شهدت أسواق العقود الآجلة للقمح تراجعًا لأول مرة خلال ثلاثة أيام من التداول، حيث تأثرت الأسعار بتقييم المتعاملين للآفاق الصادرات الأرجنتينية والتحولات في إمدادات القمح والموقف في منطقة البحر الأسود.
هبوط في أسعار القمح مع توقعات متغيرة لصادرات الأرجنتين
وفقًا لوكالة “بلومبيرج” للأنباء، يعود تراجع أسعار القمح جزئيًا إلى قرار الأرجنتين في الأسبوع الماضي بخفض قيمة عملتها المحلية أمام الدولار بنسبة نصفها، مما أدى إلى تعزيز توقعات زيادة صادرات الحبوب الأرجنتينية بشكل قوي.
في السياق نفسه، أعلنت الهند، ثاني أكبر دولة مستهلكة للقمح في العالم، عدم نية تخفيض أو إلغاء الرسوم على وارداتها من القمح، مع تأكيدها عدم وجود خطط لاستيراد القمح من روسيا.
في سياق آخر، يتابع المتعاملون في السوق العالمية تدفق صادرات الحبوب من روسيا وأوكرانيا عبر البحر الأسود، في حين تستعد روسيا لمحصول وفير من القمح في الموسم الجديد. وقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لا تسعى لمهاجمة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأعلن وزير الزراعة الروسي، دميتري باتروشيف، أن موسكو ليست مهتمة بتمديد اتفاق حبوب البحر الأسود. وأوضح باتروشيف أن هذا القرار يعتبر بشكل كبير قرارًا سياسيًا، لكنه أكد أن روسيا ستظل قوية في تصدير حبوبها نظرًا لوجود مشترين.
وأضاف باتروشيف: “كميات تصديرنا للحبوب لم تقل بأي طريقة عند انسحابنا من اتفاق الحبوب، بل على العكس، زادت قليلاً بالفعل”. وكانت روسيا قد انسحبت من الاتفاق في يوليو، الذي كان يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب بشكل آمن عبر موانئها على البحر الأسود.
وأوضحت الحكومة الروسية أن السبب وراء الانسحاب كان عدم ضمان الاتفاق توصيل الحبوب إلى الدول الأكثر فقراً، بالإضافة إلى وجود عقبات لصادرات روسيا من الحبوب والأسمدة.
في سياق متصل، شهدت تعاملات أسواق الحبوب تراجعًا، حيث انخفض سعر القمح بنسبة 0.9٪ في سنغافورة، مقارنة بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، ليصل إلى 6.235 دولار لكل بوشل (27.2 كيلوجرام). كما شهدت أسعار الذرة وفول الصويا أيضًا انخفاضًا بنسبة 0.4٪ على الأقل.
وأفادت متعاملون أوروبيون أمس بأن الديوان الجزائري المهني للحبوب قد طرح مناقصات دولية لشراء كميات كبيرة، حيث يسعى لاقتناء ما يصل إلى 200 ألف طن من علف الذرة الحيواني وما يصل إلى 70 ألف طن من علف الصويا.
ووفقًا للتقارير، فإن الموعد النهائي لتقديم العروض والأسعار هو في 19 ديسمبر الجاري، حيث يتطلع الديوان الجزائري للحصول على أفضل العروض لتلبية احتياجاته من العلف.
وأوضحت التفاصيل أن الديوان يسعى لشراء الذرة من الأرجنتين فقط، حيث طُلبت كميات تصل إلى 200 ألف طن موزعة على خمس شحنات، ومن المتوقع أن تصل هذه الشحنات في الفترة من 15 إلى 31 يناير 2024.
فيما يتعلق بعلف الصويا، يُشدد على أنه يمكن الحصول عليه من أي مصدر اختياري، وأن الموعد النهائي للتسليم يكون في 15 يناير 2024 على أبعد تقدير.
جدير بالذكر أن هذه المناقصات الدولية جاءت بعد انتهاء مناقصات سابقة في الأسبوع الماضي، حيث تم شراء كميات صغيرة فحسب
