الذهب يسجّل مستوى قياسياً جديداً مدفوعاً بتوقعات خفض الفائدة وتزايد المخاطر الجيوسياسية
الذهب يتخطى 3960 دولاراً
سجّل الذهب الفوري ارتفاعاً جديداً بنسبة 2 في المائة ليصل إلى 3963.96 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، مدفوعاً بتزايد التوقعات بخفض إضافي لأسعار الفائدة الأميركية، وبتنامي الطلب من المستثمرين الباحثين عن الأمان في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي التي تشهدها الأسواق العالمية.
وبهذا الارتفاع الذهب، يكون المعدن النفيس قد حقق مكاسب بلغت 48 في المائة منذ بداية العام، لتُضاف إلى مكاسبه القوية في العام الماضي التي بلغت 27 في المائة، في أداء استثنائي يعكس عودة الذهب إلى موقعه التاريخي كملاذ آمن في أوقات الاضطراب المالي.
وقال جوزيف كافاتوني، كبير استراتيجيي السوق في «مجلس الذهب العالمي»، إن المستثمرين يتعاملون حالياً مع مزيج معقد من المتغيرات، بدءاً من تبدّل سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مروراً بالتوترات السياسية العالمية، وصولاً إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في بعض الاقتصادات الكبرى، مؤكداً أن الذهب «يؤدي دوره التقليدي بصفته مخزناً موثوقاً للقيمة».
وأوضح كافاتوني أن موجة الشراء لا تقتصر على المستثمرين الأفراد فحسب، بل تشمل أيضاً البنوك المركزية التي واصلت للعام الثالث على التوالي زيادة احتياطاتها من المعدن النفيس، في خطوة تهدف إلى تنويع الأصول وتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي، لاسيما في ظل التقلبات الحادة في أسواق العملات.
ويرى محللون أن استمرار صعود أسعار مرهون بقرارات السياسة النقدية الأميركية في الأشهر المقبلة، إذ إن أي خفض جديد في أسعار الفائدة من شأنه أن يضعف الدولار ويعزز جاذبية كأصل استثماري. كما يرجّح بعض الخبراء أن يتجاوز حاجز 4 آلاف دولار للأوقية في حال استمر هذا الاتجاه.
في المقابل، تُسهم الأسواق الآسيوية، وعلى رأسها الصين والهند، في دعم الأسعار العالمية، حيث يشهد الطلب على هناك نمواً متواصلاً سواء في قطاع المجوهرات أو كأداة ادخارية واستثمارية طويلة الأجل.
ويرى مراقبون أن هذا الارتفاع القياسي يعكس تحولاً عميقاً في سلوك المستثمرين حول العالم، الذين باتوا يوازنون بين المخاطر والعوائد في بيئة مالية تتّسم بالتقلّب وعدم اليقين، وهو ما يمنح دوراً محورياً في المشهد الاقتصادي الراهن.
