أسعار النفط تتجه نحو إنهاء تداولات عام 2023 بتراجع يقدر بنحو عشرة في المئة، وهو أمر يسجل أول انخفاض سنوي في غضون عامين. يُرجح أن تكون هذه التحركات الهبوطية نتيجة لتأثير المخاوف الجيوسياسية، وتخفيضات إنتاج النفط، بالإضافة إلى التدابير العالمية المتخذة لكبح التضخم، والتي أسهمت في إحداث تقلبات حادة في أسواق النفط.
تحرك الأسعار
صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 18 سنتًا أو 0.2% إلى 77.33 دولار للبرميل بحلول الساعة 01:26 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة، في آخر جلسة تداول لعام 2023. وشهدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي ارتفاعًا بقيمة 11 سنتًا إلى 71.88 دولار للبرميل في جلسات التعامل الآسيوية المبكرة.
يشير هذا الاتجاه إلى أن الخامين البرنت والغرب تكساس يستعدان لإنهاء العام عند أدنى مستوى لهما منذ عام 2020، حيث أثرت جائحة كورونا على الطلب وأدت إلى انخفاض في الأسعار.
وفي سياق متصل، يتجه سوق النفط نحو الانخفاض للشهر الثالث على التوالي، نتيجة لمخاوف من تراجع الطلب التي تتجاوز تأثير المخاوف المتعلقة بتأثير الصراع في الشرق الأوسط على إمدادات النفط. يُظهر هذا الانخفاض أن تدابير تقليص الإنتاج لا تزال غير كافية لدعم الأسعار في هذا السياق.
وتسارعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في عام 2023 في سبتمبر، إثر اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها على خفض إنتاج النفط، مما أثار مخاوف من تصاعد الطلب فوق مستويات الإمداد.
تباينت أسعار النفط يوم الجمعة، حيث استقرت بعد هبوطها بنسبة ثلاثة في المئة في الجلسة السابقة، نتيجة تزايد استعداد الشركات الناقلة لعبور البحر الأحمر. وأثارت هذه الحركة مخاوف متزايدة بعد استهداف جماعة الحوثي اليمنية للسفن، مما دفع بشركات رئيسية إلى تعليق استخدام هذا الطريق المائي.
تتوقع التوجهات المستقبلية لأسعار النفط دعمًا من ضعف الدولار والتوقعات المتزايدة لتخفيضات في أسعار الفائدة في مناطق الاستهلاك الرئيسية في عام 2024. يعتبر ذلك عاملًا إيجابيًا يعزز الطلب على النفط في ظل هذه الظروف.
