أسعار النفط تهبط تحت وطأة الحرب التجارية
تراجعت أسعار النفط، خلال التعاملات المبكرة الأربعاء، وسط حالة من عدم اليقين بفعل تغيرات السياسات التجارية الأميركية، في حين قيمت الأسواق التأثير المحتمل للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على النمو الاقتصادي والطلب على الطاقة.
أسعار النفط تهبط تحت وطأة الحرب التجارية
تحرك الأسواق
هبطت العقود الآجلة لخام برنت 72 سنتا، أو 1.13 بالمئة، إلى 63.95 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:10 بتوقيت غرينتش، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 73 سنتا، أو 1.2 بالمئة أيضا، إلى 60.60 دولار، بعد هبوط بنسبة 0.3 بالمئة أمس الثلاثاء، بحسب بيانات وكالة رويترز.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أمس نمو الطلب العالمي على النفط بأبطأ معدل له في خمس سنوات في 2025، وأن تتضاءل أيضا الزيادات في إنتاج الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شركائه التجاريين وإجراءاتهم الانتقامية.
كما توقعت الوكالة أن يرتفع الطلب العالمي على النفط هذا العام 730 ألف برميل يوميا، في انخفاض حاد عن 1.03 مليون توقعتها الشهر الماضي. ويتجاوز هذا الخفض ذلك الذي توقعته منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الاثنين.
وقال ييب جون رونج خبير السوق في آي.جي “لا يزال المستثمرون يجدون صعوبة في إيجاد محفز لتحقيق انتعاش أكثر جدوى، إذ من المتوقع على نطاق واسع أن يتباطأ النمو العالمي مع فرض الرسوم الجمركية الأمريكية، مما يعرض الطلب على النفط للخطر”.
وأضاف “لا يزال الاتجاه الهبوطي لأسعار النفط قائما، وربما نتوقع أن يتلاشى التفاؤل الأولي بشأن التراجع عن الرسوم الجمركية، وربما تعود الأسواق إلى واقع أكثر قتامة بفعل الرياح المعاكسة الكبيرة الكامنة في البيانات الاقتصادية القادمة”.
وقال عماد الخياط، الباحث في مجموعة بورصات لندن، إن النزاع على الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين لا يزال يمثل التهديد الأكبر للاقتصاد العالمي والطلب على النفط.
وأضاف الخياط “كل أسبوع يمر دون بوادر انفراج في هذه المواجهة يزيد من احتمالية حدوث ركود عالمي ويخفض سقف الأسعار”.
من جانبه، قال تيتسو إيموري، الرئيس التنفيذي لشركة إيموري لإدارة الصناديق “مثلما أوضحت وكالة الطاقة الدولية، من المرجح أن يظل نمو الطلب متواضعا، وأن الاختلال بين العرض والطلب العالمي على النفط الخام يُلقي بثقله على السوق”.
وأضاف “إذا انتعشت سوق الأسهم- التي تتعرض حاليا لضغوط من الرسوم الجمركية- فقد نشهد ارتفاعا في أسعار النفط يدفع خام غرب تكساس الوسيط إلى ما يزيد عن 65 دولارا. ولكن بدون هذا الدعم، من المرجح أن تبقى الأسعار في نطاق 60 دولارا”.
وقد أدت المخاوف بشأن الرسوم الجمركية المتصاعدة التي فرضها ترامب، بالإضافة إلى ارتفاع إنتاج أوبك+، وهي مجموعة تضم أوبك وحلفاءها المنتجين مثل روسيا، إلى انخفاض أسعار النفط 13 بالمئة تقريبا حتى الآن هذا الشهر.
ورفع ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى مستويات مرتفعة للغاية، مما دفع بكين إلى فرض رسوم انتقامية على الواردات الأميركية في حرب تجارية متصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي تخشى الأسواق أن تؤدي إلى ركود عالمي.
في غضون ذلك، أظهرت أرقام معهد البترول الأميركي أمس أن مخزونات النفط الخام الأميركية ارتفعت 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 11 أبريل، بينما انخفضت مخزونات البنزين ثلاثة ملايين برميل، ونزلت مخزونات نواتج التقطير 3.2 مليون برميل.