“تتواصل أزمات عملاق العقارات الصيني المثقل بالديون، “إيفرجراند”، حيث اعتقلت الشرطة في الصين أحد كبار المسؤولين في شركة السيارات الكهربائية “إيفرجراند نيو انيرجي”، التابعة للشركة
اعتقال مسؤول رئيسي يهز استقرار “إيفرجراند” في الساحة الصينية.
أعلنت الشركة عن اعتقال نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي، ليو يونغ تشو، في إشعار أُرسل إلى بورصة هونج كونج يوم الاثنين. وقد شهدت أسهم الشركة انخفاضًا بنسبة 11٪ بعد استئناف التداول في وقت لاحق من اليوم.
تأتي هذه الأحداث في أعقاب أنباء خلال عطلة نهاية الأسبوع عن تقديم “زهونجزي انتربرايس”، البنك الظل الرئيسي في الصين، طلبًا لتصفية الإفلاس بعد عجزه عن سداد ديونه، مما زاد من حدة الأزمة التي تعيشها شركات التطوير العقاري في البلاد.
وقد أدت حملة الاقتراض المفرطة التي بدأت قبل عدة سنوات إلى خروج العديد من المطورين الصينيين من سوق العقارات أو مواجهتهم لتحديات صعبة للبقاء فيها، مما أثر بشكل كبير على الاقتصاد الصيني. ترددت أصداء هذا الانهيار في الأسواق المالية، حيث شهدت انخفاضًا في أسعار الأسهم في هونغ كونغ وشانغهاي يوم الاثنين، حيث انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 2.2٪، وتراجعت أسهم “إيفرجراند” بنسبة 1.4٪.”
“وتواجه شركة “إيفرجراند” أزمة خانقة تعود إلى تقاعسها عن سداد التزامات ديونها منذ عامين، في إطار جهود مستمرة لإعادة هيكلة تشمل بيع أصول بهدف تفادي التخلف عن دفع ديون تبلغ قيمتها 340 مليار دولار. وفي سياق ذلك، أكدت الشركة في أواخر سبتمبر الماضي أن رئيسها، هوي كا يان، تم مواجهته بإجراءات قانونية إلزامية بسبب الاشتباه في ارتكاب جرائم غير قانونية.
شهدت “إيفرجراند نيو انيرجي” تراجعًا بنسبة 20 في المائة خلال الأسبوع الماضي، بعد إعلان نهاية صفقة بيع أسهم لشركة “توتن موتورز” في دبي. وفي ظل هذا السياق، لم يستفز الإعلان المقتضب عن اعتقال ليو بسبب “الاشتباه في ارتكاب جرائم غير قانونية” أي اهتمام. وقد أجلت الشركة خططها لبدء التصنيع نظرًا لصعوباتها في جذب التمويل الكافي.
وأعلنت المحكمة المتوسطة رقم 1 في بكين، في وقت متأخر من يوم الجمعة، عن موافقتها على طلب مجموعة “زهونجزي انتربرايس” لتصفية الإفلاس، حيث أشارت إلى “نقص حاد في رأس المال العامل وعدم قدرتها على استرداد معظم حساباتها المستحقة القبض”.
وفي نوفمبر، كشفت شركة تشونغزي، وهي إحدى أكبر شركات إدارة الأصول الخاصة في الصين، عن أن ديونها قد بلغت 460 مليار يوان (64 مليار دولار)، وهو رقم يفوق ضعف قيمة أصولها التي تبلغ 200 مليار يوان. وفي وقت قصير بعد ذلك، أعلنت شرطة بكين بدء تحقيق في جرائم مشتبه بها تتعلق بالفساد، وفقًا لما ذكرته مجلة “سايكسين”. يدير تشونغزي تريليون يوان (130 مليار دولار) من الأصول، ورغم حجمها الهائل، إلا أن الموارد المالية للشركة تأثرت بشدة بتراجع سوق العقارات الذي كان يزدهر في السابق.
تلعب بنوك الظل دورًا كبيرًا في نظام التمويل الصيني، حيث تعمل خارج الأنظمة المصرفية التقليدية. وقد شهدت شركة “زهونجزي” توسعًا سريعًا منذ تأسيسها عام 1995 من قبل رجل الأعمال الراحل شيه تشيكون. تشمل نشاطاتها مجالات التأمين، والتأجير، والثقة، وغيرها من الصناعات المالية.
