أنا وسلمى
بين صفحة بيضاء وأخرى… حوار مع سلمى عن البدايات
سلمى: نحن على أعتاب عام جديد ومع نهاية عام وبداية عام آخر، تتضارب المشاعر والأفكار المخاوف والطموحات أشعر أن هذه المشاعر تمثلني وتشبهني حقًا.
بالتأكيد سلمى، هذه المشاعر المتضاربة هي جزء طبيعي من تجربة الإنسان، خاصة في لحظات التحول مثل بداية عام جديد. دعينا نتعمق أكثر في هذه المشاعر ما الذي يجعلك تشعرين بأن هذه المشاعر تمثلك تحديدًا؟
سلمى: أحب دائمًا شعور البدايات، طاقتها، وأملها. وشعور مع كل بداية كونها فرصة جديدة تحمل الكثير لنا. اعتقد انه شعور مرتبط بلذة “أول مرة” في كل شئ، مثل شعور أول يوم في الجامعة، شعور أول يوم في أول عمل لنا، شعور أول أعجاب … ولكن يبقى تسأول لماذا لا يستمر شعور البدايات؟ هل مع التحديات والمخاوف تقل طاقة البدايات ويبدأ هذا الشعور في التلاشي؟… أم التجارب السابقة تلعب دورًا، مثل النظر لما حدث في السنة الماضية والخوف من التكرار مجددًا..
أم تعتقدين أن الحفاظ على طاقة البدايات هو قرارنا الداخلي، وأن أهدافنا هي الحافز الذي يدفعنا للاستمرار دون الاستسلام أمام التحديات والمخاوف؟
سلمى: أعتقد حقًا أنه قرار، لأن الوقوع لا بأس به ولا توجد طريقة خالية من التحديات. لكن في النهاية، أهدافنا ولذة تحقيق أحلامنا، والشعور بالانتصار على الاستسلام، هو ما يعطينا الدافع لنشعر أننا ما زلنا على قيد الحياة، لنعيش ونواصل المحاولة.
خلال حديثي القصير مع سلمى، شعرت حقًا بتضارب المشاعر التي نشعر بها مع كل بداية جديدة. لكن ما اكتشفته هو أن البدايات لا تأتي في وقت معين، بل يمكننا جعل شعور البدايات مستمرًا في حياتنا كدافع لتحقيق ما نتمناه. فالسعي المستمر، والأخطاء، والتحديات، هي جزء أساسي من رحلتنا. كل نهوض بعد سقوط هو بداية جديدة، والتعثرات التي نواجهها تشكل جزءًا من تكويننا. النجاح والسعادة الحقيقية لا تكمنان في الوصول إلى الأهداف فقط، بل في كل لحظة في الرحلة نحوها. لذا، استمتعي بكل خطوة، واحتفلي بكل إنجاز مهما كان صغيرًا. وأنتِ في منتصف العشرينات، أمامكِ العديد من السنوات لتحقيق أحلامك وأهدافك. فما لم تحققيه في السنة الماضية لا يعني أنه مستحيل في العام القادم، بل إن الخطوات التي لم تكتمل ستكون أسهل في المرة القادمة، فالتجربة الثانية لا تعني البدء من الصفر.وسلمى على أبواب عام جديد في رحلة العشرينات بمالها وماعليها … وسنمضي في حواري أنا وسلمى فهناك محطات في العشرينات في زمن جديد سنمر عليها بين العقل والعقل فقط…
سلمى وائل