المملكة المتحدة تقترب من اتفاقية جمركية مع الاتحاد الأوروبي

0

تقترب المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي من إبرام اتفاقية جمركية تهدف إلى الحد من الخلاف التجاري بين بريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، بينما يستعدان لتكثيف مفاوضات أوسع نطاقا بعد “بريكست”.

ونقلت وكالة “بلومبيرج” للأنباء عن مصادر مطلعة قولها “إن المسؤولين يأملون في الإعلان عن تقدم كبير نحو التوصل إلى حل للترتيبات الجمركية، إذا سارت المناقشات بشكل جيد في غضون الأيام المقبلة”.

وأضافوا أن “المحادثات مستمرة، لكن النتيجة الناجحة غير مضمونة”.

وفي الوقت الذي تستمر فيه المحادثات حول المسائل الفنية، سيبحث جيمس كليفرلي وزير الخارجية البريطاني وماروس سيفكوفيتش نائب رئيس المفوضية الأوروبية، المسؤول عن علاقة التكتل في بريطانيا، الإثنين المقبل كيف يمكن للجانبين التوصل إلى اتفاق شامل.

والهدف من اللقاء هو التحرك بعد ذلك إلى نفق تفاوضي من المحادثات المكثفة، رغم أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة حيال عديد من القضايا.

وقال جيمي ديفيز المتحدث باسم ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني للصحافيين في إفادة دورية الجمعة “نحن نواصل العمل من كثب مع نظرائنا في الاتحاد الأوروبي”.

وأضاف “يبقى لدينا الطموح لمحاولة التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن مع الاتحاد الأوروبي”.

يشار إلى أن صادق خان رئيس بلدية لندن العمالي ألقى أخيرا خطابا، توجه فيه إلى رئاسة الوزراء البريطانية، ليدعوها إلى الاعتراف بالضرر الهائل الناجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والإقرار بأن “بريكست” لا يعمل.

وأطلقت عبارة “بريكست” على الاتفاق الذي تم التفاوض عليه مطولا بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي من أجل تنظيم العلاقات بين الجانبين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد. واتخذت المملكة المتحدة قرار الخروج إثر استفتاء شعبي حول الموضوع، ودخل “بريكست” حيز التنفيذ في نهاية عام 2020.

وقال خان المعارض لـ”بريكست” في الخطاب “بعد عامين من الإنكار، علينا الآن مواجهة الحقيقة الصعبة، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يعمل”.

اتفاقية جمركية

ويضيف أن “خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أضعف اقتصادنا وكسر اتحادنا ولطخ سمعتنا”.

ويتابع، “لا يمكنني ببساطة أن أبقى صامتا بشأن الأضرار الهائلة التي سببها بريكست”.

لكنه لا يرى أن الوضع لا يمكن إصلاحه، موضحا “نحن نحتاج إلى مزيد من التوافق مع جيراننا الأوروبيين، مقاربة مختلفة حيال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي القاسي والصعب”، أي “نقاش براجماتي حول مزايا أن تكون (الدولة) جزءا من الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة”.

وبحسب رئيس بلدية لندن، “لا أحد يريد أن يرى عودة الانقسام والطريق المسدود الذي سيطر على نظامنا السياسي لمدة خمسة أعوام طويلة”.

لكن “الحقيقة هي أن المركز المالي القوي في لندن تضرر بشدة من فقدان عقود تجارية ومواهب ذهبت إلى أماكن أوروبية أخرى مثل باريس وأمستردام”، وفق خان.

وقال “لندن لا تستطيع تحمل التخلف عن شركائنا الدوليين”.

وتأتي تعليقات خان بعدما أظهرت استطلاعات أن كثيرا ممن صوتوا لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي أجري عام 2016 أصبحوا يعيدون التفكير في الأمر.

وكان استطلاع هيئة “يوجوف” قد خلص في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى أن قطاعا أوسع من المواطنين يعتقدون الآن أن بريطانيا كانت خاطئة في الخروج من الاتحاد الأوروبي بواقع 56 في المائة مقابل 32 في المائة.

وأكد خان أن الخروج من الاتحاد الأوروبي خفض من إجمالي الناتج المحلي في بريطانيا 4.4 في المائة، كما حد من الاستثمارات 11 في المائة وتجارة السلع والخدمات 7 في المائة.

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x