العقود الآجلة الأميركية تتراجع تحت ضغط تحذيرات فقاعة التكنولوجيا
انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، بعدما شكك المستثمرون في ارتفاع تقييمات شركات التكنولوجيا، في أعقاب تحذيرات صدرت عن الرئيسين التنفيذيين لكل من «مورغان ستانلي» و«غولدمان ساكس»، من أن أسواق الأسهم العالمية قد تكون مقبلة على مرحلة تصحيح.
العقود الآجلة الأميركية تتراجع تحت ضغط تحذيرات فقاعة التكنولوجيا
وكانت مؤشرات «وول ستريت» قد لامست الأسبوع الماضي مستويات قياسية جديدة، مختتمة شهر أكتوبر (تشرين الأول) بمكاسب قوية، مدعومة بتقارير فصلية إيجابية من شركات التكنولوجيا الكبرى التي كشفت عن زيادة حادة في استثمارات الذكاء الاصطناعي، ما أسهم في ارتفاع كبير للأسهم الأميركية منذ بداية العام، وفق «رويترز».
لكن تجددت المخاوف بشأن استدامة هذا الإنفاق وتسعير الابتكارات التكنولوجية، ما دفع المستثمرين إلى تقليص مراكزهم بعد موجة ارتفاع حادة في أسهم الذكاء الاصطناعي.
وتراجعت أسهم شركة «بالانتير تكنولوجيز»، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بنسبة 7.3 في المائة في تعاملات ما قبل الافتتاح، رغم توقعاتها بأن تتجاوز إيرادات الربع الرابع تقديرات المحللين. وكانت أسهم الشركة قد قفزت بنحو 400 في المائة خلال العام الماضي.
وقال ديفيد موريسون، كبير محللي السوق في شركة «تريد نيشن»: «يبدو أن هناك شعوراً متزايداً بأن السوق في حالة شراء مفرط، وأن هناك العديد من الأسهم المبالغ في قيمتها، خصوصاً في قطاع التكنولوجيا».
كما تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث انخفض سهم «إنفيديا» بنسبة 2.2 في المائة، و«ألفابت» بنسبة 1.8 في المائة، و«أمازون» بنسبة 1.6 في المائة.
ويُتوقع أن تخضع المكاسب الأخيرة للمزيد من التقييم، مع ترقب المستثمرين إعلان شركة «أدفانسد مايكرو ديفايسز» (AMD) عن نتائجها المالية بعد إغلاق السوق الثلاثاء، تليها شركة «كوالكوم» في وقت لاحق من الأسبوع.
وأظهرت نتائج أرباح الربع الثالث حتى الآن مرونة ملحوظة، إذ تجاوزت أكثر من 83 في المائة من شركات مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» توقعات المحللين، مقارنةً بمتوسط طويل الأجل يبلغ 67.2 في المائة، وفقاً لبيانات بورصة لندن.
وفي الساعة 7:18 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي للعقود الآجلة بـ331 نقطة أو 0.70 في المائة، وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بـ72 نقطة أو 1.05 في المائة، في حين هبط مؤشر «ناسداك 100» بـ354.5 نقطة أو 1.36 في المائة.
كما ارتفع مؤشر تقلب بورصة شيكاغو (VIX)، وهو مقياس الخوف في «وول ستريت»، ليقترب من أعلى مستوى له في أسبوعين.
ضبابية البيانات تُضعف رهانات خفض الفائدة في ديسمبر (كانون الأول)
وفي ظل احتمالات أن يشهد الإغلاق الحكومي الأميركي أطول فتراته على الإطلاق، أصبحت البيانات الاقتصادية الخاصة الأميركية تحظى بأهمية متزايدة لدى المستثمرين ومجلس الاحتياطي الفيدرالي، مع تركيز الأنظار على تقرير التوظيف الصادر عن شركة «إيه دي بي» يوم الأربعاء.
وأظهرت تصريحات متباينة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تبايناً في الرؤى حول كيفية التعامل مع نقص البيانات الاقتصادية. فقد صرّح رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستن غولسبي، بأنه لا يزال متردداً بشأن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، نظراً لبقاء التضخم أعلى بكثير من هدف البنك المركزي، بينما رأى المحافظ ستيفن ميران أن السياسة النقدية الحالية «مقيدة بشدة».
ويتوقع المتعاملون حالياً احتمالاً نسبته 72 في المائة لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، مقارنةً بـ90 في المائة الأسبوع الماضي، وفق أداة «فيد ووتش».
وفي سياق آخر، تتجه الأنظار إلى الانتخابات المحلية في الولايات المتحدة الأميركية لاختيار عمدة نيويورك وحكام ولايتي نيوجيرسي وفرجينيا.
على صعيد الشركات، هبط سهم «ساريبتا ثيرابيوتكس» بنسبة 40.8 في المائة في تعاملات ما قبل الافتتاح، بعدما فشلت تجربتها على دواء لعلاج مرض هزال العضلات في تحقيق الهدف الرئيسي.
في المقابل، ارتفع سهم «سبوتيفاي» بنسبة 3.4 في المائة بعد أن توقعت الشركة أرباحاً فصلية تفوق تقديرات وول ستريت، بينما تراجعت أسهم «شوبفاي» و«أوبر» المدرجتين في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 3.3 و5.2 في المائة على التوالي، عقب صدور نتائج الربع الثالث.