الذهب يتجاوز 4 آلاف دولار للمرة الأولى في التاريخ

0

الذهب يتجاوز 4 آلاف دولار للأونصة للمرة الأولى في التاريخ مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية

الذهب يتجاوز 4 آلاف دولار للمرة الأولى في التاريخ

سجّل الذهب، قفزة تاريخية إلى مستوى 4 آلاف دولار للأونصة، في سابقة تُعدّ الأولى من نوعها في الأسواق العالمية، مع اندفاع المستثمرين نحو المعدن النفيس بوصفه ملاذاً آمناً في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم في العديد من الاقتصادات الكبرى.

وبلغ سعر العقود الآجلة للذهب 4005.80 دولار للأونصة، بعد موجة شراء قوية قادها المستثمرون المؤسسيون والأفراد، في وقت يشهد العالم تقلبات حادة في أسواق الأسهم والسندات والعملات.

وارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 50 في المائة منذ بداية العام، في ظل تحولات كبيرة في السياسة الاقتصادية والتجارية للولايات المتحدة، حيث يُحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب ما وصفه مراقبون بـ«انقلاب في نظام التجارة العالمي»، عبر فرض رسوم جديدة وإعادة التفاوض على عدد من الاتفاقيات التجارية، إلى جانب ضغوطه المتكررة على مجلس الاحتياطي الفيدرالي التي يرى البعض أنها تهدد استقلاليته.

ويأتي هذا الارتفاع القياسي مدعوماً أيضاً بعمليات شراء مكثّفة من البنوك المركزية حول العالم، التي تسعى إلى تنويع احتياطاتها وتقليل اعتمادها على الدولار الأميركي وسط بيئة مالية تتّسم بتزايد المخاطر السياسية. كما واصل المستثمرون الأفراد شراء الذهب بوتيرة متسارعة، مدفوعين بالرغبة في التحوط من التضخم الذي ما زال مرتفعاً رغم سياسات التشديد النقدي السابقة.

وبحسب خبراء في أسواق المعادن الثمينة، فإن الذهب استعاد مكانته كأصل رئيسي للتحوّط ضد عدم الاستقرار العالمي، خصوصاً مع تزايد التوترات في الشرق الأوسط وشرق أوروبا، وعودة المخاوف من تباطؤ النمو في الاقتصادات المتقدمة.

ويرى محللون أن هذا الاختراق التاريخي لمستوى 4 آلاف دولار قد يشكّل بداية مرحلة جديدة في سوق الذهب العالمية، إذ يتوقع البعض أن تواصل الأسعار ارتفاعها في حال أقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة مجدداً أو في حال تفاقمت التوترات الجيوسياسية خلال الربع الأخير من العام.

في المقابل، يشير آخرون إلى أن الأسعار الحالية قد تدفع بعض المستثمرين إلى جني الأرباح على المدى القصير، ما قد يؤدي إلى تصحيحات محدودة في السوق، لكنهم يؤكدون أن الاتجاه العام لا يزال صعودياً في ضوء المعطيات الاقتصادية العالمية.

وتشير بيانات «مجلس الذهب العالمي» إلى أن الطلب الرسمي على الذهب من الحكومات والبنوك المركزية بلغ مستويات غير مسبوقة هذا العام، فيما تتزايد مشتريات الأفراد في آسيا والشرق الأوسط، حيث يُنظر إلى المعدن الأصفر على أنه رمز للأمان المالي والاستقرار في مواجهة اضطرابات الأسواق.

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x