أزمة الإسكان لكبار السن في أمريكا: زيادة بنسبة 45% في عددهم تضعف جهود التوفير
بدأت رحلة مايكل جينالدي نحو التشرد في بداية هذا العام، عندما تعرضت دراجته النارية لحادث تصادم مع سيارة، مما أسفر عن سحق ثلاثة من أضلاعه وإدخاله في غيبوبة لأكثر من شهر. في عامه الـ58، فقد هذا الرجل وظيفته كمشغل آلة، ثم فقد منزله، واضطر إلى العيش في شاحنته. وعندما تم تشخيص إصابته بسرطان الرئة في المرحلة الثانية، ونظرًا لصغر دخله الذي لا يسمح له بالحصول على الضمان الاجتماعي، يقيم جينالدي حاليًا في مأوى للأشخاص الذين تجاوزوا سن 55 في فينيكس، بينما يسعى للتأهل للحصول على مدفوعات العجز
أزمة الإسكان لكبار السن في أمريكا: زيادة بنسبة 45% في عددهم تضعف جهود التوفير.
مع تزايد تقدم سكان الولايات المتحدة في العمر، أظهر تقرير جديد صدر اليوم الخميس عن المركز المشترك لدراسات الإسكان في جامعة هارفارد أن البلاد غير مستعدة لاستيعاب ورعاية العدد المتزايد لكبار السن بشكل مناسب.
حذرت جنيفر مولينسكي، مديرة مشروع برنامج مجتمع الإسكان والشيخوخة التابع للمركز، من أنه بدون مساعدة حكومية كافية، سيضطر العديد من كبار السن إلى التخلي عن الرعاية الضرورية أو الاعتماد على العائلة والأصدقاء للحصول على المساعدة. وسيصبح الكثيرون، مثل جينالدي، بلا مأوى.
وأوضح التقرير أن المساعدة الفيدرالية في مجال الإسكان، مثل القسم 8 أو القسم 202، التي تقدم السكن بالخدمات الداعمة لكبار السن، كانت كافية فقط لنحو ثلث المستأجرين الذين يبلغ عددهم 5.9 مليون شخص ويتجاوزون سن 62 الذين كانوا مؤهلين.
وفي ظل هذا السيناريو، دعت مولينسكي إلى زيادة المساعدات الحكومية للمساهمة بشكل أفضل في تلبية احتياجات الأمريكيين الأكبر سنا الذين ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية.
يشير التقرير إلى أنه من المتوقع زيادة عدد سكان الولايات المتحدة الذين تجاوزوا سن 75 عامًا بنسبة 45 في المائة خلال العقد المقبل، من 17 مليونًا إلى ما يقرب من 25 مليونًا. ومع تزايد هذه الفئة العمرية، يتوقع أن يواجه العديد منهم تحديات مالية، حيث كانت نحو 11.2 مليون شخص من كبار السن في عام 2021 “مثقلين بالتكلفة”، أي أنهم ينفقون أكثر من 30 في المائة من دخلهم على السكن.
واكتشف التقرير أن بعض مناطق الحزام الشمسي التقاعدية، مثل لاس فيغاس، سان دييغو، رالي، ميامي، ودايتونا بيتش في فلوريدا، تشهد بعض أعلى معدلات عبء التكلفة للمستأجرين الذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكبر.
مثلما يكافح العديد من المستأجرين، يجد العديد من أصحاب المنازل كبار السن صعوبة أيضًا في الحفاظ على سقف فوق رؤوسهم، وفقًا لتقرير حديث صادر عن المركز المشترك لدراسات الإسكان في جامعة هارفارد.
ويشير التقرير إلى ارتفاع ديون الرهن العقاري بين كبار السن، حيث ارتفع متوسط ديون الرهن العقاري لأصحاب المنازل الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و 79 عامًا بنسبة تزيد عن 400 في المائة منذ عام 1989، حيث كانت 21000 دولاراً وصارت 110000 دولاراً في 2022. ويتسبب هذا الارتفاع في زيادة الحاجة إلى الوصول إلى النقد لتلبية الاحتياجات الأساسية وتكاليف الرعاية.
ويواجه كبار السن صعوبات في الحصول على الخدمات الإضافية التي يحتاجون إليها مع تقدمهم في السن، حيث يبلغ متوسط تكاليف الرعاية الطويلة الأجل أكثر من 100 دولار في اليوم.
ويشير التقرير إلى أن الأسر التي تضم كبار السن من ذوي البشرة الملونة قد تتحمل أعباء التكلفة أكثر من الأسر البيضاء الأكبر سنا، وخاصة الأسر السوداء واللاتينية. كما يظهر أن كبار السن الذين يعيشون بمفردهم هم أكثر عرضة لتحمل أعباء التكلفة مقارنة بالأزواج.
من ناحية أخرى، في فينيكس، أصبحت أنجيليتا سالدانيا (56 عامًا) بلا مأوى بعد انهيار زواجها. تعيش الآن في ملجأ مع كلبها الأليف شيكو بينما يسعى فريق الحالات الخاص بها لمساعدتها في العثور على سكن يمكنها تحمل تكلفته. رغم أن الدخل الشهري لسالدانيا لا يكفي لدفع تكاليف الإيجار في المنطقة، إلا أنها تعبر عن راحة بال بوجود غرفة فندق خاصة بها مع حمام، وتقول: “هنا، أستطيع أن أنام جيداً”، مقارنة بالملجأ الذي كانت تعيش فيه في السابق.
تشير ليزا جلو، الرئيس التنفيذي لشركة Central Arizona Shelter Services، إلى أن كبار السن يعملون بشكل أفضل في الملاجئ التي تأخذ احتياجاتهم في اعتبارها، مشيرة إلى أن الأماكن التي توفر مساحة أكبر وسلالم متاحة تكون أفضل لهم. وتضيف أن الكبار الذين يعانون من أمراض مزمنة يفضلون المرافق التي تقدم رعاية مخصصة لهم، وتقول: “إن الملجأ في وسط المدينة ليس مكانًا جيدًا لكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة”.