الهند تكثف وارداتها من النفط الروسي مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط
عززت الهند بشكل كبير وارداتها من النفط الخام الروسي، متجاوزة الكميات التقليدية التي كانت تستوردها من الموردين الخليجيين.
الهند تكثف وارداتها من النفط الروسي مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط
وباعتبارها ثالث أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم، تجري الهند تعديلات استراتيجية لضمان أمنها الطاقي في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وما يرافقه من عدم استقرار متزايد في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في مضيق هرمز الذي يُعد من أكثر النقاط حساسية في سوق الطاقة العالمي.
ووفقا لتقرير موقع “ديفيدز كورس”، ففي شهر يونيو/حزيران، استوردت الهند ما بين 2 إلى 2.2 مليون برميل يوميًا من النفط الخام الروسي، وهو أعلى مستوى لها منذ عامين. وتعكس هذه الزيادة توجه الهند نحو الاعتماد بشكل أكبر على الطاقة الروسية كوسيلة لمواجهة حالة عدم اليقين الجيوسياسي والتقلبات في الأسواق. ويمنح هذا التحول الهند ميزات استراتيجية، تشمل الحصول على النفط بأسعار مخفضة مقارنة بالخامات الشرق أوسطية، وتقليل الاعتماد على منطقة تشهد تصاعدًا في التوترات.
مضيق هرمز
ويُعد مضيق هرمز ممرًا حيويًا يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية، وقد أصبح أكثر عرضة للاضطراب، مع تلويح إيران بإمكانية عرقلته ردًا على العمليات العسكرية الإسرائيلية. وأي إغلاق أو هجوم على هذا الممر قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط وتراجع في الإمدادات، ما يشكل خطرًا كبيرًا على الدول المستوردة للطاقة مثل الهند.
واستعدادًا لمثل هذه السيناريوهات، قامت المصافي الهندية بتطوير قدراتها لتكرير أنواع متعددة من الخامات، بما في ذلك الخامات الثقيلة الروسية، كما حسّنت من آليات الدفع لتسهيل المعاملات خارج النظام التقليدي القائم على الدولار. كذلك عملت الهند على تنويع مصادر التوريد، من خلال زيادة الواردات من الولايات المتحدة واستكشاف بدائل جديدة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز مرونة الهند في مجال الطاقة، والحفاظ على استقرار الإمدادات والأسعار في ظل تزايد الطلب المحلي. ويُظهر التوجه الهندي نحو النفط الروسي قدرتها على التكيف السريع في بيئة طاقة عالمية متقلبة، ويؤكد على أهمية المرونة والتنوع في حماية المصالح الوطنية في أوقات الأزمات.