فينيسيا تعلن عن سياسات للتحكم في الازدحام السياحي

0

قرر مجلس مدينة فينيسيا أمس فرض حظر على تجمعات السياح التي تتجاوز 25 شخصًا، بمرافقة مرشدين سياحيين، وستُمنع استخدام مكبرات الصوت خلال هذه الجولات. كما ستُمنع التوقف في الشوارع الضيقة والجسور ومناطق المرور. من المقرر أن تبدأ هذه الإجراءات الجديدة في التنفيذ في الأول من يونيو

فينيسيا تعلن عن سياسات للتحكم في الازدحام السياحي.

تأتي هذه القرارات كجزء من جهود المجلس لتقليل السياحة الجماعية وتأثيراتها السلبية في فينيسيا، المدينة الواقعة في شمال إيطاليا. يشمل نطاق تطبيق هذه القواعد وسط المدينة وجزر مورانو وبورانو وتورتشيلو. وأوضح المجلس في بيان صحفي أمس أن هذه القرارات اتخذت لحماية السكان من الضوضاء والإزعاج.

تُعد السياحة الجماعية مصدرًا للمشكلات في فينيسيا، وهي واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم، على مدار فترة طويلة. ويقل عدد السكان الدائمين في وسط المدينة التاريخي، الذي يتضمن ساحة سان ماركو وجسر ريالتو والقنوات الشهيرة، عن 50 ألف نسمة.

وفي تطور جديد، حددت بلدية البندقية الأيام المحددة في عام 2024 التي ستشهد تفعيل ضريبتها الجديدة، والتي تبلغ خمسة يورو للسياح الذين يزورون المدينة ليوم واحد. تأتي هذه الضريبة كجزء من جهود البندقية لمواجهة تداول السياحة الجماعية التي أثرت بشكل كبير على المدينة.

تبدأ فترة تطبيق الضريبة في الفترة التي تشهد ازديادًا في حركة السياحة، من 25 إبريل إلى 5 مايو. بعد ذلك، ستفرض الضريبة في عطلات نهاية الأسبوع في مايو ويونيو ويوليو، في تواريخ محددة تشمل 11 و12 و18 و19 و25 و26 من مايو، و8 و9 و15 و16 و22 و23 و29 و30 من يونيو، بالإضافة إلى 6 و7 و13 و14 من يوليو.

تستهدف هذه الضريبة السياح الذين يدخلون المدينة القديمة خلال الفترة من الثامنة والنصف صباحًا حتى الرابعة بعد الظهر بتوقيت المدينة. وكانت البلدية قد أعلنت هذه الخطوة في بيان صادر في نوفمبر الماضي

وأكد لويجي برونيارو، رئيس بلدية البندقية، أن قرار فرض ضريبة بقيمة خمسة يوروهات على السياح الذين يزورون المدينة ليوم واحد، ليس بمثابة ثورة، وإنما يُعتبر الخطوة الأولى في نظام ينظم وصول الزوار خلال فترات النهار. وأوضح برونيارو أن هذه الخطوة تهدف إلى تجربة تحسين نوعية الحياة في المدينة، بما في ذلك السكان الذين يعيشون ويعملون فيها.

رغم الاعتراف بأن هناك هوامش للخطأ قد تكون كبيرة، أكد برونيارو استعداد البلدية لإدخال أي تعديلات ضرورية لتحسين هذا الإجراء. وأشار إلى أن البندقية تعد المدينة الأولى في العالم التي تطبق هذا النظام، الذي يمكن أن يكون مثالاً يُعتمد من قبل مدن أخرى ذات حساسية خاصة وتحتاج إلى حماية.

يتمحور الهدف الرئيسي من هذا الإجراء، الذي تم الإعلان عنه في سبتمبر، في تقليل تأثير الزوار الذين يأتون ليوم واحد على الازدحام في المدينة الشهيرة بأعمالها الفنية وجسورها وقنواتها.

وتحديثات حول البندقية تظهر صعوباتها في تجنب إدراجها في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر التي تصدرها اليونيسكو. على الرغم من توصية الخبراء بتصنيفها كتراث في خطر، تفيد التقارير أن إيطاليا لم تتخذ إجراءات كافية حتى الآن للتصدي لتدهور الموقع.

تجدر الإشارة إلى أن إيطاليا تعتبر الوجهة السياحية الثانية عالميًا بعد اليونان لعام 2023، وفقًا لإعلان وزارة السياحة الإيطالية. حيث تم حجز 39 في المائة من مرافق الإقامة عبر منصات الإنترنت، متفوقة على فرنسا وإسبانيا، التي شهدتا ارتفاعًا في الحجوزات بنسبة 14 و2 في المائة على التوالي.

أظهرت الإحصائيات أن المنتجعات الساحلية كانت الوجهات الأكثر شعبية في إيطاليا خلال الصيف، حيث تمثلت في 43 في المائة من الحجوزات. كما توفرت بدائل أرخص بنسبة 31 في المائة مقارنة بالبلدان المنافسة مثل اليونان وإسبانيا وفرنسا.

وفي سياق استعراض شواطئ إيطاليا، تألقت بوليا كوجهة سياحية رائجة حسب تصنيف “جوجل”، حيث احتلت المرتبة الأولى بين مئات الشواطئ ذات الراية الزرقاء. ولاحظ الاهتمام المتزايد أيضًا بمناطق أخرى مثل ليجوريا، حيث شهدت زيادة بنسبة 100 في المائة في عمليات البحث مقارنة بالعام السابق. ولاحظت هذه الاتجاهات في عدة مدن أخرى مثل سردينيا وجينوفا وأجلينتو.

أوضحت دانييلا سانتانشين، وزيرة السياحة، أن قطاع السياحة في عام 2023 واجه تحديات من الفيضانات في مايو إلى حرائق الغابات في يوليو وأغسطس، مما أثر على معدلات الحجز. ورغم ذلك، أشارت الوزيرة إلى حدوث تغيير في سوق السياحة من حيث ارتفاع معدل الإنفاق، حيث أظهرت البيانات أن السياح الأمريكيين كانوا هم الأكثر إنفاقاً في إيطاليا.

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x