بنسور القوات الجوية المصرية لتؤكد ان “مسافة السكة” لم تكن شعاراً ، وان العمل واخلاص النوايا وان الدعوة للسلام المؤسس على القوة والحفاظ على حقوق مصر ومكتسباتها هو المبدأ الذي لا حياد ولا مناص فيه او فرار منه ، وان الشرف العظيم لجيش مصر وقواتها الجوية الراعي الرسمي للأمن والأمان لقمة طارئة بها عدد كبير من شخصيات رفيعة المستوى وبعض زعماء العالم العربى والإسلامي.
٥- حضرت مصر ، ليسمع العالم كله الرسالة القوية التي يريد ان يرسلها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى شعب اسرائيل ، ويؤكد لهم بأنها رسالة ربما تكون الاخيرة فلا تلومن إلاّ أنفسكم ، وان ما يُمارس من اراضيكم وقاداتكم يقوض استمرار السلام في المنطقة ، وبهدم العهود وبهدد الاستقرار ، محذراً من العواقب الوخيمة ، مشيراً الى ان ما يحدث قد يؤدي إلى انهيار السلام والاستقرار ويعصف باتفاقيات السلام ويتسبب في خسارة ما بُذلَ من الاسلاف من جهد من اجل السلام وعندها لا ولن ينفع الندم،، وقالها لهم بمنتهى الوضوح : ” الدمار لن يترك احد ولن يترك صغيرة او كبيرة ” وتلك هي اهم رسالة بمنتهي الوضوح للشعب الاسرائيلي وتلك هي دعوات قادة ابطال الحرب والسلام مرتبطة في اذهاننا بنفس الدعوة التي ساقها الرئيس البطل الشهيد انور السادات للأم الثكلي في خطابه الشهير في الكنيست الاسرائيلي.
٦- حضرت مصر الحاضرة وشمس مصر حاضرة ولن تغيب من أجل كل شبر في أرض وتراب الوطن العربي ، مؤمنة بالقضية الفلسطينية وبالابرياء الفلسطينيين وبأهل غزة الضعفاء ، مستمرة في تقديم كافة النداءات للعالم بالحل السلمي وفك الحصار ومؤكدة على جيوش قوافل المساعدات المنتظرة في رفح للعبور للأخوة الفلسطينيين ، رافضة التهجير وخراب الاوطان واذابة القضايا المصيرية ، وهذا الدور التاريخي لم يتوقف ولم ينقطع ولم تتحول فيه مصر قيد انملة مهما حاولوا قلب الحقيقة.
نعم حضرنا جميعا ( الشارع العربي) وحضرت مصر القائد ،، وأشد المتفائلين فينا يعلم ان القمة لن تخرج بأكثر من بيانات الشجب والادانة وعدد من الغيابات من الزعماء والقادة ، وان العمالة متجذرة والاخلاص والولاء للبيت الأبيض متوفر ، و الوعود وعقود استمرار الجلوس على كراسي الحكم ممهورة بتوقيع بني صهيون ، إلا أن ذلك لم يفقد مصر واهلها وقائدها وزعميها الأمل في انه يمكن ان تعود الروح فجأة وتدب الحياة في عروق رجال القمم وربما ينتصر ال١٪ من الأمل على ال ٩٩٪ مما نحن متأكدون منه،، وسيظل يحبونا الأمل في غد مشرق وليل جديد ونعلم ان مصر لها… وباذن الله نحن قادرون على تحقيق النصر باذن الله تعالى في هذه المعركة التاريخية القاسية ، حضرنا لنؤكد امام العالم ان مساحة الاعتداء من العدو اصبحت من المحيط للخليج ، وان مواجهة البغاء تحتاج قرارات واتفاقيات وتنفيذ عقد جديد معنون باخلاص النوايا والمصداقية في مواجهة الباغى .. والنصر قادم لا محالة ،، ألا إن نصر الله قريب .