درنة، ليبيا – شهدت ليبيا واحدة من أسوأ الكوارث البيئية في تاريخها بعد أن ضربتها عاصفة دانيال مصحوبة بفيضانات هائلة، حيث تسببت هذه الكارثة في دمار شامل لمدينة درنة وفقدان العديد من الأرواح
ليبيا في مواجهة العاصفة: تصاعد تأثيرات تغير المناخ.
العاصفة بدأت في الحادي عشر من سبتمبر الماضي، حيث غمرت الأمطار الغزيرة المنطقة وسببت في انهيار سد درنة، مما أدى إلى فيضانات هائلة دمرت معظم المدينة. وفقًا للأمم المتحدة، قتل أكثر من 11 ألف شخص، وأصبح أكثر من 10 آلاف في عداد المفقودين.
شهادات الناجين تروي لحظات الرعب والدمار، حيث تشير إلى انهيار المنازل وانجراف السيارات بفعل السيول الجارفة. محمد أبو ماضي، طالب في كلية الفنون الجميلة ومصور، واحد من الناجين، يشير إلى أنه لم يشهد مثل هذا الرعب من قبل، ويصف الوضع بأنه كابوس حقيقي.
ليبيا، كما ذكرت الأمم المتحدة، تعتبر إحدى الدول النامية التي تعاني من تأثيرات التغير المناخي بشكل قاسي، وهي ليست الدولة الوحيدة التي تواجه هذه التحديات. باكستان كانت قد شهدت كارثة مشابهة في العام الماضي، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
الكوارث المناخية لا تنتهي بالحدث نفسه، بل تستمر في تأثيراتها الضارة على الحياة اليومية والبنية التحتية. البلدان النامية تجد صعوبة في التعامل مع هذه الآثار نظرًا لنقص الموارد والتحديات الاقتصادية.
مع اقتراب انعقاد المؤتمر الدولي حول التغير المناخي، يتوقع الكثيرون أن تكون هذه فرصة لتحقيق تقدم في تحديد الأولويات وتوجيه التمويل لدعم البلدان النامية في مواجهة تحديات التغير المناخي.
لكن السؤال الرئيسي الذي يظل قائمًا هو ما إذا كانت الجهود الدولية ستكون كافية لتحقيق العدالة المناخية، خاصة مع استمرار بعض الدول الصناعية في إنتاج الانبعاثات الكربونية الضارة.