الشرقاوي : أمريكا تنظر لأفريقيا الأن بشكل جديد بعد التقارب مع الجانب الصيني
الشرقاوي : أمريكا تنظر لأفريقيا الأن بشكل جديد بعد التقارب مع الجانب الصيني
أكد د يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة أن القمة الأمريكية الأفريقية لم تعقد منذ عام ٢٠١٤ أي منذ ثمن سنوات ، موضحا أن انعقاد القمة الأن يلقي أهمية كبيرة جدًا نظراً أن العالم يشهد تغيرات جيوسياسية وديمغرافية ، وتحديات جديدة طرأت على العالم خلال ال٨ سنوات الأخيرة .
وأضاف الشرقاوي خلال وجوده ضيفاً على قناة ” الفضائية المصرية ” ببرنامج ” مباشر من مصر ” أن هذه القمة تأتي بأهمية كبيرة للمتابع بأن أمريكا تريد أن تخلق علاقات اقتصادية تجارية بعدما اكتشفت أن الجانب الصيني رسخ علاقاته مع الجانب الإفريقي ، عن طريق فكرة التجارة والاستثمار والعلاقات الاقتصادية والعلمية وطريق الحرير ، مؤكدا أن الصين لم تتدخل في الشؤون الداخلية السياسية لأي دولة ، لافتا إلى أن الجانب الصيني لم يتحرك للدفاع عن أي دولة أو إبقاء أو اسقاط نظام لأي دولة .
ونوه أن الجانب الأمريكي في ظل تدخل روسيا وأوكرانيا ورحلة البحث عن عالم متعدد الأقطاب ، أعاد التفكير لكي يجد سياق جديد للتعامل مع المارد الأفريقي ، مؤكدا أن قوى العالم والقوة العظمي والاتحاد الأوروبي ومجموعة البريكس ، وأمريكا تنظر الآن إلى أفريقيا بنظرة جديدة ، موضحا أن أفريقيا تعد وفق الأرقام هي سلة غذاء العالم الذي يمكن أن تحل مشاكل الغذاء في العالم ، مؤكدا أن افريقيا تتمتع بأرض خصبة صالحة للزراعة ، وتملك احتياطي الذهب في العالم ، وتمتلك الطاقة بأنواعها.
وأضاف أن المصالح الشخصية هي من أخرت نقل التكنولوجيا إلى أفريقيا ، وكانت النظرة لأفريقيا انها سوق للخامات فقط ، للحصول عليها واعادة تصنيعها وبيعها بأغلي الأسعار ، وكانت كل اللقاءات عبر ٦٠ عام هي لقاءات سياسية تحمل حبر على الأوراق وليس هناك نية حقيقية للتنفيذ ، مشيرا إلى أن الظروف الأن تخدم القارة الآفريقية ، لافتا إلى أن حديث سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الأمن الغذائي والاكتفاءالذاتي في القارة له دلالات هامة.
وأضاف أن الرؤية المصرية طرحت في القمة الأمريكية الأفريقية أربع محاور هامة ، وكان المحور الأول يتحدث عن البنية التحتية لاقامة مشاريع صناعية ، مؤكدا أن البنية التحتية تحتاج إلى مزيد من التمويل والاستثمار ، مشيرا إلى أن هناك دعوة إلى الطرف الأمريكي إذا أراد عقد قمة مع الجانب الآفريقي وفتح صفحة جديدة معه عليه أن يفكر جيدا فيما يتعلق بالتمويل والديون ، واستبدال ديون أو اعفاء بعض الدول الأفريقية من الديون ، ومعرفة كيف يمكن تعزيز التجارة البينية الأفريقية .
وأشار أن ما فعلته الصين يعتبر بداية حتي هذه اللحظة ، ولكن الطريق في أفريقيا ما زال طويل ، مؤكدا أن عمر شباب القارة ومتوسط عمر القارة ١٩ عام مؤكدا أن هذا يعتبر فرصة إذا أردنا استغلال الكوادر البشرية الشبابية ، منوها إلى أن هناك ٢ من أصل كل ٥ في العالم ستجدهم أفارقة ، مؤكدا أن القارة الى الآن لديها فرص في الطاقة رغم وجود ٥٠٠ مليون يعيشون تحت الظلام ، وهناك فرص جيدة جدا في مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة ، وفرص أيضا لمشروعات التكييف المناخي طرحت في كوب 27 ، وكيف يمكن أن تكون القارة الأفريقية هي قاطرة مشروعات التكييف المناخي ، موضحا أن لدينا الأمل في الاقتصاد الرقمي ، وفرص متعددة في الزراعة والأمن الغذائي .
وقال أن الحديث عن سوق قوامة مليار و٣٠٠ مليون إنسان يعتبر مغري ، لافتا إلى أن المستعمر الغربي اراد أن لا يكون هناك تواصل بين الدول الأفريقية ، فكان هناك تحدي كبير لالتقاء السكان أو البضائع ، لافتا إلى أن الاستثمارات في البنية التحتية للنقل أمر في غاية الأهمية لالتقاء الدول والبضائع ، ومنها استثمارات البنية التحتية للطاقة والتحول الرقمي ، وايضا كان هناك مشكلة في التعليم ونقل الخبرات ، كما ساهم غياب الإعلام عن تحديث الصورة الذهنية لما يجري في القارة الأفريقية وانتشار كاميرات الإعلام في القارة حتى تنقل للعالم والأفارقة أنفسهم ما حدث في عشرين عام ، مؤكدا أن القارة الأفريقية تتحمل فاتورة اقتصادية استيراد تبلغ ب ٦٢٢ مليار دولار عام ٢٠٢٠ مؤكدا أن الأهمية الان في اعادة وجهات النظر في القارة الأفريقية .
وقال أن السوق المصري الداخلي سوق مغري قوامه ١١٠ مليون وبالتالي رجل الأعمال أو بعض الاخوة من رجال الأعمال بالنسبة لهم العمل داخل السوق المصري عمل مشجع جداً لا يريد فيه المغامرة أو البحث عن فرص ، مؤكدا أن النظرة العامة للمصارف والبنوك مؤكدا لا يوجد لدينا إلى الآن شبكة بنوك تخدم دول القارة اولا وتستطيع أن تغطي التبادل التجاري المصري خارج القارة ، منوها ألى أهمية توسيع قاعدة المصدرين المصريين ، قائلا إذا أردنا أن نكون فاعلين في المعادلة الأفريقية علينا بكل صدق أن ندعم صغار المصدرين وندعم اصحاب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ، لافتا إلى أن هناك جيل جديد في القارة عمرة ٢٠ عام يتحدث أكثر من لغة وحصل على نصيب كبير من التعليم .
ونوه اهن الدول الأفريقية تريد الان أن تنقل التجربة للمصرية وتحاكي ما حدث في مصر من انشاء طرق جديدة وعاصمة إدارية جديدة .
وقال القارة الأفريقية تحتاج إلى تمويل ، منوها إلى أن التمويل يحتاج لعقد قمم متتالية ، متسألا هل القطاع الخاص أو الحكومي الأمريكي لدية استعداد للمساهمة في تمويل الدول الأفريقية لعمل بنية تحتية ، منوها الى ضرورة البحث عن جهات التمويل من الدول المانحة وجهات الأعمار وبنك التنمية الافريقي ، الذي وضع في الإعتبار بند خاص لتمويل الإبداع والابتكار والبحث العلمي للدول الأفريقية ، مؤكدا أننا نحتاج تمويل طويل الأجل وتمويل ميسر للبنية التحتية .
وأضاف أن أفريقيا خلال ال٢٠ عاما الماضية حصلت على خبرة كبيرة ، لافتا إلى توافر إرادة حقيقية سياسية لدي الزعماء الأفارقة عموما لعمل شئ متميز باتجاه التنمية والتطوير والتنمية المستدامة في أجندة أفريقيا ٢٠٦٣ ، مؤكدا بوجود خبرات أفريقية في التعامل مع الجانب الصيني ، وربما هناك خبرات أدت إلى نتائج ، موضحا أن الآن الجانب الأمريكي يريد أن يدخل في عمق القارة الأفريقية ، مؤكدا أن الأمر الان متوقف على مدي إدراك القادة ومتخذي القرار والقطاع الخاص الآفريقي في آلية التعامل مع الجانب الأمريكي وعمل جيد من التفاوض مع كل الجهات في العالم أيضا ، مشيرا إلى أن المانيا الان تريد إلى الدخول في السنغال للبحث عن الطاقة بعدما شاهدوا التهديدات التي تواجهة أوروبا في الطاقة ، لافتا إلى أن ايطاليا تتواجد الآن في أنجولا للبحث عن الطاقة والبترول والغاز ، لافتا إلى أن أنجولا تصدر ١٧٪ من إنتاجها الى الجانب الصيني ، موضحا أن هناك علاقات الآن تتحدث عن وجود انابيب غاز من المغرب إلى الاتحاد الاوروبي ، مؤكدا بأهمية التعامل بشكل جديد مع القارة التي تمتلك ١٣ نهر وقوة شبابية ومصادر طاقة وموارد طبيعية ، مؤكدا أن أفريقيا تملك مصادر مياة وغذاء وطاقة ، ولكن ينقصها الإرادة والإدارة الجيدة ، مؤكدا أن مصر تعتبر من أوائل الدول الأفريقية استعداد بما تملكه من بنية تحتية لاستقبال أو التفاوض الجيد مع أمريكا في المرحلة المقبلة في ظل التحديات العالمية .
وأضاف إلى ضرورة استكمال ملف الهيكلة الإدارية ، ومنظومة التحول الرقمي والحكومة الإلكترونية ، وملفات التعليم والصحة ، لافتا إلى أن جائحة كورونا تسببت في تغير شديد في الأولويات وترتيب الأولويات وعطلت ملفات كثيرة.
ونوه إلى ضرورة تحديث ملف البيروقراطية وملف تحسين الاستثمار سواء للمستثمر المحلي أو الأجنبي ، لافتا إلى أن مصر وضعها الآن أفضل من كل الدول الأفريقية ، موضحا أن مصر مستعدة لاستقبال كل الاستثمارات ، مؤكدا أن التحدي الوحيد هو البيروقراطية والمشاكل الإدارية والقرارات المتسرعة الغير مدروسة في بعض الأحيان ، مطالبا بضرورة النظر ألهى دول الجوار ودول أفريقيا والدول المتقدمة ، ووجود عناصر بشرية قادرة على تطبيق الفكر الجيد ، ورؤية ٢٠٣٩ مؤكدا أن مصر احدثت طفرة كبيرة في مشروعات البنية التحتية ، ومستعدة لاستقبال استثمارات .
وأشار إلى أهمية السماع للعديد من الأفكار الفاعلة لنخرج جميعا لحلول لبعض المشكلات ، مؤكدا أن المؤتمر الاقتصادي الأخير ضم نخبة محددة وتم فتح حوار ، ولكن نحن نحتاج لمزيد من ذلك ، والسماع وترجمة وتنفيذ لما يطرح لكل العقول وليس فئة محددة ، لافتا إلى أهمية الاهتمام بالمستثمر الصغير مثل الكبير ،و بالجمعيات والاتحادات الصغيرة مثل الكبيرة ، مؤكدا أن العالم تغير وتقدم بدعم الصغير مثل الكبير ، مؤكدا أن الكبير صحاب خبرات وكيانات قوية وقادرة على الصمود في ظل الأزمات ، مطالبا بضرورة عقد مؤتمر اقتصادي في كل محافظة بوحود المحافظ ومعرفة مشاكل المحافظة وكيف يمكن علاجها والحل يكون داخل كل محافظة .